حوارات عامة

في حوار مع الشاعر الكوردي بدل رفو المزوري:

badal_raffow- القصيدة تصارع من اجل البقاء في زمن العولمة.

- هناك مترجمون كورد تفتخر بهم المكتبة الكوردية.

عبر هذه الفسحة الثقافية اتحاور مع الشاعر بدل رفو المزوري حول القصيدة الكوردية وما تحمله من معانِ تفتح افاقاً جديدة امام القارئ تسهم في تعريفه بثرات وقيم وطريقة شعب في صياغة مفاهيم الحياة بكل مجرياتها.

القصيدة الكوردية تدفعني للبحث عنها لشفافية انسيابها. وشاعرنا ساهم بترجمة العديد من النصوص الشعرية الكوردية للعربية لقوله ان العرب هم الاقرب لقراءة الادب والتاريخ الكوردي.

في ديوانه"أغنية الباز" نسج الهم الانساني الكوردي ومعاناته الطويلة بين المنافي ورغم ذلك كان المنفي رافد من روافد ثقافته كشاعر ومترجم.

صدر له: - ومضات جبلية من الشعر الكوردي المعاصر - 1989

ـ اغنية الباز ـ قصائد كوردية مترجمة - 2001

ـ رسول حمزاتوف وطالما تدور الارض بمشاركة الاستاذ خيري هزار مزوري- 2001

ـ أنطولوجيا شعراء النمسا باللغة العربية- 2008

ـ أنطولوجيا شعراء النمسا باللغة الكوردية- 2008

ــ وطن اسمه آفيفان ـ قصائد كوردية مترجمة ـ 2009 القاهرة

ــآفيفان ـ ترجمة لقصائد الشاعر عبدالرحمن مزوري ـ 2009 السليمانية\ كوردستان العراق

ــ قصائد حب نمساوية ـ انطولوجيا المانية، دار الزمان السورية 2010

ــ وله مجموعة كتب معدة لطبع حول الشعراء الكورد

* تقول الروائية التشيلية إيزابيل الليندي أكتب لاتداوى وعن هذه المفردة "قصيدة" التي اصبحت تمثل اشكالية إلى حد بعيد فما الذي يمكن ان نسميه قصيدة؟

- القصيدة. . . ذلك الاحساس الجميل. فأنا اسمي القصيدة ولادة تاريخ من ثنايا مراحل خالدة لسجل الانسانية وبالنسبة لي فقد ولدت القصيدة معي وترعرت في ازقة الموصل القديمة وعشنا معا وشربنا من ماء دجلة وتغربنا معا وارتشفنا الحنظل من شفاه الحبيبة اغان جبلية . . . القصيدة ذلك الإحساس المنسجم مع تطلعات الانسان نحو ادب انساني ويوم مشرق، فالقصيدة ثورة حضارية وثورة انقلابية على عادات وتقاليد بالية وظلم مستبد فاتذكر الشاعر ليرمنتوف كادت احدى قصائده ان تغير سلك الدولة كلها، لقد اختلف الكثيرون من الشعراء والنقاد والادباء والقراء على ان يمنحوا القصيدة حقها في سفر الحياة . القصيدة . . . في زمن العولمة والالكترونيات ظلت تقاوم وبقت خالدة يحلق القها خفاقا، بالرغم من التغيير لكن يظل الشعر الانساني المغناة.

ئافيفان الصغيرة الكبيرة

يا ابهى من قمم

كوردستان

واحلى من تمر

البصرة . . .

وابتسامة الجبليين البسطاء

في عصر العولمة

يا طيبة اهل مدينتي

دهوك . . . .

حين تدمي وجه

الشمس . . .

بدموع التماسيح القاتلة

وتبارز وجه الرب

بسجادة طرزت

بعبرات الغدر. . .

وترحل في عمق سكين

مسموم. . .

حينها . . .

يسفك دم عاشق

صوفي زاهد

بهواك يا ئافيفان

يااجمل من داغستان

حمزاتوف. . .

* نصك"وطن اسمه نافيفان"أجد فيه أسماء وأمكنة . هذه التفاصيل كيف تواصلت معهاعبر هذا النص . ما الذي يريد ان يقوله نصك الشعري عن إنسان اليوم وعالم اليوم؟

- وطن. . إسمه افيفان، آفيفان هي توأم روحي وحياتي، وأما هذه القصيدة فهي مزيج من دلالات ومعان كثيرة تشابكت مع بعضها من اجل اشراقة حسي الرهيف عبر صغيرتي آفيفان، فقد رايت فيها اطفال العراق وهم يسقطون جراء الارهاب ورايت فيها اطفال كوردستان بحبهم وعشقهم للحياة ومآسي الماضي الاليم، افيفان تعد نقطة التقاء عشق الوطن من كوردستان وطيبة اهل مدينة دهوك لغاية تمر البصرة الفيحاء وحلاوة اهلها والرحيل بعيدا الى داغستان حيث يغني حمزاتوف ملهمي بان داغستان بلدي فافيفان اجمل من داغستان . نص مسافر الى اغوار النفس البشرية حيث تبكي امسيات مدينة غراتس النمساوية (مدينة ولادة افيفان)وترقص برفقة اطفال الوطن الجريح، نص عشت معه ايام وليال وبكت معي مفردات القصيدة على ارصفة الغربة. لهذا النص الشعري انعكاسات على نفسي ومعاناتي واوجاعي التي ولدت معي برفقة طفولتي البائسة في الموصل، النص جواب لمعاناة شعبي الذي عانى من الاضطهاد في مراحل كثيرة من تاريخه النضالي .

على جسر / فوق نهر/ ذي دفق عنيف. . . / يتمشى شاعر/ وفي مخيلته/ تتراقص مئات القصائد/ فجأة !!

                     

* تجربة الشعر الكوردي وآفاقها كيف تراها في ضوء تفاعلها مع التجربة الشعرية العربية؟

- تجربتي الشعرية مع الشعر الكوردي انطلقت من اروقة كلية الاداب ـ جامعة بغداد حيث جاءت من اختلاطي بادباء كوردستان ومنهم :نجيب صالح بالاي، محفوظ مائي، بهجت هروري، خالد عبدالرحمن الدوسكي، صديق هروري. ولكن قبلها صداقتي القوية بقريبي وابن عمي الذي ادين له بالفضل الكبير الاديب المبدع الاستاذ صديق شرو، فقد كان يغذي فكري وعقلي باروع قصائده الغزلية وتاثيره على حبي وعشقي للادب الكوردي، واما تجربتي مع الترجمة فالفضل يعود لاساتذتي د. حياة شرارة، د. ضياء نافع، د. جليل كمال الدين والدور الكبير لمجلة الثقافة في مسيرة حياتي . لقد بدات الكتابة باللغة العربية مع جريدة الحدباء فاول نص نشر لي في حياتي كان في جريدة الحدباء الموصلية واما عن تاثير اللغة العربية فقد كانت تربطني بادباء الموصل علاقة صداقة واحترام كبير وقد نهلت ثقافتي العربية وقراءة الادب العالمي باللغة العربية وتوغلت الى اغوار الادب العراقي وطيبة الانسان والاديب العراقي كفاكهة الصيف الناضجة، فلقد كان الاديب العراقي وما زال مع قضية الشعب الكوردي ومع محنة الاديب الكوردي وهذه المواقف الرائعة للاديب العراقي كانت لها التاثير على امتزاج التجربتين الشعريتين العربية والكوردية معا لتصبا في منابع الادب الانساني وفي قالب انساني رائع.

أجل يا جرح تاريخنا العريق/ سنظل نرقص على عزف الحِسان/ وعشق (كاوا) الراقص على جراح الزمن/ من أجل الانعتاق/ ويظل شعب الجبال الشامخة/ يشدو بأغنية نوروزة الأزليّة.

*الغربة، الوطن الحاضر الغائب، الحنين، الأصدقاء، الشوارع . هذا الرصيد من الذكريات أجده واضحا في نصك. كيف تفسر أنت الأمر؟ ما هي تفاصيل وطنك؟

- الغربة والوطن والحنين للاصدقاء والشوارع هي مشاعر انسانية نبيلة يتقلد بها شعراء العراق بصورة عامة والكورد بصورة خاصة في بلاد المهجر ونادرا ماتقع اعيننا على نص لا يضم بين حناياه الوطن والغربة . الوطن صار موضوع الكل فهو ليس موضوعي فقط فنحن لا نبحث عن الوطن فهو موجود ولكي نبرهن على وجود الوطن نبحث عن وطن بديل في قصائدنا واشعارنا ومواضيعنا، فانا اخترت صغيرتي افيفان وطنا لي ولكن لكل شاعر وطنه وموقده الذي يشعل فيه ناره فمثلا الشاعر(طاغور) كان مدرسة بحد ذاته، حيث كان يعيش في نفسه طائرا خاصا، اطلق الطائر في اشعاره . . حينها راى الجميع بانه طائر طاغور.

الغربة بدات تنهش اوصال ادباء ومثقفي العراق في المهجر من دون ان يحس بهم ربابنة البلاد، فادباء ومثقفي وفناني العراق هم هوية العراق الحقيقية.

*وصل الشعر الكردي اليوم إلى القارئ بشكل كبير. إلي أي حد ساهم المترجمين الجيدين في هذا الأمر؟

- لقد وصل الشعر الكوردي في الفترة الاخيرة الى مسامع القراء العرب والى اللغات الاخرى الحية من خلال ترجمات مجموعة من المترجمين المقتدرين ليبرزوا صورة الاديب والشاعر الكوردي لاخوتهم العرب، فانا اتصور ومتاكد بان العرب هم اقرب الناس لنا نحن الكورد لقراءة ادبنا وتاريخنا ومعاناتنا وهنا يتوقف على الاديب العربي بان يكون سندا قويا لاخيه الاديب الكوردي في البلاد العربية، اقترح بزيارة وفود ثقافية عربية من البلدان العربية لزيارة اخوتهم الكورد وكذلك دعوة الادباء الكورد لملتقيات ومهرجانات ثقافية عربية لنبرز معا صورة التلاحم الاخوي العربي الكوردي . هناك مترجمون كورد تفتخر بهم المكتبة الكوردية .

حاورته: خلود الفلاح

بنغازي \ ليبيا

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1329 الجمعة 26/02/2010)

 

 

في المثقف اليوم