تقارير وتحقيقات

أمسية ليوسف غيشان في معهد الدولي لتضامن النساء

وقد قدّم غيشان الأديبة الدكتورة سناء الشعلان التي قالت في معرض حديثها:" إنّ غيشان أديب من الطراز الرّاقي الذي يصنع النقد من الابتسامة،ويقدّم الإصلاح والجرح والألم والحكمة والمغزى في قالب باسم يخفي وراءه ما يخفي من التأويلات والهمز واللمز لكلّ قوى الاستبداد والفساد والهدم". وقالت معرّفة به:" إنّه من صنف الأدباء الذي يكره سرد السير الذاتية،ويمقت تعداد أعوامه وأفعاله،ولكّنها على الرّغم من ذلك تصرّ على أن تعرّف به ،فتقول إنّ له من الشعر الدواوين"يوميات زنبقة البدايات"و"مرثية الفارس المتناثر".وله من الإصدارات السّاخرة: شغب،ويامدارس يامدراس،وبرج التيس،ومؤخرة ابن خلدون،والأعمال الكاملة( أولاد جارتنا)،ولماذا تركت الحمار وحيداً،فضلاً عن أنّه كاتب زاوية ساخرة في صحيفة الدستور،إلى جانب كتابته لزوايا سابقة في صحف أردنية وإلكترونية أخرى.

وقدّم يوسف غيشان ورقة بعنوان" جدوى الكتابة الساخرة"،تعرّض فيها لمحددات الأدب الساخر مستشهداً بتجربته الشّخصية،وقد قال فيها إنّ المبدع السّاخر مأزوم بمجتمعه،وهو يشخّص ممارسات النّاس السلبية،،ويوثّق لمجتمعه،وينقل الحقائق إليهم،مؤكداً كذلك على أنّ الكاتب الساخر يرسم المشكلة،ويضعها تحت المجهر،ولكنّه لا يجد لها حلاً،فهذه وظيفة غيره،ولكّن الكاتب السّاخر إنسان ارتضى لنفسه أن يلعب دور المتمرّد على سقوط المجتمع وعلى رذيلته وعيوبه.ومن جهة أخرى لخّص وظيفة الأدب السّاخر في تحذير النّاس،وفي تعليق ناقوس الخطر.

وأشار يوسف غيشان إلى محدّدات الحرية والكتابة والتفكير ،ومساحات الحرية التي تتيحها الصحافة الإلكترونية،بعيداً عن سطوة مسؤولي التحرير في الصحف الورقية،مشيراً إلى اضطلاع الانترنت بدور عملاق في نشر الإبداع بكلّ أشكاله بكلّ سهولة.

وحول قضية الكتابة الساخرة للمسرح الكوميدي التي طرحها الحاضرون ذكر إنّ المسرح تجربة عملاقة ،ومهمة،وتستحق المحاولة،ولكنّه غير معنيّ بالخوض في غمارها؛لأنّه لايملك النّفس الكتابي الطّويل الذي تستلزمه.

وعلّق الفنان الأردني زهير النّوباني على تجربة غيشان التي أشاد بها،وسجّل اعتزازه بها،وأشار إلى جوانب كامنة منها،وتوقّف عند بعض خصوصيتها مروراً بالحديث عن تجربة الكتابة السّاخرة،وأهميتها،ومدى انتفاعها من الواقع المعيش.

ودار في الأمسية حوار حول محددات السخرية والأدب الساخر والهجاء،مشيراً كلّ من د.عودة الله القيسي،والأديب وزياد الجيوسي إلى أهمية الأدب السّاخر في إزاء رفض الهجاء والإساءة التي لا تنتمي بأيّ شكل من الأشكال إلى الأدب السّاخر.

وفي سؤال عن جدوى ترجمة الأدب السّاخر،طرحته طالبة الدراسات العليا عفاف الخشمان،أكّد يوسف غيشان على أهمية هذه الخطوة في نقل الأدب السّاخر الأردني إلى اللغات الأخرى،والتجارب المماثلة.وأشار غيشان كذلك إلى أنّه قد تأثّر بالتجربة الإبداعية لكلّ من مظفر النواب،وغادة السّمان،ونزار قباني.

وختمت د.سناء الشعلان الأمسية برسمها لملامح النّقد الذي يجب أن يعطي اهتماماً حقيقياً للأدب السّاخر الذي يهب شرفة خاصة ومطلّة على المشهد الإنساني برمّته.

 

له على هامش حفل إشهار وتوقيع إصداره الجديد" فراغ مليء" صفصاف وادي الطواحين"،وهو نصوص مكان صادر عن أمانة عمان نهاية العام 2009.

وقد  قدّم رمزي الغزوي وأدار حوار الأمسية الأديبة الأردنية د.سناء الشعلان التي قالت في معرض حديثها:" إنّ ضيفنا بل ضيوفنا ممن احترفوا صنع الجمال من القبح،وخلق الحقيقة من المكابدة،واحتراف الحياة من فوضى الوجود،هم يلعبون على أوتار الكلمة مكتوبة ومنقودة ومعزوفة ومغنّاة،ولذلك استحقّوا الحياة،وكانوها،فأخلصت لهم،وكانت صورتهم أو كانوا صورتها.ضيوفنا هم القاص رمزي الغزوي،والروائي صبحي فحماوي،والفنان رائد عبد الوهاب.

أمّا فارسنا رمزي الغزوي الذي يمدّ إلينا وجوده بكلماته،وينحاز إلينا بجماله،وفنقول عن تفاصيل كينونته:"رمزي خالد أحمد الغزوي،من مواليد عجلون عام 1972، ،يحمل درجة بكالوريوس فيزياء 1994من الجامعة المستنصرية/بغداد،متفرغ للكتابة،يكتب عمود يومي في جريدة الدستور الأردنية،يكتب زاوية أسبوعية في جريدة الاتحاد الإماراتية،ويكتب زاوية (قوس قزح) للأطفال في جريدة الدستور.هو عضو في عضو رابطة الكتاب الأردنيين،وعضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب،وعضو رابطة القلم الدولية،حاصل على جائزة أفضل مقال صحفي لعام 2008/رابطة الكتاب الأردنيين.فاز بجائزة إربد مدينة الثقافة الأردنية لأدب الأطفال لعام 2007،حصل على جائزة تيسير سبول للقصة القصيرة2000،وحصل على لقب شاعر الطلبة العرب في بغداد 1994،شارك في مهرجانات(المربد الشعري، جرش، الكرك الثقافي الأول، عجلون الأول، الأخوة العربي،معرض الكتاب الدولي في القاهرة، فعاليات إربد مدينة الثقافة)،عضو في مجموعة شعراء عبر العالم.له مدونة خاصة على مكتوب/شبكة الإنترنت ويكتب في العديد من المجلات المحلية والعربية.معد برامج إذاعية ثقافية وصباحية متنوعة/ أبرزها برنامج أشياء صغيرة في إذاعة أمن أف أم، (من مكتبة الجامعة، الأوائل) على إذاعة الجامعة الأردنية.يكتب في الكثير من المواقع الإلكترونية أبرزها عمون. وله من الإصدارات:غبار الخجل /قصص 2000 وزارة الثقافة،مواء لجلجامش/ قصص 2003 ،موجة قمح/قصص صادرة بدعم من أمانة عمان،أصابعى/قصص أطفال، ضمن سلسلة ثقافة الطفل2006 ،لهفة الدحنون وخصوبة الحروب/مقالات بدعم من وزارة الثقافة ،وخيط من زيت/ ديوان شعر  من منشورات إربد مدينة الثقافة الأردنية،ومدن عاجزة نفسياً/ديوان شعر/ وزارة الثقافة2009،وصفصاف وادي الطواحين/نصوص مكان/أمانة عمان 2009.

وقد قرأ الغزوي في الأمسية  مجموعة من نصوص إصداره الجديد،وهي:" لأنّك الرجل الوحيد هنا،شبابة سعادة ومغارة ودادة،الشمس المطرودة وآذان القطط" كما استهلّ حديثه في الأمسية بالحديث عن تجربته الشخصية في توثيق المكان جمالياً عبر هذا الإصدار الأخير واعداً أن لا يكون الأخير من نوعه في تجربته،مشيراً إلى أثر تجربته الشخصية وجماليات الفضاء حوله في عجلون في إفراز هذه التجربة المميزة التي يفخر بها.

وقد قدّم الروائي الأردني صبحي فحماوي قراءة في الكتاب بعنوان :" رمزي الغزوي عصفور الدحنون العجلوني" أشاد فيها بتجربته الغزوي في توثيق المكان،وأشار إلى جوانب الجمال في هذه التجربة الاستثنائية،وقد قال في معرض حديثه:" وفي بداية الكتاب المدهش،تقرأ إهداءً من دون تمننّ،إذ لم تكن حتى كلمة إهداء مكتوبة،ولكنك تقرأ فقط إلى عجلون...المدهش في الكتاب أنّ نصوص رمزي لم تترك شاردة ولا واردة من المعطيات الريفية العجلونية الساحرة،إلاّ وذكرها... والكتاب مترع بالقصص والحكايات العجلونية  التي لو تقرأه فإنّك تتأكّد أنّ تلك يسمونها اليوم" قصص قصيرة جداً" تتضاءل أمام جماليات قصص هذا الكتاب.

وقد تلا الأمسية حفل توقيع الإصدار الجديد الذي أعقبته سهرة موسيقية طربية أحياها الفنان العراقي رائد عبد الوهاب والفنان ضابط الإيقاع خليل إبراهيم وسط إعجاب جماهيري كبير لما قدّماه من كلاسيكيات الطرب العربي الجميل.

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1376 الجمعة 16/04/2010)

 

 

في المثقف اليوم