أقلام حرة

اسعد عبد الله: ابتلاع غزة لغرض إنجاز قناة بن غوريون

لقد لخص الكاتب المصري مصطفى بكري حقيقة ما يجري حاليا في الشرق الأوسط الملتهب، ان الموضوع أعمق مما نشاهده على الشاشات من غطرسة وجنون صهيوني ضد الاطفال والنساء والمدنيين في قطاع غزة، مع تاييد خبيث من قادة دول أوربا، التي تدعي كذبا انها بلدان تدافع عن الإنسانية والحقوق، وهذا الإصرار الصهيوني على سحق ارض غزة ليس سببه كرامة بني صهيون، التي مرغوا انفها الفلسطينيين بالوحل في مطلع شهر اكتوبر، بل القضية ترتبط باهداف شيطانية خبيثة، ولا ينفذها الا سفاح حقير مثل نتنياهو مع دعم غربي غير محدود.

قال الكاتب الصحفي مصطفى بكري عضو  مجلس النواب المصري: "إن المخطط أكبر من غزة، فلماذا يأتى الأمريكان والبريطانيون والفرنسيون والألمان والإيطاليين، كل ببوارجه العسكرية قبالة ساحل غزة، القضية أن هناك قناة تنشأ منذ نوفمبر الماضي، قناة بن غوريون التي تنطلق من إيلات إلى غزة ذهابا وإيابا، هذه القناة تنتهي فى 3 سنوات، وستكون مشكلة حقيقية لقناة السويس ويقدر لها 6 مليارات دولار سنويا، أن هذا الطريق الذي ينطلق من الهند مارا بالخليج ثم الكيان الصهيوني ثم أوروبا في مواجهة طريق الحرير، مقدر لها 6 مليارات دولار سنويا للإضرار بقناة السويس، المخطط الان هو تفريغ غزة وبكل وضوح، الغزو البري سيكون في غضون أيام قليلة، وهم يدركون ضرورة تلك الخطوة للتخلص من حماس".

الأردن وخيانة الاخوة العرب

نقل موقع "خبرني" عن خبير اقتصادي أن المشروع الصهيوني الخاص ببناء "قناة بن غوريون" الموازية لقناة السويس، سيضع الأردن في موقف حرج. وأشار إلى أن الإعلان الصهيوني بشأن بدء العمل في قناة بن غوريون، المنافسة لقناة السويس، أثار جدلا واسعا وتساؤلات كثيرة، خصوصا بالنسبة للأردن، إذ ستكون القناة الصهيونية المزمع البدء بها قريبة من الحدود البحرية الأردنية.

وأفاد في هذا السياق الخبير الاقتصادي الأردني حسام عايش بأن افتتاح هذه القناة سيكون أمرا محرجا للدولة الأردنية، وذلك كونه باعتبارات المصلحة سيكون أفضل للأردن، غير انه باعتبارات سياسية وعربية فسيكون له كلفة عالية على الأردن، متوقعا أن لا يستخدم الأردن القناة -في المرحلة الأولى على الأقل- تجنبا للإحراج مع مصر.

ورأى الخبير في تصريحه أن "المشروع ربما يكون سيكون له مخاطر عالية على الأمن القومي العربي والأردن"، لافتا إلى أن المملكة الاردنية ستجد نفسها "أمام حالة مستفزة من النشاط الصهيوني في منطقة قريبة من حدوده البحرية، وربما يعطل مشاريع أردنية مثل مشروع ناقل البحرين".

الواقع يقول ان الاردن ستهرول خلف مصالحها التي ستكون عبر الانضمام للمشاريع الاقتصادية الصهيونية، والتي هي ستكون تحت مظلة مثلث الشيطان (امريكا وبريطانيا وفرنسا)، وربما يكون مشروع قناة بن غوريون مقدمة لمشاريع اقتصادية صهيونية أكبر، مثل مد أنابيب عبر الاردن أو طريق محاذي للأردن، وذلك لمد أوروبا بالنفط والغاز.

قناة بن غوريون

قبل عامين تحدثت تقارير عبرية أن السلطات الصهيونية تخطط لإنشاء قناة تربط البحرين الأحمر والمتوسط، فيما أوضح مهندسون صهاينة أن قناة تربط بين البحر الأحمر والبحر المتوسط، وستكون منافسة لقناة السويس، وذلك لأن المسافة بين إيلات والبحر المتوسط ليست طويلة، وهي بالضبط ذاتها في قناة السويس. واذا قام الكيان الصهيوني ببناء القناة من إيلات على البحر الأحمر إلى البحر المتوسط، فإنها ستقلص المسافة التي تمر بها السفن عبر قناة السويس إلى البحر المتوسط.

وجرى التوضيح في هذا السياق من قبل هذه المصادر بأن القناة الصهيونية لن تبني على شاكلة قناة السويس، الممر البحري الذي تبحر عبره السفن من اتجاه إلى آخر، وفي اليوم الثاني في الاتجاه المعاكس.

 بل سيقوم الكيان الصهيوني بحفر قناتين مستقلتين، واحدة من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط، والثانية من البحر المتوسط إلى البحر الأحمر. وبالتالي لن تتأخر أي سفينة، في حين تستغرق السفن في قناة السويس فترة أسبوعين للمرور، وتشير المصادر ذاتها إلى وجود ميزة أخرى تتمثل في طبيعة الأرض، حيث إنها صخرية وصلبة، وتتحمل أي ضغط دون أي تأثير على عكس قناة السويس، حيث طبيعة الارض رملية وتحتاج الى متابعة مستمرة.

وستكون القناة بعمق 50 مترًا، أي زيادة عن قناة السويس 10 أمتار، وتستطيع سفينة بطول 300 متر وعرض 110 أمتار، وهي أكبر قياس السفن في العالم من العبور في القناة.

وسيتفق الكيان الصهيوني مع 3 مصارف أمريكية لإقراضها الـ14 مليار بفائدة 1 في المئة على أن تردَّها على مدى 30 سنة. وهكذا يكون الصهاينة قد بنوا القناة من قروض أمريكية بفائدة بسيطة، بينما هي تستفيد بقيمة 4 مليارات وأكثر في السنة.

اعتراض خجول من مصر

وقد اعترضت مصر بشدة على هذا الأمر، مهددة بقطع العلاقة مع الكيان الصهيوني، فلم تكترث "تل ابيب"، معتبرة أن العلاقات الدبلوماسية مع مصر شبه مقطوعة. كذلك لم تكترث للتهديد العسكري. والواضح ان الكيان الصهيوني قد قرر التخلي عن مصر حتى لو ألغت مصر كامب ديفيد، لأن الصهاينة واثقين  أنه إذا قررت مصر إلغاء كامب ديفيد، فلن تستطيع استعادة سيناء؛ لأن القوة العسكرية الصهيونية قادرة على ضرب الجيش المصري في حال تجاوزه قناة السويس.

وهي ستحاول حاليا بكل قدرتها على تفريغ غزة من سكانها، حتى تحقق مشروعها الكبير المتمثل بقناة مائية ستغير شكل الاقتصاد العالمي.

***

الكاتب: اسعد عبد الله عبدعلي

في المثقف اليوم