أقلام حرة

يوسف أبو الفوز: ويحدثونك عن السيادة الوطنية!

- تناقلت وسائل الاعلام المحلية والعالمية، مؤخرا خبر تعرض أحد المقار الأمنية في بغداد إلى استهداف بطائرة مسيرة وأدى إلى وقوع العديد من الضحايا، وقد حمّل الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية قوات التحالف الدولي مسؤولية هذا الهجوم، فيما أعلن لاحقا ناطق باسم الإدارة الأمريكية مسؤوليتها عن هذه العملية.

- وحصل في 3 كانون الثاني 2020 ان تم اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي يعتبر العقل المدبر لأنشطة إيران في الشرق الأوسط، ومعه نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس بواسطة ضربة جوية أمريكية قرب مطار بغداد الدولي، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في حينها مسؤوليتها عنها وقالت إن العملية تمت بـ (توجيهات) مباشرة من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب نفسه.

- تواصل الجارة تركيا بين الحين والأخر مسلسل قصف قرى ومواقع في كردستان العراق، بشن غارات جوية أو بالقصف بالمدفعية، تحت حجج انها مواقع يستخدمها مقاتلو حزب العمال الكردستاني. 

- تابعت شخصيا مؤخرا لقاءا تلفزيونيا أجرته منصة المشهد أجراه الإعلامي اللبناني طوني خليفة مع السيد محمد دحلان، السياسي ورجل الأمن الفلسطيني المثير للجدل، وأحد مساعدي الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. اجري اللقاء في اليوم التالي لاغتيال صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في جنوب لبنان وهو شخصية رئيسية في كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحماس، لم تعلن إسرائيل رسمياً مسؤوليتها عن الهجوم، لكن متحدثاً باسم حزب الله، قال لصحيفة واشنطن بوست إن الهجوم نُفذ باستخدام طائرة بدون طيار وثلاثة صواريخ، ملقياً اللوم على إسرائيل. هكذا عرجت أسئلة مقدم البرنامج، على موضوع قوائم الاغتيالات ومن يعدها ومسؤول عنها. لفت انتباهي ان مقدم البرنامج قدم لاحد اسئلته مشيرا الى (...، ... نعرف اليوم ان هناك ثلاث ساحات هي بيئة سهلة لإسرائيل لتنفيذ عمليات الاغتيال وهي العراق، سوريا ولبنان، ...) 

- ينظر الكثير من المفكرين الى كون سيادة الدولة هو مرادف للاستقلال، ولذلك فالسيادة هي حق قانوني لاي دولة مستقلة، لا يمكن انتهاكها وفقا لمواد ميثاق هيئة الأمم المتحدة، كما ورد في المادة الثانية من الفصل الأول (تقوم الهيئة ـ الأمم المتحدة ـ على مبدأ المساواة في السيادة بين جميع أعضائها).

- يعرف كثير من رجال السياسة والمفكرين، بان حالة الهيمنة الدولية والنفوذ المتزايد لبعض الدول واستخدام لغة القوة وانتهاك مفهوم السيادة الوطنية للدول الاخرى، والخروج على ميثاق الأمم المتحدة والنظام الدولي القائم على الأمن والسلم الدوليين يعتبر (بلطجة سياسية دولية).

- ان تعتبر دولة ما ساحة سهلة لتنفيذ الاغتيالات على أراضيها، من قبل أطراف دولية أخرى، وفقا لأعمال بلطجة سياسية دولية، دون اعتذار واتفاقات أمنية معلنة، فأن هذا مدعاة لإعادة النظر في مفهوم استقلال وسيادة هذه الدولة أساسا!

- إن السيادة هي أحد المفاهيم الأساسية في علم السياسة، ويعني باختصار وجود في كل دولة مستقلة سلطة نهائية، تعتبر هي العليا في كل الشؤون الداخلية والشؤون الخارجية.

- في تعريفات حديثة تتمثل السيادة الوطنية في قدرة نظام أي دولة في توفير ديمقراطية حقيقية يقوم على مفهوم السيادة الشعبية، حيث يلعب الشعب دورا فعالا في تشكيل سياسة الدولة عبر مزيج من الهيئات التشريعيّة والتنفيذيّة والقضائيّة، حيث يكون قادرا على اتخاذ القرارات التي توفر حياة كريمة للشعب الذي لديه القدرة على توفير الآمن والغذاء والدواء والأسلحة والقدرات للدفاع عن نفسه.

-  إن نظام المحاصصة الطائفية والاثنية في أي دولة، ما هو إلا انتهاك فظ للسيادة الوطنية!

***

يوسف أبو الفوز

 

في المثقف اليوم