أقلام حرة

عبد الخالق الفلاح: "لكل غادر لواء يوم القيامة"

لقد فوجئنا عن طريق المصادر ووسائل التواصل الاجتماعي بخبر يؤلم الانسان هي عندما تصل الخيانة الى داخل مجلس الوزراء وقيام وزير بتسريب مناقشات المجلس الى جهة اجنبية والتعاون مع جهة خارجية  "الكويت" وتسريب معلومات عن طريق هاتفه تمس حدود الوطن ومواطنيه، مباشرة الى تلك الجهة في بادرة خطيرة تنم عن انعدام الوازع الديني وانتفاء الحس الأمني، وتنصلهم من الولاء لهذا الوطن العظيم وقادته الأوفياء وهم عبدة المال والسكوت المطبق دون اتخاذ اي اجراء بحق هذا الوزير من الاعلى  وهي من الخيانات العظمة،ولاشك أن السكوت عن هذه الجريمة هي من الخيانات التي لا رفق فيها اذا كانت هنا ذرة من الوطنية ورئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني يجب أن يكون شجعاً كما عودناه ويكشف عن المسرب بكل اباء دون محدودية كي لا تطبق بحقه مقولة  الشاعر الكبيرايليا ابو ماضي"سكت خوفا وقلت الصفح من خلقي ...ونمت جبناً وقلت الحلم من شيمي" لا يصدق أن إنساناً شريفاً نشأ فى أحضان الوطن وتربى على أرضه وكبر فى خيره ان يخون الوطن في تطوع بإعطاء معلومات هامة وسرية لعدوه يدمر بها وطنه، وهي من  أعظم وأكبر مما تحتمله أي نفس فكل فعل مشين يمكن للمرء أن يجد مبررا لفاعله إلا خيانة الوطن فإننا لا نستطيع ابدا ان نجد لها مبرر اى كان السبب .

ان المعيار الذي يعتمد لتحديد مدى انتماء المواطن إلى وطنه هو شعورهُ بقيمته في هذا الوطن، وضمان الحد الأدنى من الحقوق الأساسية التي تحددها القيم والطموحات التي يتبناها هذا الفرد ويحترمها، وليست قيم الوطنية المنزلة من عليّي البيروقراطية، تعد الخيانة خلقاً ذميماً شرعاً وعقلاً وعادةً ونظاماً، ويكفي في التنفير عنها أنها من الأعمال التي نص القرآن الكريم على أن الله لا يحب فاعليها، قال الله تعالى: (وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخائِنِينَ) 8 الانفال.

 ان العلاقات الممكنة بين معنى الوطن وبين القيم التي يتبناها الانسان  من أجل فهم أعمق لتلك الإشكالية، وكذلك مدى تأثير تلك القيم على المواطنين وانتمائهم إلى وطن أو حتى تصوراتهم عنه، حيث تتبدل الصور من صور ذات معنى في الذاكرة إلى مجرد ذاكرة وصفيه تتذكر الأماكن التي عاش أو يعيش فيها الإنسان، مع عدم الشعور بأي روابط نحوها. وبذلك ترتفع الأزمة لتدخل في مستويات إدراك المواطن الفرد لمحيطه وليس فقط في القدرة على العيش فيه.

الخيانة الوطنية من تلبَّس بها برهن على أن همته يمكن أن تلين أمام الاختبارات، يقبح بالمرء أن يخون وطنه، ويطعنه في ظهره مطلقاً، لكن يزداد ذلك القبح إذا حصل ممن كان سابقاً يدعو إلى غير ذلك، ويواجه الخائنين، وتتضمن محذوراتٍ متنوعةً، منها ما يتعلق بقبح الخيانة في نفسها، ومنها أن الخيانة الوطنية نكثٌ للبيعة، ونقضٌ للعهد، وحِنثٌ من الأيمان التي يقسم بها المسؤول أمام ولي الأمر فكيف به وهو وزير، ونقض البيعة من أشنع الأوزار بعد الشرك بالله؛ لما فيه من مخالفة لأوامر الله تعالى وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم؛ ولما ينطوي عليه من المفاسد العامة؛ ولأنه يفضي إلى جر الأضرار الفادحة.

***

عبد الخالق الفلاح - باحث واعلامي

................

* "لكل غادر لواء يوم القيامة".. حديث نبوي شريف

في المثقف اليوم