روافد أدبية
تَسَابِيْحُ ٱلماء
محطات الحقيقة كثيرة
أجملها تلك اللحظة التي
تجعلنا نبكي مثل البشر.
تَسَابِيْحُ ٱلماء / منصر فلاح
1 -
بداية العام
فرصة ثمينة
كي نجدد عقد خيبتنا
مع النسيان.
2 -
محطات الحقيقة كثيرة
أجملها تلك اللحظة التي
تجعلنا نبكي مثل البشر.
3 -
كان يخوض فيها
من الماء إِلى الماء
ذاك شاعر رحل وترك
حذاءه تذكارا لجلالة الملك.
4 -
أثناء هروبه من جهنم
قبضوا عليه بتهمة إزدراء
الوطن.
5 -
بينما كان يعبر الشهداء
من أمام النافذة
كانت الطائرات تُزَغرِد
بالتحايا العنقودية.
6 -
لماذا التشاؤم
ولدينا بركة النفط
ودعوات المفتي
فدعوا الكفر بٲنعم الوالي.
7 -
آهٍ.. يا بلاد الزيتون
ماذا أقول
فالجرح اكبر من الكلام.
8 -
شنقوه
بعد أن دفنوه
وكي لايهرب وضعوا
على قبره
دبابة عسكرية.
9 -
زرقاء اليمامة
لم تكن زرقاء
تلك كانت مجرد وشاية.
10 -
عانق قصيدته
وضعها في قارورة
وألقاها في الماء.
11 -
في فم هذا الشتاء
نبوءة لن يُشعلها
سوى مدن الشام
وجبال اليمن.
12 -
نعم
غدا يوم جديد
لكن
لماذا أنا فقط
قديم كجرح فلسطين.
13 -
أشعلوا خشب الصبر
كوقود لطهي الجوع
فالفقراء وحدهم
يصنعون المعجزات.
14 -
ابتسَمَت بتشفي
بعد أن ألقت في قلبه
قنبلة فراغية.
15 -
تحت الصفر
ضمير العالم
والنفط
يُعَبِّر عن قلقه.
16 -
وقف في جفنها
يقرأ تسابيح الماء
على شواطيء الكحل.
17 -
قبلة واحدة
تُغني عن
كل هذا الضجيج.
18 -
في الزمهرير
يُشعل اللاجئون أمعائَهم
ابتهاجا
حول شجرة الميلاد.
19 -
حاول أن يقف
فخانته قدماه
ذلك هو الوطن.
20 -
في المطار
فتشوا حقيبة ذاكرتي
لم يجدوا شيئاً
سوى
سجائر وجعي
وفنجان قصيدة.
21 -
تنفس الصُّعَدَاء
ثم قال :
ياليت قومي يقرأون.
22 -
يستبيحها الغاصبون
والنشامى يتسامرون
حول حطب العروبة.
23 -
يتسكعُ
حاملا معه
جثة قضية ترفض
ٲن تموت.
24 -
حُلُمٌ ٲخضر
طرَقَ نافذتَه البارحة
وانتحر.
25 -
نفض لِحيته
فتساقطت منها
مفاتيح الجنة.
26 -
فقط في ثورة الفئران
القطط تبتسم
دعماً للدمقراطية.
27 -
كلاشنكوف
حزام ناسف
حورٌ عين وأشياء أخرى.
28 -
مرةً أُخرى تهزمني
رائحةُ الطين
فأَلتزم الصمت أَمام
سوط اللهب.
29 -
لادخل لأَحد ..
أَنا المُذنبُ الوحيد
والتهمةُ أَنا.
30 -
كان هنا وطنٌ يحتظر..
وكنت هناك
انتظر مهرجان الدفن المُهيب.
الشاعر منصر فلاح - صنعاء