تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

صادق السامرائي: عبث الكتابة!!

عبث: لاجدوى

ربما أصبحت الكتابة نشاط بائس طائش خانس دارس لا قيمة له ولا دور أو معنى!!

ففي زمننا التواصلي الخلاق ستتكسر الأقلام، وأراها ترتجف أمام سلطة (الكي بورد)، كما أن الورق يعاني من رعب الإنقراض.

فهل سيبقى للكلمات دور؟

التواصل بين البشر بدأت تزحف عليه الصورة والمشاهد الحية، التي تعجز الكلمات عن وصفها.

فما قيمة ما عندنا من أطنان ورق، دوّنت عليها البشرية مسيرتها المرهونة بالوجيع والويلات الجسام؟

اليوم كل شيئ توثقه الصورة، فكلٌ يحمل في جيبه جهازا يصوّر المواقف والحالات ويأتيك بالوقائع حية، فما نفع الكتابة عنها؟

تأريخ القرن الحادي والعشرين مصوَّر بدقة وتفصيل، فلن ينتصر المؤرخون على الصورة.

الكتابة بأنواعها تحوّلت إلى حشو على الشاشة المرحبة باللقطات الحية، والرافضة للكلمات الجامدة الجافة.

فمَن يكتب، ولمَن يكتب، ولماذا يكتب؟

ومَن يقرأ؟

متعة القراءة إنتصرت عليها متعة مشاهدة الصورة!!

وهل سنتواصل بالكتابة، أم علينا  التحرر من إستعباد الكلمات لوجودنا وتصنيعها لأوهامنا؟

فدور الكتابة صار للتضليل والتعجيل بدمارنا!!

أيتها الأقلام الأسيرة بين السبابة والإبهام، جف مداد الإبداع فالكتابة عبث وهراء!!

فهل صحيح أن " القلم بريد القلب، يخبر بالخبر وينظر بلا نظر" كما قال إبن المقفع؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم