أقلام حرة

نهاد الحديثي: نحن في رمضان ومابعده

أيام ونودع شهر رمضان الفضيل ، صوم رمضان والمثابرة على سلوك ونمط معيشي وروحاني وإيماني لمدة شهر يصنعان بحول الله ومنته كثيراً من الشفافية، ويوصلان المسلم إلى أعماق قد لا يدركها، حيث قلبه صائم عن مشاعر السوء، ولسانه صائم عن كلام الشر، وجوارحه صائمة عن الغي والفجور، وبطنه صائم عن لذة طعامه، رمضان شهرو موسم متراص بالفضائل، وزاخر بالمعاني العميقة ومملوء بالفرص الثمينة من الوعي ومرجعة النفس والتدبر بشؤون الحياة تتيح للانسان المسلم ان يتغير الإنسان من حال إلى حال ويستطيع أن يستوعب الزمن والنظام يتغير الإنسان من حال إلى حال.

الاهم وإصلاح النفوس وتهذيبها،والاعتناء برغبات التغييرخصوصاً بعد انقضاء هذا الشهر الإيماني الكريم بالحرص على تحقق الفوائد من مدرسة الصوم لتحقيق التقوى التي يسمو بها المسلم للرقي في سلم الرفعة الروحية والأخلاقية، هي من أجلّ المقاصد التي شرع الصيام من أجلها، والكل يدرك قيمة فهم أنه ليس ثمة أفضل من شهر الصوم لبدء علاقة جديدة مع التغيير الإيجابي المستمر خصوصاً ما بعد رمضان حيث نلتزم بالتسامح ، وتصحيح كل مسار خاطئ إن وجد، وجعل خيارات الوصل والإيثار والمودة جسراً دائماً للعبور إلى دائرة التعامل الإيماني بعزيمة، فعلاقة المسلم بمجتمعه حيث يتفكر كيف ينظر إلى واقعه ومجتمعه وماذا يريد لهم..؟ ومراجعة أخلاقه ونواياه وطرق تفكير هي أحاسيسه اتجاه كثير من الأمور، وعلاقة المسلم بأهله وقرابته حيث يراجع كيف كان قبلاً ثم أثناء رمضان؟ وما يجب عليه اتجاه والديه بالذات وأسرته وأقاربه؟ ليقوم بتعزيز كل ما هو طيب وإيجابي، وتعديل كل مائل هل يريد لهم الصلاح والاستقرار أم يهتم فقط بنفسه وأخصته؟ لذا هذا الأمر مطلوب بعمق، يجعلنا سلوكنا في رمضان نتفكر بإحساس عميق كيف يتوجب أن نتغير لأجلهم؟ فنسير بمحبة الخير لهم وتقدير حوائجهم والحرص على مصلحتهم العامة، ثم علاقته بالآخر أياً كان ليعبر بالاحترام والعدل عن هذه العلاقة، وأن نخرج من هذا الصوم بوقفات ذاتية صادقة تعيدنا إلى حسابات الحق والفضيلة وإيفاء واجبات وحقوق علاقاتنا مع الله عز وجل أولاً ثم مع خلقه لنكون نحن بعد رمضان كما كنا فيه

***

نهاد الحديثي

في المثقف اليوم