أقلام حرة

صادق السامرائي: وَهْمُ الإعلام الحر!!

الخوف سلطان، العقوبة عنوان، السمع والطاعة قانون ودستور وبرهان، البشر بين السيف والنطع حيران، والموقع الممولٍ فتّان، ولا توجد محطة إعلامية بلا سلطة وسجّان!!

يتحدثون عن الحرية الصحفية والإعلام الحر، وإظهار الحقيقة العارية، وما برزت حقيقة ولا إنطلقت حرية، فالأقلام مقيدة والأفواه مكممة والجرأة جريمة، ومَن يفكر يكفر، فلا بد من العقول المعطلة والأقلام المؤجرة، والخنوع والتبعية والإيمان بأن الرب يتمثل في بشر يجب تقديسه وتقليده والموت في سبيله لأنه الرب في هيأة البشر.

أين الحرية الإعلامية فيما يُنشر ويُسوّق ويُعرَض ويُذاع؟

إختلط حابلها بنابلها، وضاع الخيط والعصفور، وكل يغني على ليلاه، والذهب أبلغ المتكلمين، وكل مَن عليها من الجياع المساكين.

فافعل بما تؤمر، ولا تكونن من المارقين!!

ثروات في بنوك الآخرين، وشعوب محرومة مدثرة بالقهر والأنين، والخراب ديدن، والإعمار عدوان، والتفاؤل شذوذ والقول بالخير منبوذ، ولابد من البؤس والقنوط  والتعثر والسقوط، ليغنم المتسلطون، ويحوفون ويكنزون، وعليهم بترويض البشر، وإحاطتهم بالخطر، والمنابر تنادي إلى أين المفر.

يا أيها الحفاة، إركعوا للعتاة، وأسيادهم الهُداة،  فعندهم خريطة الطريق المستقيم، وفي جعبتهم الخبر العظيم، إنها نعمة مطلقة، وجنات نعيم، لا تعرف الأليم، فاسجدوا مع الساجدين، ومَن ينبس ببنت شفة سيكون من المارقين.

إنها لعبة إغراق الدنيا بدماء الحياة، وتمرير مآرب ومشاريع الغزاة، والنشاط الديمقراطي المعاصر المُر.

فأنت تكتب وتنشر، فلماذا تتشكى وتتذمر وتنكر؟!!

فهذا هو الإعلام الحرّ!!

و"الحر يأبى أن يبيع ضميره

بجميع ما في الأرض من أموال"!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم