تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

صادق السامرائي: الضاد المباد!!

ما نقرأه عن العربية يتميز بالنعي وذرف الدموع والشعور بأنها في تدهور وإنحطاط، وكأننا لا نزال على نهج  حافظ إبراهيم في نعيه للعربية بقصيدته المنشورة في (1903)، ومنها:

"رموني بعقمٍ في الشباب وليتني

عقمت فلم أجزع لقول عداتي

وسعت كتاب الله لفظا وغايةً

وما ضقت عن آيٍ به وعظات

أنا البحر في أحشائه الدر كامنٌ

فهل سألوا الغواص عن صدفاتي"

ولا نقرأ ما يؤكد قوة وروعة وحضارة وسرمدية اللغة في ربوع الأجيال، فالواقع الموضوعي يبين أن اللغة العربية بخير، وتعاصر وتشارك في مسيرة الوعي المعرفي والتفاعل العلمي، وتجدنا أمام إشاعات مغرضة ضدها، وطروحات في وسائل التواصل تريد النيل منها وإيهام أهلها بأنها لغة بائدة، والحقيقة، أن العرب يكتبون بها أكثر من أي وقت مضى، فالتواصل صار بالكتابة أكثر منه بالكلام.

كما أن الإبداع بأنواعه تنامى وإمتلأت المواقع والصحف بالكتابات الرائعة التي تتألق فيها لغة الضاد وتزدهر.

إن إغفال ما أصاب اللغة العربية من تطور وإنتشار ووعي لنحوها ومعاني مفرداتها، وبرهان قدراتها التفاعلية مع المستجدات، لا يستند على رصيد صائب من الواقع والوقائع، فهناك بعض المضللين الذين يريدون النيل من جوهر الأمة وذاتها وهويتها، بتسليطهم نيران عدوانيتهم على اللغة العربية.

ولابد من القول بحزم وثقة بأن لغة الضاد تعاصر وتتطور وتستحضر مفرداتها المتوافقة مع إيقاعات العصر، ولديها برامجها المتنوعة على شبكات الإنترنيت.

فلا يوجد عيب في أية لغة، والعيب يكون في أبناء اللغة، فإذا هانوا وقنطوا فذلك سينعكس على لغتهم، ولغتنا العربية الممتدة في أعماق الحضارات والقرون، لم تفقد بريقها وروعة بيانها، فما كتب بها قبل عشرات القرون لا يزال مؤثرا ومدويا في ربوع الأجيال.

فقل لغتي بخير، وستبقى عزيزة وهاجة معطاء، ولتصمت أقلام السوء والبغضاء.

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم