أقلام حرة

سراب سعدي: الغش.. طريقة ربحٍ واهية!

كثيراً ما نسمع عن الغش حتى أصبح هذا المصطلح مألوفا لدى جميع الفئات في المجتمع، فهو موجود في كل مفصل من مفاصل الحياة ولا يمكن انكاره أو غض البصر عنه ولعل السكوت عنه واهماله سبباً في انتشاره إلى هذا الحد في حياتنا فأصبح الصغير يعرف الغش مثله مثل الكبير ويعمل به وبعضهم يتخذ منه مهنة يمتهنها على حساب حقوق الناس وأذيتهم، ويأخذ الغش اشكالاً لا حصر لها وقد تبدو صغيرة لدى البعض ولكن قد تكون سبباً رئيساً في انتشاره بهذا الشكل المهول، فلو كانت الأم تغش مثلاً في التعامل مع زوجها فكيف سيكون ابناؤها؟! بكل تأكيد ستتأصل بهم مسألة الغش سيكون طبيعيا عليهم التعامل مع الغش ظناً من الصغار أن هذا الأمر طبيعياً وأن أكثر من يثقون فيهم وهم الأب والأم يقومون بفعل هذا الأمر!، وقد يأخذ الغش اشكالاً أخرى فالمعلم قد يغش طلابه من خلال عدم إعطاء الدرس حقه حتى يضطر الطلبة لأخذ دروس خاصة لديه وبذلك غش وخان الأمانة الموكلة له وبذلك سيتعلم الطلبة أن الغش مشروع وممكن لأن معلمهم يغش !، فيصبح من السهل عليه أن يغش معلمه في أثناء الامتحانات أو يغش صاحبه أو يغش بلده، فيكبر الأبناء وسط هذه القيم التي تنهك المجتمع وتحط من شأنه، ولو تطرقنا على أنواع أخرى من الغش في حياتنا لوجدنا أن الغش التجاري يأتي في مراتب متقدمة من أنواع الغش والذي يمكن تعريفه بأنه خداع وتدليس وتزييف البضاعة المعروضة من خلال اعطاء بضاعة مخالفة عما معلن عنها في الكمية أو النوعية فقد تكون أقل جودة وأقل كمية من المتعارف عليه وبذلك يأخذ الغش صفة الخداع والإضرار بمصالح الفرد، ونتطرق إلى نوع آخر من أنواع الغش وهو غش الموظفين ويندرج ضمن هذا النوع أخذ الرشاوي لإتمام العمل، التكاسل في أداء الواجب الوظيفي،التغيب عن العمل بدون أسباب مقنعة .... إلخ وبرغم ذلك يأخذ الموظف راتبه مثله مثل الموظف الصالح الحريص على عدم الغش والإهمال . ومن أنواع الغش أيضاً الغش الإعلامي من خلال تدليس الأخبار وعدم نقلها بصورتها الصحيحة أو سرقة الأخبار وبذلك يتعدى على الملكية الإعلامية ... وغيرها الكثير . أن الاشخاص الذين يتعاملون بالغش هم أشخاص معروف عنهم الجشع و الأنانية وحب المال ومحاولة الحصول عليه بأي وسيلة حتى وإن كانت محرمة ومرفوضة من قبل الشرائع السماوية ودليل ذلك أن الغشاش ضعيف الإيمان بالله سبحانه وتعالى وابتعاده عن الطريق الصحيح، ولعل البيئة ورفاق السوء والتربية غير الصحيحة هي من أهم الأسباب التي جعلت من هؤلاء ينحدرون نحو هذا الفعل المخزي والمرفوض من قبل المجتمع. لكن كيف يتم معالجة هذا الأمر لكي يتخلص العالم من هذا الفعل المشين ؟ يمكن القول أن من أمن العقاب أساء الأدب ومن هذا المنطلق يجب وضع عقوبة فعلية على كل من تسول له نفسه للغش والتلاعب في كل مجالات الحياة من أقل موظف إلى أعلى سلطة في هذه الدولة وكذلك للإعلام دور وللتمثيل والمسرح دور في التنبيه ونشر كل المعاني السامية التي تطغي على هذا الفعل والتخلص من هذه الآفة التي اصبحت جزءاً من المنظومة التي تعتاش عليها الدول والعالم أجمع.

***

سراب سعدي

في المثقف اليوم