أقلام حرة

صادق السامرائي: في معنى الحوار!!

الحوار: نقاش أو جدال، حديث يجري بين شخصين أو أكثر.

وتنتشر في وسائل الإعلام البرامج الحوارية المرئية والمسموعة والمقروءة، وقد تعددت الحوارات في معارض الكتب، وفي الحوار ينكشف معدن الشخص المحاور وضيفه، ومدى نجاح الحوار يعتمد بالدرجة الأولى على المحاور ومهارته في إدارة الحوار وحذاقته في طرح الأسئلة.

ولا بد من وعي معنى الحوار، ومراميه والغاية المرجوة منه، والرسالة المراد إيصالها للآخرين بواسطته.

مررت بتجربة المحاوِر والمحاوَر، ولدي صديق له برنامج تلفازي حواري ناجح، أتواصل معه وأبدي رأي بحلقاته.

وكثيرا ما أعتذر عن إجراء الحوارات مع الأخوة الذين يدعوني لذلك، لأسباب متعددة تخص الأسئلة، وغياب فقه الحوار عند المحاور وغاياته المعرفية.

الحوار واسطة لتقديم فكرة واضحة مبسطة للمتابعين للحوار، وليس الإمعان بالإسهاب الطلسمي المعقد، وطرح مفردات لا جدوى منها سوى التدويخ.

وبموجب ذلك فأن معظم الحوارات بلا فائدة ترتجى، ولا قيمة معرفية يمكن إستخلاصها منها!!

الطرح المعقد للفكرة يشير إلى عدم فهمها، لأن الذي يفهم فكرة أو حالة، يعبر عنها بأبسط ما يمكن أن يكون عليه التعبير والتصوير.

فالحوارات لها ضوابطها وقواعدها وآلياتها، ومنطلقاتها وأهدافها، فلكل حوار غاية واضحة، ومفردات متوافقة معها، فلا يجوز التوهم بأننا أجرينا حوارا، وقد أمعنا بحشو السطور فيما لا ينفع، حتى لتتحير كيف للمحاور لا يجيد طرح الأسئلة، وكيف للذي يحاوره لا ينتبه إلى ما يريد قوله.

ولهذا فأن معظم الحوارات الجارية في واقعنا الثقافي لا تؤدي الغرض المتوخى منها، وتميل للتشويش والتشويه.

المطلوب أن يكون الجواب واضحا على سؤال: لماذا أحاور فلان، وما هي الأسئلة التي تمكنني من إظهار رسالته وتبيان أفكاره بوضوح وبساطة تشد القارئ للحوار؟

أما أن نحاور بأساليب خوارية، فهذا لا يسمى حوارا!!

فهل لنا أن نحاور كما يجب أن يكون عليه الحوار؟!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم