أقلام حرة

صادق السامرائي: الدول الثرية والمَفريّة!!

فرى: قطّع، شق، مزّق، إفترس، ومفري إسم مفعول من فرى.

دول الأمة الثرية فرية (فريسة) للقوى الكبرى وثرواتها رهن بنوكها، ولا خيار عندها لأنها تودعها فيها فتتحكم بها، وتفرض شروطها على الذي يريد سحب أية كمية منها.

إنها لها وليست ملكها!!

فهذه الدول مكبلة بثرواتها ومُستعبَدة بها، مما يفسر لماذا هي غنية نظريا ومواطنوها يعانون من العوز والفاقة، وفيها أتعس الخدمات وعدم مراعاة حقوق الإنسان.

إنها دول مُستعمَرة بثرواتها!!

وهي حقيقة دامغة مؤسفة مؤلمة خدعت أجيال القرن العشرين، ولا تزال في ذروتها، والناس لاهية ببعضها بإدعاءات التضليل والخداع والتخنيع والترويع المؤدينة.

وكل ما عليها ضاع!!

فالسيادة وهم، والحرية وَهْمٌ، والعدل وهم، وحقوق المواطنين سراب، والبلاد خراب، وليتحقق التنكيل التعسفي والتدمير العقلي للبشر.

وليكن اليأس عنوانا ومسيرات الدموع وجلد الذات برهانا.

وقل ربي زد وبارك، وإدفع بالمساكين إلى جنات النعيم ، وفقا لمناهج الأدينة القاضية بالحرمان والجهل والتغفيل، وتحويل البشر إلى قطيع راتع في مرابع الظلم والعدوان على أبسط حقوق الإنسان.

وإنها لديمقراطية غناء، وتفاعلات علياء، وإن قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن المصلحون، فدع وطنا وشعبا وسبّح بتبعية الأسياد القابضين على مصير الكراسي والشعب والوطن، وفي "عِبْهُمْ" ما لا تعلمون!!

و"الناس بلاء للناس"!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم