أقلام حرة

صادق السامرائي: الكتابة ومآلاتها!!

"إما أن تكتب شيئا يستحق القراءة.. أو أن تفعل شيئا يستحق الكتابة"

أول سؤال يواجه الكاتب هو لمَن يكتب؟

والمتحدث عليه أن يعرف مَن يخاطب!!

هل نكتب لأنفسنا، لبعضنا، أم للناس؟

السائد في الكتابات المنشورة أن الكاتب يكتبها لنفسه، والقليل منها يبدو مكتوبا للنخب، وتندر الكتابة للناس!!

وفيها تكمن قلة المقروئية!!

فالعيب ليس بالقارئ، وإنما بالكاتب!!

هل يقرأ مَن يصطلي بنيران القهر والحرمان والآلام، كتابات عن الحب والغرام؟

الناس في مآزق إنسانية قاسية، وأقلامنا تتمنطق بما لا يقترب من الواقع وينكره تماما، وتتفاعل مع سرابات عذبة تعوّضه عن الحرمان من الماء الزلال.

كيف يَقرأ الناس ما لا يُقرأ؟

الكتابات المقروءة هي التي تعالج المشاكل، لا تفسرها وتحللها، بل تمنح وصفة ذات قيمة عملية للوصول إلى مستويات أفضل من الحياة.

"الناس تتقلى والكاتب يتفلى"!!

ما قيمة نصوص الغزل والغموض والإبهام والرموز المحشوة بما لا يلائم النفس والعقل والروح؟!!

على الأقلام أن تحترم القارئ، وتعزز قيمته وثقته بنفسه وبإرادته القادرة على صناعة الحياة.

كتاباتنا تبعد الناس عن القراءة، وتكرِّههم بالحياة، وتستنهض فيهم المشاعر السلبية، وتحيلهم إلى رماد!!

ترى، هل نجيد إستحضار الكلمة الطيبة؟

الأقلام تتساءل والرؤوس تتجاهل!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم