روافد أدبية

من نبض الحدث...

MM80 اجلس صامتة في سيارة الاجره.. ف (لا كلام)عن وطن طال صمته (حكمة)...ارتشف آخر كؤوس  الصبر رغم علمي ان بئري من الصبر الجميل قد جفت منذ امد.....اتوكأ الخيبه ...ابنة اشجار الخذلان...التي احتطبها في رحلتي اليومية الى عملي..ابتدع حوارا عن فرحة لاتوجد في وطني....عن دهشة الشوارع وهي تحتفي بأقدام ماخانت عهودها ...عن اشجار يغسلها مطر سيابي...لينتهي بي المطاف على ارض اليباب...موقع عملي...والذي صار بقدرة الساحر البارع عميد المكان وحاكم الزمان...الى مقبرة حقيقيه لكل ماهو أصيل ..واولها الثقة بالاخر....

المكان هادئ....والوجوه التي تقف عند الباب لاحياة فيها....قرأت فاتحة الكتاب...وانا اردد السلام عليكم دار قوم مؤمنين...وقبل ان أسأل احدا من العارفين او العارفات ببواطن الامور وسر الوحشة في المكان وعن اختفاء طلبتنا..وضعت كعادتي سيناريوهات للحدث

- هل كانت ساعة رحمانية ربانيه ....فأخذ الآمر بأمر من يأتمر بأمره، طلبتنا الى سفرة تكفل بنفقاتها كاملة ...مدحضا قول القائل انه من عبيد المال واثرياء زمن اللفط .

- هل اخذهم في رحلة الى مدن الخيام والمهجرين يحمل على عاتقه مهمة تربية جيل الاحساس بالاخرين.

رددت ("يا خفي الألطاف نجنا مما نخاف")..لتأتيني الاجابة المرة..انهم اخرجوا من ديارهم العلميه(صفوفهم)..لانهم لم يدفعوا (قسط الدراسة المسائيه لهذه السنه)...

تخيلوا ياكرام الارواح... حالة شاب (او شابه) يخرج من بيت اهله ..تحمله دعوات ام قضت نصف عمرها بين حروب وحصار  وتعب أب خرج من عنق زجاجة الموت (بالشافعات) ليصل الى كليته .... لاذنب له في ان اهله من الفقراء ..او من الشرفاء الذين لايشرون خبز كفافهم...بمال النهب ...

اهال يجمعون اقساط اولادهم بالسلف المستمره...حارمين انفسهم من ابسط الحاجات لاتمام العهد مع الله...ليأتي (طاريء على البشر) فيطردهم بطريقة لا تليق بالحيوان...ووالله لو كان للخذلان  والمذله صوره لوجدتموها مرسومة في وجوه من التقيت بهم من طلبتنا...

قلت لكم ان في الصمت حكمة لايتقنها غير من تكلم ذات حرقة....فأصابته سهام الظالمين في مقتل...ولكن الصمت في بعض المواضع جبن لا يليق بالانسان..

ياوطني ...ياوطني

هل تسمع؟ ام صبوا في اذنيك الرصاص فماعدت تفرق بين هديل الحمام..ونعيق الغربان...؟

هل اذهب الله ببصرك؟ فرأيت انسانك  مجرد صك لمبلغ يعلم الله كيف جمع..ومتى سيوفى؟

هل صار المسؤول الها والكرسي صومعة وعلينا ان نؤدي فرض الطاعه لمن لا نستأمنه على نعجة عرجاء.

قل لي بربك كيف بت لا اعرفك وانا اشهق بأسمك من خمسين عاما هي سنوات هذا العمر الذي ضاع في وطن سلبنا حتى القدرة على الحلم...

قل  لي بربك كيف اناديك وطن...وانت تحاربني في راتبي واماني واحلام ابنائي ...كيف اناديك وطن وانت تحيل طفل الامس الى عود ثقاب تحرقه كلما  احيا ازلامك حفلات البؤس التي حفظناها.....

اما تعبت....

اما عادت صرخة سكينة تقض مضجعك....

ياوطن..

اما زلت تقطع اكف كل عباس....لتقضي عمرك وانت تلطم عليه.....

 

 وقار الريان

 

في نصوص اليوم