روافد أدبية

كيف أجامل غيرك / عزيز الدريوشي

أعرفكم قمة السفالة في النفاق .

يا من توزعون الشفقة عنيَ...

كم كنت أقسى من الزمان عليك ...

كنت أسافر خلفك

وأعرف كل رصيف واقفة عليه ...

لكن قسوة الزمان تركتني بدون عقل ..

حبيبتي أين الرحيل مني؟

لما قررت الهروب مني

لقد هربت مسافات من أجل سعادتك ...

أين قهوتي الصباحية رفقتك في قلب الحب ...

لا شيئ لا قطار لا كتاب لا شعر ...

حبيبتي

القلم أرحم بي

محرابك أرحم بي ...

وقت المساء

كنت فيه رحيمة بي

في قطار اليتم ..

أفتش عنك بين الجبال ...أينكَ؟

أقلب كل كتاب من تاريخي ...أينك ؟

أقَلبُ على كل مسافات لا شيئ ...أينك ؟

حبيبتي كنت أقسى من البرد على جلدي ...

أعرفك تعشقني أعرفُ أن موتي في قبرك

رحيلُ ..

أين عبارات الحب التافه منك ؟

لا شيئ لا شيئ ...

قلتَ الكرامة  يا حبيبتي..

لقد علمني الثور الغريب أن

أدس على كرامة وأرى في بكاء عسل

لقد قتلوني وجعلوني مثل حمار ..

معك عرفت معنى الحب ... وعرفت كيف أتسكعُ

رفقتك دون أحلام وعلى المقهى قادمة بشكلك الكلاسيكي ..

أين طفولتك هي بين أصبعي ...

حبيبتي أنت

الرحيل مني وأنت الجمال وأنت الحب الكلاسيكي ...

أين اللعينة..؟

التي قد تفكر في الركوب محربك الكلاسيكي..

لا توجد في كتب التاريخ حتى تصل جزء سرابك ..

حبيبتي :

إن شفتيك دواء من داء الطاعون ...

إن قلمك وأصبعك رحيق بي

كم كنت عصفور وأنا بين ذراعيك وأنت

اميرة بي وأنا ملكُ لكي في مملكة الحب

في مملكة تعلم فيها الملك قتل نفسه وقتل الآخر

أنت أنت وأنت ..

أحبك أحبك أحبك ...

قلبت كل كتاباتي وكل مذكراتي

رفقة النساء فهل يحلوا ذراع آخرى ؟

طبعاً أنت الأميرة ...في كل تفاصيلي ...

حبيبتي كم كنت رائعة وأنت تقول لي

سأقول لك بهمس أني أحبك وأنا على صدرك ...

حبيبتي لان أمام جبل لا يعرف الموت لا يعرف صدري

ولا جريان قلبي ولا صداع رأسي ولا جنونيَ

البرد يقسم وجهي ويعكر صفوة المساء ...

أنت أنت أنت تركتني أفكر في الإنتحار

في فكرة الحب من جديد لا توجد من تشبهك

كم حلمنا كم تسولنا طرق الفرح من طرق الحزن ...

أين أنا منك ؟

تتذكر كم شربتُ من كونياك فداء لك

تتذكر شكلك الرائع وخطواتك العشق تملاء سماع

وانت قادمة لا تشبه جميع النساء

أنت لست مثل العابرين مثل آلة العمل وآلة الحب

حبيبتي لان أكتب جزء من إنتحاري على دخان السجائر

أقول لك وأنا اتسكع وحدي في ساحة ماريشال ...

أين السكارى

أين سائق الطاكسي يعرفك مثلما يعرف نفسه...

أين إنتظاراتنا ؟

أين كلامنا المستقبلي وأنا أمام مقبرتي ومدرستي ...

أين ممرضة الأمس ؟

هل تعرف طبيب الحب يمكنُ أن أرحل اليه دون موعد ..

أريد محاكمة وجودية أشنق نفسي فيها فداء لك

أريد خمسة دقائق لكي أرى فيك وجهك وتراسيم أصابعك ...

أريد منك قبلة أمام النادل الكافر في الحب ...

أريد ساعة المساء التي يرحل بيننا كلام الحب

وتقول لي أشتهي النوم رفقتك وأنا أشتهي دفئ قلبك ...

أحبك أحبك أحبك

آلة الموسيقى ترحل بي لان اليك ...

أنا المتشرد القاتم في الحب

أنا التعيس في الحب وأبكي على حب ماريشال ...

أنا الموت الفاشل في دراستي وفي حبي وفي أقنعة السفهاء ..

كم كانت رائحتك في آخر مساء

كنت امام أرمي عليك دخان سيجارتي

وأن تضحكين كطفلة تعثر عني مرميُ

في سلة مهملات التاريخ

أيها العشاق بأقنعة الحب

لا تقدموا لي شفقتكم

وتطلقوا العنان لافواهكم لتقولو:انت مجنون تافه.

كل مجنون هو حبيب

كل تافه هو عاشق

كل مسافر على مثن القطار ونسى نفسه

هو مسافات اليتم والحب ...

سمعت سيدة تقولها صباح يوم السبت

وأنا أستعد للسفر

كنت أفكر فيك لحظات سفري ..

وفي لحظات تسكعي ...

حبيبتي لقد كنت مطرقة عليك

وكنت شيخ شرق متوسطي عليك

بإسم شهداء الحب لا تتركني ولا تفعل ما يفعله الهاربون ..

أنا سفينة العشق فيك والحياة والأحلام ..

أنقد قلبي لا أعرف من يتسول..

لكي أرمي صدقتي عليه ..

لا اعرف سائق طاكسي ينقلني الى مقبرة الأموات

لكي أترحم على الاموات

وأنسى موت قلبي في قلبيها اليتيم .

أجوك لا تتركني

لستُ رجل عابر بين الكلمات ...

لقد قلبت خيالي وحياتي وتركت في كل شيئ منك ..

فلا تقلب لغاتي وكلماتي فكل شعر كتبته فهو لكي وحدك

لانك مرأة قلت آلة الكتابة في الجنس دون معنى ...

لان أقول لك كنت حاكم فاشل عليك

أنت تعرف قلبي لا يتقن فن الحياة

فكوني بي انت الحياة والموت

أعتذر لكي حطمت كل شيئ فيك فهل تقبلي آخر حبل شنق لي ؟

سأرحل

لان دفاتري لا تستطيع الهرب من سجنك

لو كنت حاكمة كنت ستقسى عني في مملكة لا قانون

لا لا حبيبتي الحب هكذا يتيم الشكوى بعيد الفهم لعين في اللغة

سأرحل لان وأترك لك باقي كلماتي فهي أرحم بي

عزيز الدريوشي

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :200 الخميس 19 / 01 / 2012)

 

 

في نصوص اليوم