أقلام حرة

صادق السامرائي: المقاومة والمواءمة!!

السؤال الذي يؤرق الأجيال المعاصرة: هل ندرك أننا في القرن الحادي والعشرين؟

المتابع لأحوال الأمة ونشاطاتها على كافة المستويات يكتشف أنها غريبة الأطوار في سلوكها السياسي والمعرفي والعسكري.

لو فحصنا المنشور والمطلوق إعلاميا، لتبين أنه يمتد على ظهر مسافة زمنية منذ القرن السابع الميلادي وحتى نهاية القرن العشرين، ولا يوجد ما يشير إلى أن الأمة في القرن الحادي والعشرين؟

بعض الدول غاطسة في رمال الغابرات وتريد أن تعيد ما حصل قبل عشرات القرون، وبعضها ذهبت إلى ما وراء العصور الظلماء التي آلمت البشرية، والسائد آليات وتصورات وعقليات القرن العشرين، الذي لا تزال بعض أجياله تريد الترسخ، وفرض نظرتها العتيقة على القرن المعاصر.

وبسبب ذلك هناك صراع خفي بين ما مضى وما إنقضى والحاضر الجديد، وسيكون الزمن وسيلته الأساسية للتحرر من هيمنة العتيق المبيد.

وتدخل في هذا المضمار مواضيع المقاومة التي تتمسك بآليات بالية، ما عادت تتوافق وما وصلت إليه البشرية من قدرات تدميرية، فهل أن السلاح يصنع النصر؟

الواقع يشير إلى أن أي مواجهة عسكرية بين طرفين تحقق خسارتهما، ولا يمكن لطرف الفوز على الآخر، وبهذا تجد الدول القوية تمارس سياسات أسود الغاب، فالأسود تهاجم أهدافها مجتمعة لتفوز بصيدها.

وأي دولة مهما كانت قوية ومتمكنة لا تستطيع القول بالإنتصار دون خسائر هائلة، فالحروب بأنواعها دمار لأطرافها وأثمان أي فوز باهضة جدا، وقد علمت الحرب العراقية الإيرانية البشرية دروسا كبيرة.

إن القرن الحادي والعشرين، قرن العقول المتوهجة الفاعلة في تسخير العلم للوصول إلى آفاق جديدة، وقد أدركت الأمة أن مستقبلها في العلم والبحث العلمي منذ بدايات القرن التاسع عشر، لكن فقهاءها إعتبروا العلم بدعة، فأذلوا الأمة وأوصلوها إلى حضيض زمانها، فتوسمت بالتبعية والخنوع والإنكسار ومشاعر الدونية تدثرها!!

فإلى متى سيبقى بعير وجودنا على تلال الغابرات؟!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم