روافد أدبية

اسماعيل مكارم: مصرع القمر

نص عن همجية المعتدين

مصرع القمر

جَحافلٌ

قنابلٌ

زلازلُ

قتِلتْ بيوتٌ

واستشهِدَتْ منازلُ.

**

جحافلٌ

قنابلٌ

زلازلُ

يبقى القتيلُ

وليس يبقى القاتلُ.

**

جحافلٌ

قنابلٌ

زلازلُ

وَجدَ النّفاق ُ ذريعةً ً

لقتل  يوسفَ والمسيح

واليوم كم من طفلةٍ

وكم من ولدٍ جريحْ.

**

لطفلةٍ

قمرٌ

أنشودةٌ.. ودفاترُ،

قالوا اقتلوها

هذي حفيدةُ أحمدٍ

صاح الضميرُ

لأيّ ذنبٍ تقتلُ !!

جاء الجوابُ غاضباً

ومجلجلا

سمعت به المَحافلُ.

**

سقطت سُمية ُ

وقعت على أديم الأرض ضفائرها.

**

بكى الجميع سميّة ً

بكتِ النسوة ُ، والحمائمُ، والشجرْ

أما الرّجالُ يخزنون الحزنَ والصّبر

كالتينِ والزيتون لأيام المطرْ.

سَقطت سميّة ُ

سَقطت سميّة ُ

وغاب في الليلِ قمرْ.

***

بقلم الدكتور إسماعيل مكارم

...........................

جنود النجمة السداسية زحفوا إلى غزة ليس لأجل القتال، بل لأجل قتل الأبرياء!. والسؤال هو − أين شهامة المُقاتل؟

 التاريخُ أبدا لا يقوم قهرا بتعليم الناس، إذا ما كانوا بشرا، بل سيعاقبهم على أخطاء ترتكب من قبلهم حين لا يأخذون العبر من كتاب العصور. يحضرني منظرُ تلك الطفلة الألمانية التي وقعت في ميدان زخ الرصاص بين المتحاربين الألمان والروس في معركة من معارك برلين في شهر نيسان عام 1945

سمع الجندي الروسي إيفان ماصلوف في برهة ما، سمع بكاء طفلة وهي تستغيث وتطلب العون، وتصرخ ماما ..ماما.

قرر أن يتوقف عن عمل أي شيء، وفكر كيف له ان يصل إلى مكان هذه الطفلة كي ينقذها. زحف نحو مصدر الصوت، كان الخطر يحيط به من كل صوب، هناك ألغام وهناك رشاشات الأعداء لا تتوقف، ورغم هذا زحف نحو مصدر البكاء، توقف الصوت قليلا ثم عاد من جديد ماما ..ماما. أما رفاقه الجنود فقد حبسوا أنفاسهم، انقضى أكثر من ثلث ساعة، وهذا صوت  إيفان ماصلوف ينادي: حاولوا حمايتي بالنار، الطفلة معي. فلعلع الرصاص، واشتعلت نيران القذائف.

هكذا استطاع الجندي إيفان ماصلوف أن ينقذ هذه الطفلة الألمانية البريئة، التي لاذنب لها في هذه الحرب، أنقذها من الموت وقدم لها فرصة الحياة. تلك كانت حربا قاسية، غير أنها لم تخطف الرحمة من قلب ذلك الجندي. عندما أسمع عن أعداد الضحايا من جراء قصف جنود النجمة السداسية، قصفهم  للمدارس، والمنازل،وسيارات الإسعاف، والمشافي، والأفران، والأسواق، وكل شيء حي في غزة، وعندما أفهم أنهم يفتشون عن الأسباب والحجج، لا بل يمارسون النفاق لأجل تلفيق هذه الأسباب والحجج بغرض تدمير مدن وبلدات غزة مربعا بعد مربع وبشكل منهجي، أفهم أنهم يريدون إحراز النصر على المدنيين الأبرياء: النساء والأطفال، وأصل إلى نتيجة مفادها أن جنود نجمة داوود أتوا للقتل وليس للقتال. الرحمة لشهداء غزة. الرحمة لمن قاوموا المحتل الصهيوني.

* قصة الجندي إيفان ماصلوف ليست من الخيال، بل هي قصة واقعية.

في نصوص اليوم