روافد أدبية

فى بلادنا / حمدى جابر

وأن تأوي إلىْ سَريْركَ كُلَّ ليله.

وفىْ يَدِكَ كأسُكَ ومِنهُنَّ ما تشَاءْ .......

فِىْ بلادِ العُربِ سيدتي

إنْ خنتَ الحَصَىْ فِيْ الأرض يَوْمَاً

أو بعْتَ عِرْضَكَ للعَرَاءْ

فأنتَ فيهِمْ كالبَطل

سَاقوا إليْكَ مَدِيْحَهُمْ ... حُزتَ الثناءْ

فكلُّ القوَّادِينَ يُكرَّمُوا ...........

وعلماء الدِّين جَهْراً يُذبَحُوا

فوق المنابر يُصْلبُوا

إن قالوا يَوْمَاً عِرضَنا

أو قالوا يَوْمَاً أرضَنا

فذاكَ لِقوْلِهمْ هُوَ الجَزاءْ

مباحٌ لأجل المال سيدتي

أنْ تسْجُدَ للغربِ الرءوسْ

أنْ تدفعَ للمَوْتِ النفوْسْ

أن ننصِبَ وجْهَنا ..لهُمْ انكسارْ

أنْ تصبحَ دمَاءُنا بلا ثمنٍ

كيْ يرضَىْ عنا التجَارْ

كُلُّ ذلِكَ مُبَاحٌ عِندَنا.....

مُبَاحٌ عِندنا قتلُ النَّهَارْ

مباحٌ عندَنا ذبحُ الوروْدِ

أيُّ وَطنٍ هذا الذيْ

ذبَحَ الورودَ

وأعدمَ الأزهارْ

أيُّ وَطنٍ هذا الذي كـوَطنِيْ

القوْمُ فيهِ تجَرَّدوْا

مِنَ المَشاعِر وأقامُوا المَشانِقَ ......

للرُّضَّع فوْقَ صُدُوْر الأمَّهَاتْ

للبلابلِ..... للفضائلِ....

للمعالِمِ...... للمعابدِ

للشِّعْرِ لموْ مَسَّ العَاهِرَاتْ

فِيْ بلاد العُرْبِ سَيِّدَتِيْ

كبَّلوا ظهْرَ الطيُوْر ......

جَمَّدوا مَاءَ البُحور

مِنْ هَدِى ِالشيْطان شرعُهُمْ ......

أسْكنوا الشُّعَرَاءْ ظلمات القبُوْر

فِيْ بلاد العُرْبِ سَيِّدَتِيْ

عارٌ وألف عارٍ فوقنا

قدْ أبَحْنا مَا لمْ تبحْهُ السَّمَاءْ

سَجَدْنا للنفطِ .....

ألـَّهْنا النسَاءَ والعُمْلاتْ

أعلنَّا للدُّنيَا كـُفرَنَا ........

كيْ تزيْدَ المِنحُ والنفحَاتْ

.ومنْ كانَ عِشقهُ الأوحَدُ سَيِّدَتِىْ هُوَ الوَطنْ

وَمَنْ عَبَدَ رَبَّا مِنْ غير الوَرَقْ .....

رَبَّا عَظِيمَ الصِّفاتْ

عَاشَ هُنا مَطروْدَاً بَلْ ذليْلاً ماتْ

 

القاهرة

1/4/2012

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2078 الاثنين 2 / 04 / 2012)

 

في نصوص اليوم