تقارير وتحقيقات

انتخابات اتحاد الادباء العراقيين: فضائح مالية وسجال وتراشق بالتهم

وكان أول المتحدثين هو الشاعر نعمان النقاش الذي ارتفع صوته وشرع في عرض ملفات مسكوت عنها بوصفه كان احد اعضاء اللجنة التحضيرية التي هيات الأجواء قبل اربع سنوات لاجراء اول انتخابات لاتحاد ادباء ما بعد حقبة صدام .

 

ومما ذكره النقاش ان اللجنة التحضيرية قدمت ذمتها المالية رغم انها لم تكن تتجاوز 500000 دينار عراقي بشفافية بينما الهيئة المنتهية ولايتها لم تقدم اي ذمة مالية رغم الاموال الطائلة التي استحصلتها وذكر بمبلغ ال"50 " الف دولار التي تقاضتها من احدى هيئات الرئاسة واموال اخرى كمنحة رئاسة الوزراء وغيرها . ورأى النقاش ان غياب هذه الشفافية يلقي بظللال الشك على الهيئة المذكورة ويدعها في مجال توجيه الشكوك .

 

وقال الشاعر نوفل ابو رغيف ان الهيئة السابقة همشت المجلس المركزي بطريقة مزرية وكان اعضاء المجلس المذكور يدخلون الى الاتحاد فيجدون الغرف مغلقة على اصحابها . وقال ان الهيئة طعنت بقرار المجلس المركزي مقاطعة اتحاد الادباء العرب بالذهاب ممثلة بشخص رئيس الاتحاد فاضل ثامر الى مؤتمر "الجنادرية " في السعودية وتساءل محتدا : هل بيع موقف المجلس المركزي بهذه السفرة!

 

واضاف ابو رغيف موجها انتباه القاضي المكلف بمراقبة الانتخابات ان ليس من حق اعضاء الهيئة الادراية الذين ينتمون الى الاقليات استغلال مبدأ ـ الكوتا ـ للفوز مصرحا باسم الامين العام للاتحاد السابق الشاعر الفريد سمعان . وما ان نطق ابو رغيف باسم سمعان حتى ضج بعض الحاضرين تأييدا ما سبب لغطا في القاعة .

 

اما شوقي كريم قعلق على تقرير الاتحاد الذي قالت احدى فقراته ان الاتحاد اوفد اعضائه الى سفرات ومهرجانات وملتقيات داخل العراق وخارجه وقال كريم " انا شخصيا لم احظ سوى بسفرة واحدة الى الكوت للاشراف على مهرجان هناك فاين السفرات هذه ! .

 

المداخلون كانوا كثرا ومن بينهم الشاعر فائز الشرع وعبد الكريم الجيزاني وغيرهما وكانت اللهجة شبه المشتركة هي مهاجمة الهيئة الادراية السابقة وتفنيد مزاعمها الواردة في التقارير كما عبروا .

 

وكانت آخر التسريبات التي وصلت الى "العالم" مساء يوم أمس "الاحد" حول نتائج العد والفرز التي تواصلت ليومين متتاليين قد رشحت عن فوز فاضل ثامر ونوفل ابو رغيف وابراهيم الخياط ومنذر عبد الحر وعلي الفواز وعمر السراي .وهناك انباء غير مؤكدة عن ترشح الشاعر احمد عبد الحسين وصلاح زنكنه وزاهر الجيزاني مع وجود آمال بفوز عدد آخر من المرشحين من بينهم الفريد سمعان وشوقي كريم حسن وعبد جاسم الساعدي وغيرهم .

 

وكان القاضي المشرف على انتخابات الاتحاد العام للادباء والكتاب سالم الموسوي قد اعلن مساء يوم السبت الماضي تأجيل عد وفرز بطاقات الانتخابات الى يوم الأحد بسبب الجهد والتعب الذي نال الجميع وتأخر الوقت الى ساعات الليل . وكانت اللجنة التحضيرية قد اكملت فرز (115) بطاقة فقط.

 

يذكر ان الانتخابات جرت في قاعة كبيرة في فندق فلسطين (ميرديان) التي غصت بالمئات من الادباء العراقيين القادمين من مختلف المدن العراقية وجرت المنافسات للحصول على مقاعد المجلس المركزي البالغة 30 مقعدا (25 + 5 للكوتا) من قبل 109 ادباء من بغداد والمحافظات وبمشاركة 620 اديبا من اصل اكثر من 1500 اديبا تحق لهم المشاركة. وكل ذلك جرى بأشراف اللجنة التحضيرية التي يرأسها سبتي الهيتي، وقاضيين هما: سالم الموسوي وسامي المشهداني . وكانت الانتخابات قد تأخرت عن موعدها المقرر قرابة عامين لاسباب طال الجدل حولها .

 

وشهدت الأروقة الخلفية للحدث ولادة صراع سياسي محموم حيث انقسمت الكتل المتنافسة الى ما يعرف بـ"قائمة اليساريين " ويقوده فاضل ثامر وعلي االفواز وابراهيم الخياط وموفق محمد وقائمة "البعثيين " وقائمة الاسلاميين التي يقودها نوفل ابو رغيف وفائز الشرع وحسن عبد راضي اضافة الى مستقلين دخلوا الانتخابات دون ان يدخلوا في اجواء الجدل التي سبقت الحدث .ومما يجدر ذكره ان اجتماعات بين ممثلي هذه الكتل قد جرت قبل اسابيع لتنسيق المواقف وكان وجود هذه القوائم واضحا اثناء الانتخابات اذ عمد بعض الادباء الى توزيع اوراق مطبوعة تضم اسماء مرشحين يجمعهم خيط مشترك كان يكونوا يساريين او اسلاميين او محسوبين على ثقافة النظام السابق .

وفي خبر اخر وصل صحيفة المثقف بالبريد الالكتروني، بعد اعلان النتائج النهائية بادر قسم من الادباء ومنهم مدير عام دائرة الشؤون الثقافية بتهديد القاص والاعلامي حسين رشيد بالتصفية الجسدية والصق بعض التهم الجاهزة على الطريقة (..) حين كانوا يختلفون مع أي شخص ويتهموه بسبب الحزب والثورة والقائد وهذا ما قام به نوفل ابو رغيف حيث اخذ يتاجر بدماء شهداء الاحزاب الاسلامية التي كانت تقارع النظام المباد في الوقت الذي كان  هو يمجد القائد الضرورة بقصائدها المربدية .

 

وكانت صحيفة الصباح قد اعلنت نتائج الانتخابات كالاتي:

اسفرت نتائج الانتخابات العامة لاتحاد الادباء والكتاب العراقيين التي جرت في جولة انتخابية استمرت يومين، عن فوز 25 مرشحا من بين 101 تنافسوا في اجواء ديمقراطية باشراف هيئة قضائية مستقلة. 

وفي ما يلي اسماء الفائزين بعضوية المجلس المركزي للاتحاد الذي سيجتمع لاحقا لاختيار رئيس للاتحاد وأمين عام ومسؤولي الامانات:

“ياسين النصير، فاضل ثامر، زاهر الجيزاني، حميد قاسم، احمد عبد الحسين، طه الشبيب، عالية طالب، الفريد سمعان، علي الفواز، عمر السراي، منذر عبد الحر، موفق محمد، احمد خلف، احمد عبد السادة، آمنة عبد العزيز، جاسم عاطي، جمال الهاشمي، جهاد مجيد، حنون مجيد، سافرة جميل، شوقي كريم، ناجح المعموي، ابراهيم الخياط، حسن عبد راضي، اضافة الى حسين الجاف وكفاح الأمين وعادل مجيد وهيثم بهنام بردة وفوزي اكرم ترزي”.

 صحيفة: العالم البغدادية، المثقف

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1365 الاثنين 05/04/2010)

 

في المثقف اليوم