أقلام حرة

عبد القادر رالة: قلب الحقائق التاريخية

أورد الدكتور أبو العيد دودو في كتابه الجزائر في مؤلفات الرحالة الألمان نصاً لضابط ألماني خدم في الفرق الأجنبية الفرنسية، ثم عاد الى وطنه ألمانيا.

النص يعكس بوضوح العقلية الأوروبية المتكبرة المتغطرسة التي تقلب الحقائق...

(لقد تعلمنا القسوة من رجال القبائل الذين يدافعون عن وطنهم أكثر مما تعلموا هم منا المدنية والإنسانية).

قلب واضح للحقائق التاريخية، القسوة هي الاحتلال الذي كان قاسياً وعنيفا في التنكيل بالأبطال والأبرياء وتشريد الأطفال والأرامل..

والمدنية والإنسانية التي جاء بها الاحتلال هي أن تستسلم وأن تصير عبدا في أرضك وثرواتك! أي منطق هذا؟

كتب المؤرخ بسام العسلي في مقدمة كتابه عن العلامة عبد الحميد بن باديس

(كان في مدينة الجزائر وحدها يوم وطئتها أقدام الغزاة الصليبيين الفرنسيين سنة 1830 مائة وستة مساجد ، وعندما حرر المسلمون الجزائريون بلادهم سنة 1962 لم يكن في الجزائر العاصمة أكثر من ثمانية مساجد فقط، وهكذا اختفى 98 مسجدا كانت من أعظم منارات الدنيا

وكانت الأوقاف الإسلامية في الجزائر تبلغ نحو 66 بالمائة من مجموع الأملاك العقارية والزراعية. ويعود السبب في ذلك الى شغف الجزائريين بحبس أموالهم على المساجد وأضرحة الأولياء وأندية العلم عامة والحرمين الشريفين خاصة.

وكان الجزائريون يديرون هذه الأموال بكفاءة ومهارة، بواسطة إدارة أهلية، ولم يكن أحد يشكو فقرا لأن جميع الفقراء كانوا يأخذون حصتهم ونصيبهم من خيراتها .  وهكذا استمرت الجزائر تعيش في بحبوحة من العيش أيام عزّها ومجدها، حتى غزّتها جحافل الصليبين)

***

بقلم عبد القادر رالة

في المثقف اليوم