أقلام حرة

علي حسين: كرسي الحلبوسي

في الوقت الذي ينتظر العالم نهاية لمأساة أطفال غزة وهم يواجهون عصابات جيش الاحتلال الإسرائيلي، خرجت علينا إحدى القنوات الفضائية بفيديو الجاسوسة الإسرائيلية التي أخبرتنا أنها ساهمت بتأجيج تظاهرات تشرين..

تخيّل جنابك أن مرجعية النجف كانت قد وصفت تظاهرات تشرين بأنها "معركة الإصلاح"، وأصدرت المرجعية " 16 " بياناً يؤيد التظاهرات ووصفتها بأنها لا تقل شأناً عن المعركة ضد الإرهاب، كما اعتبرت المرجعية هذه المظاهرات مرحلة فاصلة في تاريخ العراق. لا أريد أن أخصص مقالي عن التجسس والجواسيس، ولا عن تظاهرات تشرين التي يعتقد البعض أنها سبب خراب العراق، وأن شباب الاحتجاجات هم من سرقوا موازنات العشرين عاما الماضية، واستولوا على أموال الكهرباء والحصة التموينية والمستشفيات والمدارس، وافتتحوا فضائيات باموال الدولة المنهوبة . سأترك ذلك ياسادة وأتحدث عن كرسي محمد الحلبوسي الذي سحبته منه المحكمة الاتحادية، بعد أن حصل عليه قبل خمس سنوات في مزاد اقيم داخل قبة البرلمان ، وكان المنادي آنذاك النائب أحمد الجبوري "أبو مازن" .

إذا سألت عن رأيي في قرار المحكمة الاتحادية، فأنا أيضا مثل ملايين المواطنين لا نعرف كيف ولماذا أصبح محمد الحلبوسي رئيساً للبرلمان، ومن سهل له الحصول على كل هذه الثروة والمكانة خلال سنوات قليلة؟ وأيضا لا ندري سر هذه المحاصصة التي ننام ونصحو عليها، والتي تكشف كل يوم زيف بعض القوى السياسية التي رفعت لواء الكفاءات، وصدّعت رؤوسنا بحديث عن المهنية لكنها أمام تقاسم السلطة آثرت أن تنضمّ إلى عالم المحسوبية السياسية.

أتساءل: لماذا يصرّ البعض من ساستنا ومسؤولينا أن يتحول إلى خطيب "مفوه" عندما يتم الاقتراب من كرسيه؟، وتجده يصرخ في الفضائيات: لا حل إلاّ بتوليه المسؤولية ليتحول إلى "معالي" أو "فخامة"، فهو يعتقد أنه وحده القادر على السير بهذه البلاد إلى بر الأمان.. الساسة "المتحاصصون" يتصورون أن العيش في ظل حكاية " علي بابا والاربعين حرامي " ، أفضل من بناء دولة مؤسسات، ما هو هذا المنجز الكبير الذي نباهي به شعوب العالم؟، وماذا يعني إيهام المواطن البسيط بأن النجاحات التي حققها محمد الحلبوسي، هي أكبر مشكلة لخصومه كما أخبرنا أمس وهو يتحدث عن مؤامرة دولية ضده. ماذا يعني أن على العراقيين أن يتحملوا فشل المسؤول، وهل هناك نظام سياسي حقيقي يعتبر الخراب والأزمات دليلاً على النجاح، وكيف يريدون من العراقيين أن يؤمنوا بأن الفشل ، إنما هو إنجاز يعادل ما تقوم به دولة مثل اليابان او سنغافورة .

لن تنتهي معارك السياسيين حول مغارة علي بابا التي سميت بالخطأ مجلس النواب العراقي .

***

علي حسين

في المثقف اليوم