أقلام حرة

صادق السامرائي: الإستعمار النفسي!!

الإستعمار: قوة تحتل بلاد ما وتقهرها وتخضعها لسلطانها السياسي والإقتصادي.

وقد تطور مفهوم الإستعمار، فبدأ مباشرا وعلى مدى عدة قرون، ومن ثم تحول إلى لعبة الإستعمار اللامباشر في بدايات القرن العشرين، ومضى يتطور حتى صار معقدا ومتداخلا وينطلي على المواطنين في البلدان المُستهدفة.

فما هو الإستعمار النفسي؟

هو ترويض متواصل للمجتمع حتى يصل إلى درجة الإنهيار فيستسلم لإرادة الطامع فيه.

والأمة تحت وطأة الإستعمار النفسي الذي أدواته المفكرون والمثقفون المسوَّقون من الذين أوهموهم بأنهم نجوم الإبداع ورموزه.

والواقع أنهم يختارون ما يخدم الهدف الإستعماري النفسي ويستثمرون فيه، ويجعلون الهدف يقضي على ذاته وموضوعه بأدواته وطاقاته الفاعلة فيه.

ويندرج في هذا الميدان الإتلافي للأمة، الدين بتشعباته، والفئويات والتحزبات بأنواعها.

فالأحزاب مستوردة لتأمين متطلبات الإستعمار النفسي، الذي يمهّد لمسيرة الدمارات الصاخبة، وفقا لمتواليات هندسية متعاظمة التأثير والتبرير.

ومن أولويات هذا الإستعمار أن يتفرق أبناء الحالة الواحدة إلى كينونات متعادية، فيتحقق تجريد بعضها من آدميتها وتحويلها إلى شياطين وفئات إجرامية، وفقا لمسلسل أحداث دامية تنسب إليها، وتقرن بما تراه وتتصوره، لكي تتأجج الفئة الأخرى عاطفيا ويتعطل عقلها، وتلتهب عدوانيتها، فتقوم بجرائم شنيعة ترفقها بتبريرات متنوعة ذات مهارات وخبرات إيقاعية ما بين الأطراف.

"ولا تتبعوا خطوات الشيطان، إنه لكم عدو مبين"!!

و"الناس أعداء ما جهلوا"!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم