تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

حسن حاتم المذكور: مذاهب ذوي ألملفات

1 - لا أريد ألعودة الى ماض، مشبع بالغش والأكاذيب، مقمشاً بأسماء الله والأنبياء، كانت ثقتنا عمياء، أكثر مما كانت عليه بصيرتنا، أسباب الخوف جعلتنا نصدق، ان غضب الله وعقابه في جهنم، أقل بشاعة وهولاً من عذاب القبر، هذا الذي يسلطه علينا، مجندي عزرائيل (منكر ونكير)، كل هذا وعذابات اخرى مفترضة، من اجل قبول المعروض علينا من وساطات وشفاعات الوسطاء، للحصول على مغفرة ألله، عن ذنوب لم تُرتكب، نظام التخريف الغيبي، الى جانب جهلنا بالحقائق التاريخية والعلمية، قد نال من وعينا وغيب المتبقي من بصيرتنا، ومزق فينا فضيلتي الشك والمراجعة، المتغيرات الأخيرة، ما بعد الأحتلال الأمريكي عام 2003، والذي رافقه اعصار الأجتياح الأيراني المدمر، اشعل حرائق ألشك، في الغابة السوداء للشعوذات والتخريف، وأذاب غلاف الجليد الخانق، للمتبقي من عقولنا، فبرعمت اول موجات الشك المجتمعي، واصبحت رؤيا عوائق واعاقات الشعوذات والتخريف أكثر وضوحاً، واصبحنا نميز، ما بين حقيقة القيم السماويية والتخريف الغيبي، الذي ترتفع فيه الغيوم السوداء، لموجات الأحتيال والتدجيل، من الأرض التي نعيش عليها، ولا علاقة للسماء بما يفبركه، وسطاء الغش والوقيعة على الأرض، وستفتح المتغيرات القادمة، ثقوباً أكثر، في جدار الأحتيال والألتفاف على العقل المجتمعي.

2 - نولد مذعورين ونحيا خائفون، وقبل الموت أشد ذعراً، فالوسطاء على الأرض، خطفوا الله وغيبوا وظائفه السماوية، كما خطفوا الأنسان وعطلوا عقله، والشعوب التي تفقد عقولها، شعوب مستهلكة لا تصلح للحياة، أن المصائب السياسية والأقتصادية والأجتماعية، التي تعاني منها شعوب المنطقة، والعراق بشكل خاص، هي كوارث إسلامية مع سبق الأصرار، تسير على عكازتي التشيع والتسنن، لا تتوقف في حدود، حتى تجعل من البشرية (إن ستطاعت) "عصفاً مأكول"، بسطاء الناس لا يدركون موقف نبي الأسلام من المذهبين، مع هذا ام مع ذاك، لكنهم يعلمون، ان لكل مذهب مرجع وضريح، الأجتياح الأيراني للعراق، ظاهرة إسلامية بأمتياز، كالقاعدة والنصرة وداعش ومليشيات الحشد الشعبي، وكذلك حزب الله اللبناني وانصار الله اليمني، العالم المنافق لا يتجرأ على القول، ان ايران تحتل العراق، وسبب تدمير دولته ومجتمعه، حتى لا يجد نفسه ملزماً، لنصرة الضحايا، بعض الدول الكبرى، مشاركة او متواطئة (ولمصالحها) مع الأحتلال الأيراني والتمويه على جرائمه.

3 - ديمقراطية الأحتلالات والحصارات الأمريكية، وفرت فرصة مثالية، لمذاهب ذوي الملفات، وفرت لهم عن عمد وسبق اصرار، كامل السلطات والثروات والوجاهة ووسائل الأعلام، وفتحت امامهم ولنفسها، المنافذ الحدودية لتهريب الثرروات والأثار الوطنية، وأخضعت تماماً، كامل سمعة المتمذهبين وشرفهم وعقائدهم، الى ملفات فضائح بغية ابتزازهم، وكان البيت الشيعي بشكل خاص، الأكثر دناءة وأستعدادا للتلوث، والأسرع انزلاقاً في الهاوية، بعد إن عرتهم ثورة الأول من تشرين، وكشفت عن استعدادهم، لخيانة الشعب والوطن، لجأوا لمنطق الذخيرة الحية، حتى اكتسب مذهبهم الأيراني بحق، لقب (مذهب ذوي الملفات)، وصح بهم المثل "المبلل ما يخاف من المطر"، فلا يعنيهم او يخجلهم، وجهة ولائهم (عمالتهم)، إن كانت لأمريكا او لأيران.

4 - يبدو أن الأسلام كان ثورة ذكورية، ضاق بها قحط الجزيزة العربية، فانفتحت شهيتها على جغرافيية الأخرين وثرواتها، يبدو ان النبي محمد، كان اكثر حرصاً على مبادئه، وبعد وفاته سقطت الأقنعة عن الأقنعة، وتغولت الصراعات حول الغنائم، وتعرض اكثر الصحابة للأغيالات، وتوسعت مساحة الغزو الخارجي والمجازر الداخلية، والى يومنا هذا، فأصبح الأسلام بلا مسلمين، والمسلين بلا إسلام، وخطفت المذاهب والجماعات، وظائف الله والقيم السماوية، وقدست نفسها المراجع والملوك، ورؤساء الدول الأسلامية، ثم سحقت المجتمعات وجعلت نصيبها، الفقر والجهل والأذلال التام، وفقدت المرأة المسلمة، كامل حقوقها وثُلمت آدميتها، فأتسعت مساحة الغربة والشك، بين الله والأنسان، وأصبحت مذاهب الوسطاء، الطرق الخاطئة، إلى معرفة الأنسان لربه ودينه، وهنا يمكن القول، ان المجتمعات الأسلامية، قد فقدت رشداها وكفرت بربها خلف الوسطاء، فنقلت عدوى تلوثها الى مذاهبها، حتى أصبحت مكباً لفضائح الملفات والعاهات.

***

حسن حاتم المذكور

11 / 01 / 2024

 

في المثقف اليوم