أقلام حرة

سراب سعدي: الرسائل باقية.. لكن الزمن تغير!!

حين نسمع بالرسائل يتبادر في اذهاننا اخبار معينة وقد تتجلى صور من نحبهم امام اعيننا، وبغض النظر عن الأخبار والمعلومات داخل كل رسالة لكن يبقى الشوق لتسلم الرسائل مثير ومفرح فبين حبيب ينتظر مرسال من حبيبته وبين أم متشوقة لمعرفة أخبار ابنها وبين اصدقاء يتناقلون التحايا والكلام تكون الرسائل مغلفة بخبايا الحروف وعبق الكلمات الحاوية لجديد المعلومات، كان للرسائل وقع جميل ونكهة خاصة في الماضي تتناقل عبر الايدي لتصل الينا مغلفة بكل حب ولصقة عليها الطوابع الجميلة حسب معالم البلاد ينقلها ساعي البريد بامانة واخلاص ، يصل المرسال وتبدأ اللهفة في فتح المغلف وقراءة المكتوب فيفكر من يقرأ الرسالة بماذا سيجيب المرسل لأن من الأدب رد المرسال وبعث السلام والكلام .. وبرغم صعوبة نقبل وكتابة الرسائل في الماضي من خلال شراء الظرف واقلام الحبر والذهاب بها إلى البريد ومن ثم شراء الطابع البريدي وبعد كل هذا ننتظر لتصل الرسالة إلى المرسل في مدة أحيانا تتجاوز الشهر كل هذه الصعوبات رغم ذلك كان وقع الرسائل جميل ، في وقتنا الحاضر اختلف الوضع اختلافا جذريا وخاصة بعد التطور الكبير في وسائل الاتصال وظهور الهاتف الذكي وبدأت الرسائل عبر الايميل ووسائل التواصل الاجتماعي بسهولة ويسر حتى اصبح العالم قرية صغيرة يمكن التنقل من خلالها بالصوت والصورة وليس فقط ارسال الكلام! ، وكان لهذه التكنولوجيا اثر بالغ في قلب الموازين في تحويل وتذليل كل الصعوبات وجعلها في متناول الايدي يمتلكها كل سكان الارض ، لكن هل لذلك اثر سلبي على الرسائل ؟ ، لكل امر سلبيات وإيجابيات وهذا الأمر ينطبق على الرسائل أيضاً، فبعد أن اصبح الامر سهلاً باتت الناس تضجر من الرسائل وتستقبلها ببرود غير آبهة للمرسل وقد تصل إلى مرحلة عدم الرد والتسويف ، وبذلك خسرت الرسائل قيمتها بين ماضي يحفل ويفرح بالرسائل وبين حاضر متبلد لا يعطي اي قيمة للمرسال واهميته في كل الأوقات.

***

سراب سعدي

في المثقف اليوم