حوارات عامة

لقاء مع الشاعر والمحلل النفسي د. م. بلاك

494 blackحاوره: د. سكوت ماينار

ترجمة: د. صالح الرزوق

 سؤال: أعلم أنك أجريت بحثا عن صدمة الحروب الدولية. هل كتبت عن هذه التجارب المريرة أو أن لديك خطة لتكتب لاحقا؟. وماذا يجب على الشعر أو المذكرات أن تفعل لهذه التجارب، أقصد للصدمة وضحاياها؟.

جواب: لقد سافرت إلى الأراضي التي تحتلها إسرائيل، وقابلت أطباء ومحللين نفسيين هناك يحاولون التأقلم مع السكان المصدومين بفعل الحرب. ولكن لم أجر أي تشخيص طبي بذاتي. وكذلك ترجمت (بمعونة متخصص عربي) قصاند لشعراء فلسطينيين، وظهرت في منتخبات حررها هينري بيل وسارة أيرفينغ ونشرت في كتاب "العصفور ليس حجرا". يمكن للشعر أن يكون هاما جدا في هذه الظروف، ويوفر نوعا من التضامن، ويذكّر الشعب أنه لدينا قيم حقيقية، وأنه هناك أشخاص لديهم الجرأة ليناضلوا في سبيل هذه القيم. مثلا بريمو ليفي،  في كتاب "تذكر دانتي في أوشفيتز"، لا يزال نموذجا أساسيا. ولكن يمكن أن تقول: إن دانتي نفسه، في كتابته للكوميديا الإلهية خلال الحرب الأهلية التي اندلعت في إيطاليا في القرن الرابع عشر، كان إرهاصا أساسيا. وهذا صحيح أيضا بالنسبة للسوفييت خلال حكم ستالين، وصحيح بالنسبة لريشارد ويلبور خلال الحرب العالمية الثانية - وأعتقد أنه أينما ترى مثل هذه الظروف غير الإنسانية المجحفة ، تكون القدرة على اللجوء للشعر والأغاني وحتى بعض الأمثال والحكم وسيلة شديدة التأثير، وحرفيا محرضة على الإحساس بالحياة، ومنبعا للشجاعة والأمل. وعلينا أن نتمسك بفكرة لا محيد عنها: يمكن أن تكون مفيدة للمستقبل أيضا.

سؤال: إن مهنتك كمحلل نفسي تفرض علينا الاهتمام بمن يقرأ شعرك ويعرف أنك شاعر. أعتقد أن القراء نظروا لتوماس ترانسترومير بنفس الطريقة، وقصائده حازت على مزيد من العناية بسبب مهنته كمحلل نفسي. وفي هذه الحالة، يعمد القراء لربط أسلوبه الغريب الذي يتبنى "الروح الإنسانية السحرية" مع مهنته في الحياة. هل تعتقد أن هناك علاقة بين مهنتك التي اخترتها وحياتك الشعرية وعملك في الكتابة؟. كيف تحدد أو تصف العلاقة بين التحليل النفسي وكتاباتك؟. وأخيرا، ماذا تعتقد حول أعمال ترانسترومير؟. هل ترى علاقة بين المهنة العلمية وكتاباته؟.

جواب: سأجيب على آخر سؤال أولا: نعم بالتاكيد فيما يتعلق بترانسترومير الذي أقدره. "تضخيم الصوت" هي العبارة المناسبة لوصف تأثير مهنته عليه، فهو يكتب مباشرة من خبراته مع المرضى والزملاء.  ولو لم يحصل ذلك، مباشرة. بكل تأكيد هناك علاقة بين عملي "الروتيني"، وكتاباتي. وحتى تتمرن كمحلل نفسي فأنت تمر  بتحليل نفسي عميق وذاتي. وحتى لو لم يكن له معنى، فهو يبدل من نمط الحياة... وقبل أن أقوم بالتحليل النفسي كانت كل قصيدة أكتبها، تلح على أن تتحول إلى سرد، وآخر مجموعاتي المنشورة آنذاك، وعنوانها "الجاذبيات" وظهرت عام 1979 تتكون تقريبا كلها من 30 صفحة حافلة بالقصائد الحكائية والسردية. ولهذا السبب امتهنت  التحليل النفسي، ولم أكتب بعد ذلك قصائد سردية.

 

.......................

د، م. بلاك D.M. Blac : شاعر ومحلل نفسي اسكوتلاندي مولود في جنوب إفريقيا. من مؤلفاته الشعرية: صانع السهام، والمطالبة بالطفولة وغيرها.

 

في المثقف اليوم