أقلام حرة

صلاح حزام: هل يجب ان نفتخر بماضينا العظيم؟

عندما يتحدث العراقيون عن ماضي بلاد وادي الرافدين العظيم هل ينبغي لهم الفخر بذلك الماضي، ام انه يشعرهم بالاحراج والخجل؟

في بلاد الرافدين وفي ماضيها القديم جداً والذي يسبق نشوء كل الحضارات المعروفة، تم اختراع الكتابة والعجلة والزراعة المستقرة، وهذه العناصر هي اسس الاستقرار وبناء المدن وبالتالي التحضر ..

السؤال هو: لماذا حصلت هذه القطيعة الكبيرة مع ذلك الماضي العظيم؟؟ لماذا توقفت الاجيال اللاحقة عن الاستمرار بمسيرة اجدادهم؟؟

لايمكن القاء اللوم على الامبريالية والصهيونية والغرب ..

التدهور والركود حصل قبل اكتشاف امريكا (يعني امريكا ليست طرفاً في ذلك) وقبل قيام اسرائيل والحركة الصهيونية !!

اما اوربا فكانت تعاني من الفقر واحياناً الجوع ولم تكن قد بدأت ثورتها الصناعية، وبالتالي الحركة الاستعمارية لقارات العالم!!!

ما الذي كان وراء ركودنا ونكوصنا؟

نشر أحد الاصدقاء اليوم منشوراً ذكر فيه ان الخوارزمي تولى في زمن المأمون مسؤولية بيت الحكمة، ويعود الى ذلك العالم الكبير الفضل في مايعرف اليوم بالخوارزميات التي تتحكم في الحياة المعاصرة وتسمى بأسمه.

تاريخ حكم المأمون وتولي الخوارزمي المسؤولية يسبق كل الاحداث الدولية والكيانات التي نتهمها بالتآمر علينا ..

 لقد تولى المأمون ابن هارون الرشيد الخلافة في الدولة العباسية في (أغسطس عام 813م) ..في حين ان الثورة الصناعية في اوربا قد بدأت في القرن الثامن عشر !! واليكم الاقتباس التالي:

(رأى إريك هوبسباوم أن الثورة الصناعية بدأت في بريطانيا في ثمانينيات القرن الثامن عشر ولم يتم الشعور بها بالكامل حتى ثلاثينيات أو أربعينيات القرن التاسع عشر، بينما أكد تي إس أشتون أنها حصلت مابين ١٧٦٠ و١٨٣٠).

بمعنى انها قامت بعد الف سنة من حكم المأمون.

لماذا حصل الجمود لدينا؟؟؟

هل ان كوننا ورثة تلك الحضارة العظيمة يرتّب علينا واجبات معينة؟

هل ينبغي ان نكون خير خلف لخير سلف؟؟

ام اننا خلف آخر مختلف عن ذلك السلف العظيم؟؟

أنا شخصياً استحي من العالم.

***

د. صلاح حزام

في المثقف اليوم