حوارات عامة

الفنان صاحب الركابي .. الريشة والواقع

ومن نتاج مسيرة التربية والتعليم التي صقلت مواهبنا في تجربة حياتنا الطويلة بمرها وحلوها تكون الولادة، فينا من تكون حروف لغته رصاصا قاتلا أو سما زعافا أو كرها أسودا  أو قلما ناصحا أو ريشة ترسم الجمال والعشق وتنبض بالحياة والحب ولذا يشعر كل منا في بعض الأوقات أنه غريب عن أقرب الناس إليه لأن لكل منا لغته التي تصنع ثقافته، فقط الفنان والمثقف كلاهما أجاد أغلب اللغات، ولغته يفهمها الجميع كل حسب مستواه ومعرفته،فأنت قد لا تفهم لغة مواطن آخر يملك ملايين الدولارات وعشرات المصانع والشركات ولكنك تفهم وتتجاوب مع لغة مواطن آخر يلعب في الفريق الوطني أو يصدح بالأغاني الجميلة أو يرسم طيور الفرح في لوحاته ويعرضها أمام الناس. والفنان الذي نلتقي به اليوم واحد من هؤلاء المواطنين الذين فهموا لغات الآخرين وفهم الآخرون لغتهم. إنه الفنان التشكيلي صاحب الركابي مواليد 1945 واسط/ بدرة – عضو جمعية الفنانين العراقيين. أقام لحد الآن احد عشر معرضا شخصيا وثلاثة معارض مع فنانين آخرين وشارك بجميع معارض جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين وكافة معارض نقابة الفنانين العراقيين وكافة المعارض المشتركة داخل العراق ومعرض مهرجان بابل الدولي لدورتين وله مشاركات في كافة القاعات الفنية في بغداد والأردن وباريس كما وله جناح خاص للأعمال الفنية في المتحف  الفني العراقي للفن الحديث، تزين أعماله جدران بيوت الثراء الفني في العالم والثراء المادي في العراق وبعض الدول العربية والأوربية. ولكي نعرفه عن قرب كان لنا معه هذا اللقاء الذي ابتدأناه بسؤال تقليدي

 

• من هو صاحب الركابي؟

صاحب الركابي فنان تشكيلي عراقي امتدت جذوره إلى عمق الماضي في تراث وادي الرافدين لذا تفرعت أغصانه في سماء الواقع العراقي القلق المتذبذب باحثا عن الأصالة والصدق في التعبير بهدوء تام عن نفسه بعيدا عن الزعيق أو المساومات السياسية أيام كانت الضمائر تشترى بالمال والجاه والشهرة

 

• ما هو رأيك بصاحب الركابي وهل أنت راض عنه؟

أنا فنان بسيط ومتواضع وخجول لا أستعمل العنف ولا ألجأ للخديعة حتى في المطالبة بحقي لأنني أؤمن بالبقاء للأصلح ولا يصح إلا الصحيح ولو بعد حين ففي معرضي الشخصي السادس (طقوس بابلية) عام 1986 دخلت الكاتبة مي مظفر ومعها المرحوم خضر جرجيس وبعض الفنانين وبعد مشاهدتها للمعرض التفت نحوي وقالت: "أنت فنان كبير ولكنك لم تأخذ موقعك" والكل يعرف ما معنى "موقعك" في عام 1986 لفنان شاب سبق له وأن رسم لوحة "الانتفاضة" التي كتب عنها الناقد زيد خلوصي في عام 1976 بأنها:"أجود ما عرض في جمعية التشكيليين ببغداد بعد أن يستوفي فكرة اللوحة؛ العامل الذي يحطم السجن والطفلة ورمز الحمامة البيضاء والوردة والعامل الذي يحمل المطرقة.

 

• هل هناك نسخ أخرى من صاحب الركابي في العراق؟

الحركة التشكيلية العراقية زاخرة بالمبدعين وخاصة الشباب وكل حسب تجربته وأسلوبه الفني، ولكن الإعلام ودوره هو الذي يسلط الضوء أو يخفته ثم من قال أن الشهرة مقياس للإبداع؟

 

• كيف بدأت علاقة صاحب الركابي بالريشة واللون؟

منذ طفولتي وأنا أرسم . وأذكر في مرحلة الدراسة الابتدائية كان بعض المعلمين يستعينون برسوماتي لبعض وسائل الإيضاح كالخرائط والدورة الدموية والجهاز الهضمي والهيكل العظمي وما شابه ذلك. لذا كنت متميزا وبلا منافس في مدرسة (زرباطية) الابتدائية وكان المرحوم محمد عبد الرحمن مدير المدرسة من الرسامين الجيدين في نقل الصورة الفوتوغرافية بمادة البوية.

أما في مرحلة المتوسطة (متوسطة بدرة) فكان المرسم بعهدتي مع شلة من الأصدقاء أولهم شقيقي عبد الخالق الركابي الروائي المبدع وكذلك هشام توفيق الركابي الروائي المعروف وقاسم رضا رئيس الاتحاد العام في الكوت حاليا وعباس فرحان الركابي وكذلك ماجد عباس الذي أصبح من فناني البصرة في الوقت الحاضر.

ومن ملاحظاتي أيام زمان (المتوسطة) أنني كنت أنقل صور الأدباء المنشورة عادة على الغلاف الأخير من روايات الهلال بعد قراءة الرواية طبعا مثل اسكندر دوماس ـ بلزاك ـ همنغواي وغيرهم في دفتر رسم خاص ولكن المعلم المحاضر المرحوم رشيد حميد شمسي انتزع الدفتر مني انتزاعا لشدة إعجابه به ولا يوصف ندمي على فقدان ذلك الدفتر العزيز ولكن والحمد لله لا زلت أحتفظ بدفتر رسم يعود لمرحلة متوسطة بدرة أيام دروس مدرس الرياضة حسن فيه لوحات أعتز بها وبالدفتر تثبت مقدرتي على إجادة الرسم ونقل الصور والمنظور في مرحلة الطفولة والمراهقة، لذا قدمت إلى معهد الفنون الجميلة

 

• هل انحصر اهتمامك باللون فقط أم تعداه إلى جوانب أخرى مثلا الكتابة أو الشعر أو القصة ولاسيما أن لك أخ له باع طويلة في الكتابة هو عبد الخالق الركابي، وهل حاولت استغلال قدراتك في الكتابة الفكرية؟

لكل فنان وكل مثقف جوانب إبداعية متعددة ففي طفولتي وشبابي كنت أتمتع بصوت جميل وأرتل القرآن على طريقة عبد الباسط لكن مع وجود الأصوات الرائعة لطلاب الموسيقى مثل جعفر حسن وكوكب حمزة عرفت أن فرصة تألقي غير متاحة فتركت القراءة. أما في مجال القصة فقد كتبت في سبعينات القرن الماضي قصة من 47 صفحة وبسبب غياب أخي عبد الصاحب في حينه عرضتها على صديقي الرائع هشام توفيق الركابي الذي علق عليها بقوله (قصة لكاتب مجنون) فتخليت عن هذا الطموح أيضا وقررت أن أصبح فنانا تشكيليا، ولكني لا زلت أحتفظ بهذه القصة إلى الآن وأما تجاربي الشعرية فهي خواطر كتبتها بلغة بسيطة ونفس قصير للتنفيس عن الهموم  ولكن الشيء الوحيد الذي لا زلت مستمرا عليه هو كتابة اليوميات التي تحولت إلى مذكرات لرتابة الحياة في المدة المظلمة من تاريخ العراق المعاصر. وهي اليوميات التي ابتدأتها منذ تخرجي من معهد الفنون الجميلة عام 1965 وهذه الفكرة كانت على أعتاب معرفتي بالفنان جواد سليم الذي كان يكتب يومياته في لندن ولذلك كان حب التقليد لإعجابي بالفنان الراحل

 

• أين وصل صاحب الركابي في تجربته الفنية التي تمتد على مدى أكثر من ستة وأربعين عاما؟

أصبحت مسنا في الحركة التشكيلية والحركة بذاتها أصبحت بعيدة عن الأفكار ودورها في التغيير وتجسيدها لآمال المجتمع. كما أن فكرة الفن والمجتمع أصبحت قديمة وبالية لأن جل الفنانين يبحثون عن الغرابة والتجديد في تكنيك المادة والبحث عن الابتكار

 

• وأنت في هذا العمر وبعد مسيرة التعب المضني هل تفكر بالدخول في تجارب جديدة؟

تجربتي الحالية هي البحث في الرمزية التجريدية ومن الصعوبة الجمع بين الرمزية التي تعتمد الرموز وأشكال الأجزاء وبين التجريد اللاموضوعي. التجربة الجديدة التي أستعد لها منذ أكثر من عامين هي تجربة رائدة في الحركة التشكيلية سأعرضها خلال عام 2010 إن شاء الله

 

• ما هو رأي صاحب الركابي بالفنانين العراقيين القدماء والمعاصرين؟

كل فنان يحمل سماته وتجربته الفريدة وقد أجاد الزمن على ما أعتقد بالفنان يحيى الواسطي قديما وبالفنان جواد سليم الذي زاوج بين التراث الشرقي والأسلوب الغربي بأسلوب بسيط ومعبر عن المواضيع الاجتماعية وبألوان شرقية إضافة لإبداعه في عالم النحت بملحمة (الحرية) في الباب الشرقي ببغداد

 

• الفنان رسول الجمال وكل مبدع يحمل رسالة فما هي رسالتك في الحياة؟

أن أترجم حقيقة الحياة لمن لا يعرف معناها

 

• المتفائل هو من يصحو صباحا ويقول: في كل يوم لدي فيه شيء جديد إذا أنا موجود. بماذا تفكر وما هو مشروعك الذهني في الصباح الجديد؟

تشرق الشمس في مرسمي بعد منتصف الليل  لذا أسكن المرسم وأنشغل في الرسم أو الكتابة أو القراءة أو أستعرض وأتصفح لوحاتي أو صورها. لذا أنام متأخرا وحين أستيقظ صباحا فإن أول عمل أقوم به أن أصعد إلى المرسم مرددا إحدى أغاني عبد الوهاب القديمة ... صباح الخير أيها المرسم المتألق .. صباح الخير حبيباتي .. أيتها الحياة زيديني حبا وتألقا. وحينها أبدأ بالتخطيط لفترة المساء حين (تشرق شمسي) بعد انقطاع التيار الكهربائي

 

• ما هي المساحة التي تتوزع عليها أعمالك الفنية؟

وجدت أعمالي الفنية ملاذات آمنة في القاعات الفنية وبيوتات الميسورين وبعض الدول العربية والأوربية علما أن مساحة المشاركات الفنية الخارجية لفنان محبوس داخل قفص العراق كانت مرهونة بالمرور ببوتقة وزارة الثقافة والإعلام السابقة لأنها كانت مسئولة عن المعارض الفنية في الداخل والخارج والأعمال الفنية لأي فنان عراقي لا تصل إلى قاعات العرض الخارجي إلا من خلال نقابة الفنانين أو جمعية التشكيليين وبمرافقة فنان مسئول عن تلك المعارض العالمية ولكن مع الحصار الذي كنت استشعره إلا أن المساحة كانت واسعة

 

• بأي مدرسة فنية تأثرت ومتى حدث التأثر وهل لا تزال متأثرا بها إلى الآن؟

في أيام الدراسة في معهد الفنون الجميلة كان إعجابي شديدا بتقنية الفنان (رامبرانت) من حيث اللون والتكنيك والاختزال والتركيز على الأجزاء المهمة التي تعكس فكرة الفنان أما الأسلوب فكنت أبحث أسوة بزملائي الفنانين عن أسلوب المدرسة العراقية في الفن المعاصر من خلال إبداع الفنان الراحل جواد سليم لأن هذا الأسلوب اقرب إلى المواطن العراقي من حيث البساطة والطيبة في اللون والشكل لأن الألوان الشرقية الوهاجة والفرحة تعكس محاولة الإنسان الرافديني تغطية همومه وشجونه باللون الوهاج البهيج الفرح وهذا دليل على ذكائه وفهمه لفلسفة اللون والتبحر في عالم علم النفس البشري 

 

• هل تقلد فنانا معروفا عراقيا أو عربيا أو عالميا أم  لك أسلوبك الخاص؟

لم أقلد أي فنان رغم إعجابي بالبعض منهم ولكني كنت ابحث عن العراقية في اللون والشكل والبساطة من خلال فكرة اللوحة لأن الفكرة كانت أهم من الأسلوب لذا كانت بداياتي  تركز على التعمق في أسلوب المدرسة العراقية للفن الحديث

 

• هل حاولت أن تخلق أسلوبا خاصا بك وهل من الممكن خلق مثل هذا المجال بسهولة؟

الأسلوب الفني هو انعكاس لشخصية الفنان فيكفي أن تكون صادقا مع نفسك وفنك ولا تحيد عن هذا المضمار لترى نفسك راكبا في السفينة التي تقودك إلى شاطيء الأسلوب الصحيح وبالمناسبة  الأسلوب لا يعني الشكل كما يتصور البعض ويكرر الفنان هذا الشكل على مدى ربع قرن بشكل ممل لذا فهذا الشكل اليتيم لا يغني ولا يشفع مع التاريخ رغم طغيان أصحاب الشكل الواحد على الشاشة التشكيلية في حقبة ما من تاريخ الفن العراقي

 

• هل أسهمت أعمالك بتخليد بطولات العراقيين التاريخية؟

لا يمكن لأي فنان أن يخلد البطولات التاريخية بأعماله الفنية لأسباب عديدة منها أن هذا المشروع مكلف ماديا ومن ثم كانت قناعة الفنانين قبل التغيير في 2003 أنه لا يمكن دخول السرب من خارج المجموعة لذا كانت هذه المناسبات حكرا على الجهات المسئولة ولم أشارك أبدا رغم الحاح بعض الأصدقاء ولكني ساهمت في تصميم غلاف مجموعة قصصية صدرت عن مطابع يوسف إدريس بعنوان بطولات عربية

 

• هل وثقت باللوحة أعمال الإرهابيين ومعاناة الشعب العراقي؟

نعم وثقت الأعمال الإرهابية في معظم لوحاتي وما لوحة (الانتفاضة) ولوحة (نشيد الحرية) ولوحة (جسد مزقته كلاب العشيرة) ولوحة (راس في سوق النخاسة) إلا تعرية لإرهاب السلطة للمواطن العراقي الذي كان  خارج سرب الغربان إضافة إلى عناوين بعض معارضي الشخصية مثل (حنين في زمن الحرب) و(ويل للحرب) و(مدارج الحلم) و( أناشيد اللوح التاسع) و (طقوس بابلية) وما أسماء هذه اللوحات وعناوين المعارض إلا تعرية لإرهاب السلطة والحزب بحق المبدع والعراقي. بشكل عام لقد انصفني الناقد المرحوم زهير غانم في معظم مقالاته وبشكل خاص حين كنا نلتقي وكان يصفني بالجريء

 

• ما  مشروعك المستقبلي؟

مشروعي المستقبلي الاستعداد التام لإقامة أهم معرض شخصي  في حياتي الفنية يوثق مسيرتي الفنية الطويلة

 

• ما  المشروع الذي تمنيت تنفيذه ولم تنجح وما هي الأسباب؟

لوحة الانتفاضة كجدارية كبيرة جدا لتعرية ظلم الحكومات السابقة أو أرسم لوحة نشيد الحرية بحجم كبير إن أمنيات الفنان كثيرة ومتشعبة ولاسيما أمنيات الفنان الذي يفكر ويقرا ويواكب حركة الجماهير إلى جانب مواكبة التطورات الثقافية عامة والأدبية خاصة ولكن لا كل ما يتمنى المرء يدركه

 

• ماذا تتوقع للحركة الفنية العراقية/ العربية/ العالمية؟

في كتاب(حول الفن الحديث) يورد المؤلف مخططا  لصعود الحركة التشكيلية العالمية إلى قمة الهرم  ومن ثم ينحدر مع السفح الآخر... السياسة وتجار السياسة وتجار الفن والمتحكمين العالميين هم الذين يقررون حركة سوق الفن التشكيلي ولكنني اعتقد بان في العالم الثالث انقسم الفنانون إلى فئتين البعض يبحث عن المال أو الشهرة هؤلاء باعوا أنفسهم مقابل غاية واضحة وهناك فئة قليلة تبحث عن الأصالة ولكن أمام مغريات ومتطلبات الحياة من الصعب المقاومة

 

• هل يوجد فنانون عالميون عندهم المقدرة على رسم لوحات تماهي لوحات بيكاسو أو دافنشي؟

ما قيمة ختم اسطواني بحجم السيكارة مصنوع في زمن التكنولوجيا وبآلات دقيقة وتقنية عالية وبعدسات مكبرة ما قيمته أمام ختم اسطواني سومري أو بابلي يعود لأربعة آلاف عام؟ هذا هو الفرق بين قيمة لوحات المعاصرين ولوحات أولئك الخالدون ولكني كنت أود المقارنة مع مايكل أنجلو معجزة عصر النهضة في الرسم والنحت والصبر الجميل والتحمل ونكران الذات فمعجزة سقف كنيسة( سستين) وتمثال (موسى) أو رائعته (داوود) ورائعته في مقبرة (مديتشي) هذه الروائع لا يمكن ذكرها دون السجود في محراب الفن الأصيل

 

• متى تشعر بالسعادة والغبطة، ومتى تبتأس وتحزن ومتى تتمنى أن تعود شابا؟

في شبابي قرأت حكمة بليغة مغزاها أن رجلا قادته قدماه إلى مقبرة وبسبب ضجره اخذ يقرا ما كتب على شواهد القبور فقرا (فلان بن فلان ولد سنة كذا ومات سنة كذا وعاش خمس دقائق) والشاهد الثاني أيضا ولد سنة كذا ومات سنة كذا وعاش ساعات  والثالث دقائق والرابع لم يعش لحظة واحدة فاستغرب من هذا التناقض ولم يفهم المغزى فسال حكيما عن معنى ذلك فقال له إن عمر الإنسان يقاس بلحظات أو دقائق سعادته وبجمع هذه الدقائق يكون عمر الإنسان الحقيقي وهذا اللغز يذكرني بمسرحية سوفوكليس (اوديب ملكا) على ما اعتقد (من هو الكائن الذي يمشي على أربع في الصباح وعلى اثنين في الظهيرة وعلى ثلاث في المساء؟

في زمن ما وجدت ذاتي وسجلت أجمل تاريخي وفي زمن آخر شطبت هذا التاريخ معتقدا باني أنا البديل يدفعني إلى ذلك حب مجهول ولكن في زمن ثالث عرفت باني كنت غافلا عن كل شيء يمسح عن وجه الصخر حياته ليعرضه على صفحات الماء تاريخا ومجدا كاذبا ... الشجاعة والسكر توأمان لا يهابان الموت!!!

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1339 الثلاثاء 09/03/2010)

 

 

في المثقف اليوم