أقلام حرة

عبد الخالق الفلاح: اسرائيل والمخالفات الأمريكية الموهومة

لماذا يصر نتنياهو رئيس حكومة كيان الحرب الإسرائيلية على القيام بمغامرة كبرى بالهجوم على رفح الفلسطينية بالرغم من كل التحذيرات الدولية، هذه المدينة التي لا تزيد المساحة المأهولة فيها عن 20 كيلو متراً مربعاً، من أصل 63 كيلو متراً مربعاً تشكل مساحة المحافظة الجنوبية الخامسة لقطاع غزة، حيث يقيم فيها قرابة 1.4 مليون مواطن فلسطيني، جلهم من النازحين إليها من مدينة غزة والشمال، ومن مخيمات المنطقة الوسطى وبعض سكان محافظة خانيونس، من الذين ظنوا أنها ستكون منطقة آمنة، لا خطر فيها ولا حرب عليها، بعد أن أعلن جيش الاحتلال أنها مناطق آمنة، ولن تشهد عملياتٍ عسكرية، ودفع المواطنين الفلسطينيين بقوة السلاح وكثافة القصف والغارات، إلى الانتقال إليها والإقامة فيها، بعد أن قصف مناطقهم ودمر بيوتهم وخرب مناطقهم التى تقع فى نطاق ما يعرف بمحور صلاح الدين، الملاصق للحدود مع مصر. المنطقة لها بروتوكول خاص يحكمها منذ الانسحاب الإسرائيلي الاحادى 2005، يحدد طبيعة الأمن فى المنطقة، وعدد الجنود والآليات التى تقوم بحماية الحدود وفقا للمتعارف عليه دوليا، والبروتوكول يُعد ملحق المعاهدة المصرية الإسرائيلية، وأي خرق من الجانب الإسرائيلي لمحور صلاح الدين بأى ذريعة كانت، يعد بالتالى خرقا للمعاهدة، يترتب عليه مواقف دبلوماسية عملياتية مختلفة، من بينها اتخاذ إجراءات حماية أمنية مكثفة إلى حد تعليق العمل بمجمل المعاهدة، وبالتالى تغيير كامل لطبيعة التوازن فى المنطقة ككل، وليس فقط بين طرفي المعاهدة. وهو ما تؤكده المواقف المصرية المُعلنة منذ الثامن من أكتوبر الماضى، وتم توضيحه لكل الأطراف الدولية، ومنها الولايات المتحدة التى تُعد ضامنا رئيسيا للمعاهدة وسريان بنودها وملحقاتها دون أى تغيير. وبالتالى فهناك مسؤولية كبرى على الرئيس بايدن فى منع مقامرة نتنياهو لحسابات خاصة بمصيره السياسى اذا لايريد ايهام الناس بمخالفته تصرفات نتنياهو وخضوعه التام للمتطرفين الذين يحمون حكومته من السقوط، وعلى رأسهم الوزيران بن غفير ومودريتش. الإصرار الإسرائيلي على اختراق رفح الفلسطينية والتمركز فى محور صلاح الدين كليا أو جزئيا بزعم القضاء الكامل على حماس، يجسد عقلية المقامرة التى تسيطر على حكومة الحرب الإسرائيلية، ويكشف المدى الذى وصل إليه نتنياهو فى تحدى كل الالتزامات القانونية الدولية، وعدم اكتراثه بأى معاهدات ثنائية مع أى طرف كان.

***

عبد الخالق الفلاح - باحث

 

في المثقف اليوم