أقلام حرة

صادق السامرائي: العلم بدعة والدين متعة!!

معضلة الأمة الشرسة، أن ذباب الكراسي بأنواعه، قد أوهم الجالسين على كراسي الفردية والإستبداد، والذين يمسكون بسوط السلطة، وينوبون عن ربهم الذي يوهمون الناس بأنهم يعبدونه، بأن العلم بدعة، ويتعارض مع الدين، ويحرر العقول من إرادة التبعية والخنوع، ولابد من إستعمال الدين كبضاعة للتضليل والخداع والتنكيل، ولصق تهم التكفير والزندقة بأي عقل رشيد.

وبموجب إرادة الحكم بتعطيل العقول، تعرض معظم أعلام الأمة عبر مسيرتها إلى أقسى التفاعلات السلبية، ومنهم من أصابه الذل والهوان والتنكيل الشديد، وحتى القتل.

ولا يزال المؤدينون يرون أن من ضرورات الهيمنة بالدين أن يعم الجهل والأمية، ويفقد الناس عقولهم، ويحرم عليهم التفكير والسؤال.

ومن الشواهد الواضحة أن مراكز العبادة ما عادت مواطن تنوير وتثقيف وتعليم، فهمها التجييش الإنفعالي والتأجيج العاطفي العمياوي اللازم لنشر الكراهية والعدوانية بين أبناء الدين الواحد، وكل يدّعي ما يراه الحق المبين، وغيره من أعداء الدين.

فكيف نفسر كثرة العمائم ومراكز العبادة وإرتفاع نسب الأمية؟

المؤدينون بحاجة لمعشر من الجهلاء ليكرسوا إستعبادهم لهم، وتمتعهم بمميزات المعرفة والإستعلاء وفرض الأمر المطاع.

وإياك، إياك أن تسائل أو تحاجج مؤدينا، فسيعتبرك من أعدائه الساخطين، وربما سيفتي بإجتثاثك من الحياة لأنك تعارض وجهة نظره فهو الممثل لرب العالمين.

هذا من أهم عوامل إستنقاع الأمة بالجهل والأمية وإهانتها للعقل ومنعها للتفكير الحر، وإمعانها بالإندساس في الماضيات ورفعها إلى مقام مطلق، وبأن الأجيال غير قادرة على الإتيان بما جاء به الأولون، فالأجيال الحاضرة في عرفهم متخلفة وبعيدة عن الحياة، وعليها أن تفكر بالموت وتسعى إليه، فالحياة لا تساوي شيئا.

فالخطابات موتية والنشاطات تخريبية وعدوانية، وينبوع أحقاد وكراهية، فالدين تحول لسلاح ضد الحرية والإرادة العقلية الإبتكارية المعاصرة.

وهم الذين يتمتعون بمبتكرات العقول الكافرة!!

وتأملوا نسبة الفتاوى المتعاوية على مرّ العصور وستجدونها سائدة وقائدة!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم