أقلام حرة

بديعة النعيمي: الحرب على غزة (18): القبة الحديدية

بدأت فكرة القبة الحديدية في أعقاب حرب تموز ٢٠٠٦ حينما أصدر وزير الدفاع (عمير بيرتس) الأوامر بتصنيعها بهدف تشكيل درعا من الصواريخ متوسطة المدى. ويقال بان أوامر تصنيعها جاءت مدفوعة كرد على حرب لبنان. بينما نفى خبراء يهود في دولة الاحتلال ذلك الخبر حيث رجحوا أن الهدف هو الصواريخ القادمة من الجبهة الجنوبية (صواريخ حماس).

والقبة الحديدية عبارة عن منظومة دفاعية ضد الصواريخ قصيرة المدى تصل تكلفة الصاروخ الواحد حوالي ٥٠ ألف دولار، وأن الولايات المتحدة الأمريكية شريكة في إنتاج هذه المنظومة. ويقول الباحث الاستراتيجي (رؤوين بدهتسور) (أن القبة الحديدية على الرغم من نجاحها في إسقاط العشرات من الصواريخ التي أطلقت من غزة إلا أن اختبارها الحقيقي يكون إذا أطلقت آلاف الصواريخ على التجمعات السكنية الإسرائيلية فإن نسبة إسقاطها لهذه الصواريخ سوف تهبط ولذا في إطار حرب شاملة فإن القبة الحديدية لن تستطيع ولن تكفي لأسباب اقتصادية وللكمية الكبيرة من الصواريخ التي يملكها (حزب الله وحركات المقاومة الفلسطينية) التصدي لهذه الصواريخ وستنكشف الجبهة المدنية مرة أخرى ولن تستطيع القبة الحديدية حمايتها كما فعلت هذه المرة التي تميزت بإطلاق عدد محدود من الصواريخ لم يتجاوز المئات يوم) ويقصد الباحث ب (هذه المرة) الحرب على غزة ٢٠١٢ التي تسميها دولة الاحتلال ( عمود السحاب).

وفي الحرب الحالية على غزة ٢٠٢٣ لاحظنا أنه ومن خلال ما نشر على وسائل التواصل وشبكات التلفزة أنه ما ان تطلق المقاومة رشقة صاروخية حتى تطلق صفارات الإنذار في مدن دولة الاحتلال ويفعل فورا نظام القبة الحديدية ،لكن سقوط صواريخ المقاومة على هذه المدن مثل مدن غلاف غزة وتل الربيع والقدس وصفد وغيرها وإلحاق الأضرار المادية والبشرية يعلن الفشل الجزئي لهذه القبة ،حيث ان نظام القبة يستطيع اعتراض ما نسبتة ٩٠% غير أنه لم يعترض الكثير من صواريخ المقاومة وهو ما وصفه الخبراء بالأمر الغريب.

كما تناولت وسائل الإعلام خبرا في بداية الحرب مفاده أن المقاومة اطلقت خلال يومين ١٠٤ صاروخ من قطاع غزة وأن مضادات القبة اعترضت ٢٢ منها فقط، حيث سقط ما يقارب ال ٥٠ صاروخا في مناطق مفتوحة في دولة الاحتلال. وقد نقلت ذلك هيئة البث لدولة الاحتلال عن الجيش (بيانات اعتراض القبة الحديدية قيد التحقيق).

وهذا يثبت فشل القبة الحديدية كما قال الباحث (رؤوين بدهتسور) في قدرتها على تلقي هذا الكم من الصواريخ.

***

بديعة النعيمي

 

في المثقف اليوم