حوارات عامة

وار عند سلالم منجز .. السيد صادق الموسوي الشيرازي / علي حسين الخباز

 حفيد السيد عبد الله من كبار مراجع حوزة النجف الاشرف ومثل هذا السبيل يحثني لدخول عوالم المنجز فيبداني سماحة السيد اذ يقول:

 

:ـ بلاغة الامام علي عليه السلام معروفة عند الجميع فهو الاعلم بعد رسول الله (ص) باقرار جميع الصحابة وبشهادة نبي البركة (ص) وهذا ماكان يرعب السلطات التي سيطرت على منافذ الحكم ففرضت حصارا كاملا على جميع ارثه الابداعي المنثور بين ثنايا المبعثرة حتى جاء الشريف الرضي فجمع مقتطفات مما وقع بين يديه واسماها (نهج البلاغة) وانتشر صيت هذا الكتاب حتى صار تاليا للقرآن الكريم عند عامة المسلمين .. ونتيجة ذهنية الشريف الرضي البلاغية جعلته يشتغل على المنحى البلاغي ولذلك نرى في صدر كل خطبة مدون من خطبة له عليه السلام ومن كلام له واحيانا تأتي في وسط الاستشهاد فيدون كلمة (ومنها) وبمرور الاجيال شعر المسلمون بان هذه المقتطفات وبالذهنية البلاغية لم تعد تروي غليل عشاق امير المؤمنين والباحثين من العلماء والمهتمين بهذا الارث المبارك وهذا أدى الى محاولات جمع مالم يصله الشريف الرضي او ماحذفه وكانت هناك محاولات للاستدراك لعدة محققين بذلوا جهودا محمودة للعثور عن هذا الارث الا ان هذه الاستدراكات ما استطاعت الدخول في صلب ما اورده الشريف الرضي من حيث العثور على المحذوفات ووضعها في مكانها المستقطع منه فالحمد لله الذي وفقنا للبحث في بطون الكتب المختلفة وفي المكتبات العالمية حيث فتشنا في حدود (70ـ 80) الف كتاب من الكتب المختلفة وعثرنا على المجتزءات والمقتطفات ووضعناها في اماكنها استنادا الى مصادر مختلفة وتحقيقات متميزة وبلغ عدد الكتب التي استفدنا منها في كتاب تمام نهج البلاغة بحدود 800 مصدر اضافة الى ذلك بحثنا في مختلف نسخ نهج البلاغة المخطوطة والمطبوعة فذكرنا المختلف منها اختلاف الطبعات واختلاف النسخ والى جانب هذا اوردنا ذكر المصادر في الاضافات ىالتي اوردنا سلسلة الرواية والنسب وسلسلة السند لكل رواية ومصدرها وفي بعض الاحيان تكون مساحة الهامش حوالي (20 ـ 25) صفحة وسعينا ليكون هذا الارث متكاملا قدر الامكان للاستفادة والعيش في كامل اجوائه

 

س : هل تداركتم ما هو مجزوء او تراكم نظرتم فيما فات الشريف الرضي ايضا؟

السيد صادق الموسوي:  للشريف الرضي مكتبتة ومكتبة اخيه المرتضى اضافة الى مكانة بغداد التي كانت تعد في تلك الفترة موقعا مهما ولكن نتيجة امكانية صعوبة تنقل النسخ والكتب بين البلاد (فترة المخطوطات) فهو لم يحصل على كامل مبتغاه وخير دليل على ذلك انه كان يترك عدة صفحات بيضاء في آخر كل فصل استعداد لاحتواء ما سيحصل عليه في نفس الباب ولذلك حاولنا في مسعانا الجمع بين امرين الحفاظ على حدود الشريف الرضي وفي بعض الاحيان النادرة نخرج للضرورة الى بعض الخطب التي لم يورد منها الا ان القاعدة الاساسية هي ان نورد كل ما اورده الشريف الرضي باعتبار ان ترتيب ما اورده الشريف الرضي للامام علي عليه السلام هو ترتيب اولي فلهذا فصلنا الخطب عن الكلمات والوصايا الشفهية عن المكتوبة مع اعطاء الاولوية للترتيب الموضوعي وننتقل الى التفسير التاريخي تاريخ الصدور وهذا كله تفسير للمراجع العظام اضافة الى المؤائمة الزمنية من خلال تبيان مفرداتي فالجهد كما ترى متعدد الاعمال اوردنا كل ما اورده الشريف الرضي ثم بوبنا الغاية لتسهيل عملية التواصل مع بلاغة الامام عليه السلام وقد انتبه العالم لهذا المسعى فتوج تكريمه في العام الماضي من قبل الحوزة العلمية يلقب( كتاب العام ) وهذا يعتبر خروج عن القاعدة المتبعة حيث ان هذا اللقب يمنح لداخل حدود كل دولة وهذا الكتاب طبع في بيروت

 

 س :ـ  هل كان المسعى توثيقي فقط يسعى لتوثيق هذا الموروث ام من اجل مؤائمة لغوية و تثبيت بعض المفاهيم الخاصة وهل استعنت بمساعي سابقة كشروحات ابن ابي الحديد ومحمد عبدة ام يا ترى كان لك مشروعك الخاص ايضا ؟

 السيد الموسوي :ـ  استفدنا في النسخة الاولى وهي النسخة المشروحة من اربع شروحات لكبار علماء السنة كالوبري والبهيقي وعبدة وصبحي الصالح ودمجناها دمجا ووضعنا في الهامش الشروح الاربعة هذا العمل كان في النسخة الاولى وبعد ذلك توسع الجهد لاصدار النسخة التوثيقية التي وردنا فيها ذكر المصادر ثم بعد ذلك وسعنا اطر التحقيقات واصدرنا نسخة الاسانيد لاجل ان نفتح مجال الاستفادة قدر الامكان فمن يريد الشرح فهناك نسخة له ومن يبحث عن المسانيد له نسخة ايضا ومن يريد التوثيق اعدت له نسخه ثالثة من الكتاب

 

س :ـ وجدنا في الكثير من الشروحات السابقة مناطق كثيرة مسكوت عنها وفراغات هائلة مع تحييد الكثير من المسائل المهمة ؟

 السيد الموسوي :ـ  هناك مشكلة كبيرة في التاريخ نفسه فهناك محاولات جادة سعت لتغيير المعايير وجعل الفضيلة رذيلة والرذيلة فضيلة وهذا جعل المرور عليها بعد فترة تصحبها صعوبة ادراك الحقائق التاريخية المعاشة في ذلك الظرف عند البعض وكثير من الشروحات حفلت بعمليات انتقائية فكثرت القطوعات تلك مشكلة يواجهها الباحث اليوم كمحاولة لايجاد الوصل بين المقطوعات

 

س:ـ  وعملية المسكوت عنه قسرا ؟

السيد الموسوي :ـ  هذا المسكوت لم يكن مسكوتا عنه طوعا بل اصبح المسكوت عنه كرها الآن لكون المسكوت عنه قصدا في المراحل المتقدمة من التاريخ ازاح ما لايناسبه وحتى الموثق هو باقل ما يلزم ويعني انهم لم يستفيدوا من عليا عليه السلام الابالقدر الذي يريدونه هم ولذلك اصبح الوصول الى كامل الكلام متعذرا على الاجيال اللاحقة نتيجة الامكانيات المحدودة وهذا المحذوف الكثير صعبت فيه قضية الترابط فالمشكلة كبيرة حقا وحاول الكثير من المحققين معالجة مثل هذه الامور

 

 س:ـ الان ماوصلناه من نتيجة هي ان عمليه التأسيس الاول كانت ذات منحى واحد بلاغي وهذا المنحى الموحد فوت علينا فرص الالمام الكلي

 السيد الموسوي :ـ  من الطبيعي ان تكون للخصوصية الشخصية تأثيرات منتجه والشريف الرضي عالما فقيها مجتهدا يعيش وسط مجتمع بلاغي وانجز منجزه تحت عنوان بلاغي وبطلب من خلص اصحابه وهذا ما جعل الشريف الرضي ينتقي انتقاءات ذات معنى اشتغالي مؤائم للبحث ولذلك هو اهمل الاسانيد لانها غير مطلوبة حيث كان الجهد مؤسسا للاستفادة المحدودة وليس للاستفادة الواسعة وكذلك سار على خطاه الشارحون مثل ابن ابي الحديد وابن الهيثم وجميعهم سعوا في البحث داخل المدون فقط

 

س :ـ اذا كانت في ذهنية التحقيق هو فتح هذه الافاق التدوينية لجميع الصنوف البحثية العلمية والتاريخية ام ترى هناك غايات اخرى ؟

 السيد الموسوي :ـ كنا حريصون على عدم الخروج عن الاطار العام وميزنا الوارد في نص الشريف الرضي عن المصادر الاخرى وهذا ينطبق على تشخيصكم من اجل التعايش الكامل مع الاجواء النصية وكذلك العوالم التاريخية

 

س :ـ  هل هذا الاحتواء العام هو التجربة الاولى التي طرقت حول هذا الموضوع ام هناك من سبقك اليه؟

 ثم اجد لديكم اهتما ما يجعل القضية بالنسبة لكم تخصصية وكأ نكم اكتفيتم بهذه العوالم

السيد الموسوي :ـ على حد العلم هي التجربة الاولى فلم تسبق وهناك وقع كبير لها فسماحة السيد آية الله العظمى السيد علي السيستاني ملما بالموضوع ومتابعا لنسخه ومراجع المسلمين في بعض الدول الاسلامية حريصون على متابعة مراحل التحقيق والنشر ومن الممكن الاستفادة منه حتى للاستنتاجات الفقهية فهي تحتاج الى مواقف الامام علي عليه السلام ولكلامه ونصائحه واجتهاداته ووصاياه الحكيمة

 ومن ثم فهناك مجالات واسعة جدا في عوالم التحقيق وانا لا اريد بعثرة الجهود فلكل مجال هناك من تخصص في عوالم اخرى وطموحي ان اعطي كل ما استطيعه في هذا الموضوع الكبير والواسع فهناك محققون اخرون اعمالهم موجودة ومنهم من هو مازال في يعمل في التحقيق

 

س :ـ خصوصية العمل في هذا المجال من الطبيعي ترك عندك انطباعا خاصا وردا ذا خصوصية في مواجهة من ينكر الجهد كله ويبوبه للشريف الرضي

 السيد الموسوي :ـ  التأكيدات موجودة عند اغلب علماء المسلمين ومن غير الشيعة وعملنا مسانيد وعددا من المصادر يفوق عددها على ال800مصدرا فلا يستطيع احد ان ينكر او ان يتقول بمرجعها الى الشريف الرضي وجميع الاستشهادات جمعت من علماء السنة والاباضية والزيدية استفدنا من جميع المصادر الاسلامية وان شاء الله وفقنا لما هو صالح الخير والسداد

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1560 الجمعة 29/10/2010)

 

 

في المثقف اليوم