تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

بديعة النعيمي: الحرب على غزة (49): التحريض على الإبادة

ذات اجتماع في القيادة الجنوبية للجيش بتاريخ ٩/أكتوبر/٢٠٢٣ قال وزير الدفاع يوآف غالانت "لقد أمرت بفرض حصار كامل على غزة، لن يكون هناك كهرباء ولا طعام ، نحن نقاتل الحيوانات البشرية ونتصرف وفقا لذلك".

 أما النائبة عن الليكود ريفيتال تالي جوتليف فقد دعت وفي نفس التاريخ أي التاسع من أكتوبر قوات الجيش لاستخدام كل ما في جعبتها، قائلة" حان الوقت لصاروخ يوم القيامة، إطلاق صواريخ قوية بلا حدود ، لا تسوي حيا واحدا بالأرض بل تسحق غزة كلها وتسويها بالأرض، بلا رحمة ، بلا رحمة"

المطالع لهذه التصريحات التحريضية وغيرها الكثير، تعني شيئا واحدا وهو الدعوة من أجل إبادة الشعب الفلسطيني وفقا لتاريخ اليهود القائم على النظرة الدونية إلى غير اليهودي ما يتيح لهم الحق باستعباد الآخر وارتكاب أي شيء بحقه. وقد دأب قادة دولة الاحتلال منذ قيامها على إطلاق مثل هذه التصريحات التحريضية.

وبالرجوع للقانون الإنساني الدولي الذي لا يعترف بحق مطلق لحرية التعبير، ويعتبر التحريض على الإبادة وفقا لذلك غير قانوني كليا. فحسب المادة الثالثة المشتركة في اتفاقيات جنيف الأربع لعام ١٩٤٩ "يعامل المدنيون في جميع الأحوال معاملة إنسانية دون أي تمييز يقوم على العنصر أو اللون أو الدين أو المعتقد أو الجنس أو المولد أو الثروة أو أية معايير مماثلة أخرى". وتنص المادة الثالثة لاتفاقية الإبادة لعام ١٩٤٨ على أن " التحريض المباشر والعلني على ارتكاب الإبادة محظور".

وبصرف النظر عن الذرائع التي تتبجح بها دولة الاحتلال وأبرزها الدفاع عن النفس ، تبقى هذه الحرب حرب إبادة وانتقام من كل ما هو فلسطيني..لكن لماذا؟؟

لأن اليهود يرون كل فلسطيني سيعود مطالبا بحقه الذي سلب منه يوما. وهم يخافون هذا اليوم ويسعون بكل ما أوتوا من قوة ونفاد وقت للتخلص من الحقيقة (الفلسطيني) وإحلال الوهم مكانها (اليهودي)، لكن المنطق يقول أن لا وهم يدوم والحقيقة هي الواقع الصادق والثابت. أما القوانين الدولية والإنسانية فإنها لا زالت تتساقط كلما هزت الضحايا طرفي "الغربال".

***

بديعة النعيمي

في المثقف اليوم