تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

رياض ابراهيم: ضربة جزاء في الوقت الأخير

مَا كُلُّ مَا يَتَمَنَّى الْمَرْءُ يُدْركُهُ

تَجْري الرّيَاحٌ بمَا لَا تَشْتَهي السَّفَنُ

الحشود الأمريكية المتسارعة في منطقة المشرق العربي تستدعي منا كمراقبين أن نقرأها بتأن وروية فهذه الحركة الكشفية جاءت بعدما أدركت الإدارة الأمريكية بفشل خطتها وسياساتها السابقة وتحديدا في العراق والشام والخليج العربي وتخليها عن الهيمنة لهذا الطرف وذاك وبعد خسارة حلفائها في المنطقة وتخليها عنهم فأدركت الإدارة الأمريكية بخطئها الجسيم وهنا جاءت لحظة التصحيح من خلال تكثيف تواجدها في منطقة الخليج العربي مضيق هرمز لتأمين حركة النقل البحري لنقل البترول العربي لدول العالم والمحافظة على أسعاره وعدم ترك روسيا ودول الأوبك من التلاعب بأسعار النفط والغاز الشي المهم يعد تنامي النفوذ الروسي والايراني والحلفاء في سوريا قد يشكل خطراً مباشرا على. أمن إسرائيل والمصالح الأمريكية وكذلك لفشل امريكا في دعمها لأوكرانيا في حربها ضد روسيا التي ما زالت هي المتفوقة ميدانيا ونجح الاقتصاد الروسي باستعادة عافيته لذا تعمل الولايات المتحدة إلى تقليص الدور الروسي والايراني واضعافها في سوريا والمنطقة وخاصة بعد انفتاح الدول العربية اقتصاديا نحو الصين وروسيا.

ما يجري الآن على الأراضي السورية والعراقية والخليج العربي ليست استعدادات للحرب وانما إعادة تنظيم وانتشار واحتواء لتنامي قوة الحشود العسكرية المؤيدة الى سوريا وزيادة زخم التسليح لها عن طريق العراق فهنا يأتي هذا الانتشار الأمريكي لقطع طرق الإمداد والتموين على حلفاء سوريا.

النتائج

لن تكون هناك حربا في الوقت الحاضر في أي جبهة من الجبهات وانما ستكون هناك عمليات عسكرية أمريكية محدودة لبسط نفوذها وتحكمها في مناطق سوريا والعراق والخليج وستنجح أمريكا تكتيكيا على المدى القصير ولكن من المحتمل وهذا احتمال جدا كبير أن تقع صدامات عسكرية دامية بين الجيش الأمريكي وما بين القوى المتحالفة ضد أمريكا وربما ستكون حربا طاحنة في المنطقة كلها .

نعتقد وهذا الشي المهم سيرافق هذه الصراعات العسكرية هيجان شعبي في أكثر من بلد في المنطقة استياء من سياسات حكوماتهم ولا نستبعد سقوط بعض الحكومات وربما هذا الأمر لم يكن في حسابات الولايات المتحدة وقد يكون مفاجأ لها ويحرجها .

السؤال الاخير هل ستنجح أمريكا استراتيجيا في صراعها هذا ؟ انا أشك في ذلك من خلال قراءتنا للتاريخ وحركات التحرر في العالم وتكوين الشخصية المشرقية وخاصة العربية الرافضة للاحتلال الأجنبي على مدى التاريخ بحكم ثقافتها وقيمها وايدلوجيتها.

***

رياض ابراهيم

في المثقف اليوم