أقلام حرة

صادق السامر ائي: التفاعل العجيب!!

نحن نتبع ونقبع وفينا ما يؤهلنا للخنوع، سيغضب مَن يغضب، ولا بد من الإتيان بدليل.

نحن نصنع المقدسين والمعصومين في شتى المجالات، ونصيخ السمع إليهم، ونحسب ما ينطقونه وحياً يوحى!!

وعندما تكتب مقالا يحمل آراءهم دون الإشارة الصريحة إليهم من باب الإختبار والتقييم، تنهال على المقال تعليقات غاضبة، وتوصيفات مرعبة، وتقف متعجبا من تباين درجات الإستجابة!!

نفس الرأي عندما ينطق به الرمز المقدس يكون مقبولا ولا غبار عليه، وإن أقدمت على التعبير عنه بمقال يواجَه بعاصفة رفض وعدوان.

فكيف يمكننا تفسير ذلك؟

يبدو أننا نعيش حالات من العمى النفسي، أو عمى الأفكار، الذي ربما يشبه عمى الألوان.

نتفاعل مع هؤلاء (الكبار) بآليات العماء، ومع الصغار بعدوانية ورفض مسبق لذات الفكرة أو الرأي.

هذه عاهة تفاعلية مهيمنة على مسيرتنا عبر الأجيال؟

"إذا قالت حذام فصدقوها....فالقول ما قالت حذام "!!

وعلى هذا المنوال نتفاعل في زمن تتألب على وجودنا العاديات من كل حدب وصوب، إن في هذا السلوك محاباة واضحة، ونفاق مرير، فلماذا لا نبدي رأينا الصريح بما يقوله الذي نسميه (كبيرا)؟

إنها آلية الخنوع والإستسلام، والإنتقام، ووسيلة لصناعة طغاة الحكام، وغيرهم من أصحاب القوة والزمام.

أ يصح في الأفهام شيئ ولا يصح فيها أيضا؟

كيف نجمع بين المتناقضات ونوظفها على أنها متوائمة ذات سلطان وبرهان.

فأين الصدق فيما نقول ونفعل؟!!

***

د. صادق السامرائي

10\8\2023

في المثقف اليوم