تقارير وتحقيقات

الاِحتفال بيوم الشعر العالمي في تونس

اعتمد المؤتمر العام لليونسكو خلال دورته الثلاثين المنعقدة في باريس عام 1999 يوم 21 مارس/آذار اليوم العالمي للشعر والهدف من ذلك دعم التنوع اللغوي ومنح اللغات المهددة بالاندثار فُرص أكثر لاستخدامها في التعبير ويعتبر اليوم العالمي للشعر أيضا فرصة لتكريم الشعراء ولإحياء التقليد الشفهي للأمسيات الشعرية وبهذه المناسبة دعت جمعية ابن عرفة الثقافية في تونس الشعراء إلى الاحتفاء بهذا اليوم.

وجمعية ابن عرفة الثقافية هي جمعية تونسية مستقلة أسّست سنة 1946 ومقرّها بفضاء السليمانية قرب جامع الزيتونة بتونس العاصمة وقد كتبت الشاعرة فاطمة عبدالقادر ورقة تقريرية حول هذا اليوم تقول فيها:

الزّمان : الثلاثاء 21 مارس 2023

المكان ـ جمعية ابن عرفة بالمدرسة السّليمانية بالمدينة العتيقة

المناسبة : اليوم العالمي للشّعر

التأم مجلس ـ نادي الميعاد ـ على غير عادته يوم الثلاثاء 21 مارس بإشراف الاستاذ سوف عبيد بمناسبة اليوم العالمي للشّعر حضره السّيد حسن مطيع كاتب عام الجمعيّة وجمع بهي من الشّعراء جاؤوا يقرأون قصائدهم ويحتفلون بالحرف والإبداع كما حضره رئيس نادي القراءة بالجمعية الدّكتور محمد رضا الماجري عاشق الشعر و صديق الشعراء.

كان لقاء أدبيا ممتعا نشّطه كل من الشاعر عبد الحكيم زريّر والشّاعرة فاطمة عبد القاد روقدّم الاستاذ سوف عبيد لمحة عن الشّعر والمبدعين ولم يفته الحديث عن فلورس الشّاعر الذي نافس الرّومان في عقر دارهم وعانق حرفه الإبداع في إشارة إلى أهمية الإبداع بربوع تونس خاصة والعالم العربي عموما. أولى القراءات كانت للأديبة زهرة حواشي قصيدة بالفصحى "أحبك أنا" ثم قرأت الرّقيقة سليمى السّرايري نصّا جميلا بعنوان "كم أتمنّى أن تختفي من المرآة" ..من قصائد السّرد إلى النّمط العمودي قرأ الشاعر بشير عبيدي قصيدة بعنوان " قسما بتونس " وقرأ في الوطنيات أيضا الشاعر الحبيب مبروك الزيطاري قصيدة "يا تونس الفضل " ثم قرأ الشاعر رشيد الخلفاوي قصيدة بعنوان "رغم البعد تظلّين في شراييني" أماالشاعر منير الوسلاتي فقد أمتعنا بقصيدة "الضوء والنوء" وكانت مشاركة الشاعر الأستاذ عمار النّميري بقصيدة "عرق البحر "قصيدة يتحدث فيها عن بلوغه الستّين من عمره ..وقرأت الشاعرة انتصار عباس نصّا جميلا.. وقبل أن يلقي الشّاعر عبد السلام الأخضر قصيدته باللّهجة المحكية "فرحتنا بسيدي رمضان" قدّم الاستاذ سوف عبيد كلمة حول الشّعر المحكي وأهميته من خلال رأي حسن حسني عبد الوهاب في مجلة النّدوة الصادرة سنة 1953 يرى فيها أن الأدب تعبير صادق صادر عن الوجدان يأتي بكل وسائل التعبير فصحى كانت أم لهجة محكية ، ودعا الى ضرورة الاهتمام بالتراث الضخم للهجة التونسية الدّارجة من خلال جمعه وتأليفه و ضرورة تسليط علم النفس عليه..كما بين أن أكبر الأدباء التونسيين الذين تركوا آثارا بالفصحى كانوا قد كتبوا باللهجة المحكيّة ولابد من إزالة الغبار عنها والتعريف بها ..تفاعل مع هذا الرّأي الدّكتور محمد رضا الماجري وهو من المولعين بالتّراث وأصحابه.

الشّاعرة تاج الخياري كانت حاضرة رغم الغياب بنصّ جميل بالفصحى بعنوان" يا بحر" قرأته نيابة عنها الشّاعرة فاطمة عبد القادر و قرأت بلغة مليير الشاعرة روضة العدّاسي قصيدة لامست وجدان الحاضرين بعنوان l'orphelin des vivants "

وبالفصحى قرأ الشاعر المختار المختاري رئيس جمعية "مراجعات ثقافية" قصيدة "شيء من شيء ما" كما قرأت الشّاعرة الرقيقة ثريا خلوط بإلقاء متميز قصيدة بعنوان "آتية أنا" ثم قرأت الشاعرة بسمة درويش قصيدة بعنوان " بعثرْني"

من الفصحى إلى زجل الشاعر عبد الحكيم زريّر الذي قرأ لنا قصيدة "الانتريتي" أهداها للشاعر عمار النّميري بمناسبة إحالته على شرف المهنة.

كانت مداخلة الاستاذ سوف عبيد لمسة وفاء لشعراء فارقونا فقرأ لأبي القاسم كرّو نصا، ونصّا لزبيدة بشير بعنوان "فاتركوني" و ذكّرنا بالنص الجميل لمنور صمادح "عندما كنت صغيرا كنت أحبو الكلمات..." كما قرأ للشيخ الحبيب المستاوي الفقيه الذي جمع بين منهج الدعوة الدّينية ووجدان الملكة الشعرية جزءا من قصيدة في غرض الإصلاح "لقد عبث اليهود بأرض قدس..وقد ملؤوا البلاد بكل رجس" ..كما قرأ للشاعر الجزائري مفدي زكرياء مقطعا من قصيده "الذّبيح الصاعد"..وأشار في ختام مداخلته إلى أن الشاعر محمد العروسي المطوي كان قد كتب الشعر الحر منذ سنة 1938.

وفي ختام الجولة الأولى قرأت الشاعرة فاطمة عبد القادر قصيدة "نحو أبواب العروج ".

أما الفاصل الغنائي فقد كان بصوت اللاّمعة ضحى الكافي التي أطربت جلاّس الميعاد بأغنية " مضناك جفاه مرقده"

الجزء الثاني من الميعاد افتتحه الشاعر بشير العبيدي بقصيدة عمودية "قلمي فداك وأهلها الأقلام" ثم أخذتنا الأديبة زهرة حواشي إلى المحكي بقصيدة "لو كان جا عا كيفي" وقرأت فراشة الشّعر سليمى السّرايري قصيدة "شهقة"و ومضات رائعة وقرأ الشاعر الحبيب الزيطاري قصيدة "ملهمتي" .في الحب أيضا أمتعنا الشاعر الخلوق رشيد الخلفاوي بقصيدة رائعة بعنوان "امرأة صوفية الحب" ثم قرأ الشاعر عمار النميري قصيدة "سليانوس يا سليل الأنبياء".

يعود بنا الشاعر عبد السلام الأخضر إلى المحكي بقصيدة "متسلطنة ولا كيفها سلطانة". الشاعرة روضة العداسي قرأت هذه المرة بالفصحى قصيدة "عيّرتني" وفي فاصل غنائي ثان أمتعت به المجموعة الشاعرة زهرة الحواشي بأغنية "جمل يهدّر" تفاعل معها الدّكتور رضا الماجري بمداخلة حول الأغنية واللحن.

في قراءة ثانية أبدعت الشاعرة ثريا خلوط في قصيدة "بيْنٌ منحوت" ثم أسمعت الحضور مقطعا من أغنية من كلماتها وألحانها ..ثم قرأت الشاعرة بسمة درويش قصيدة بالدّارجة "أنت شكونك" ثم قرأ الشاعر عبد الحكيم زرير قصيد "ملاّ حالة" وقرات الشاعرة فاطمة عبد القادر "كم تكبر في حضني الأفكار".

وفي الختام قرأ الاستاذ سوف عبيد مقطعا من قصيدة "عروس البحر" ثم أشاد باستقلالية جمعية ابن عرفة عن الأحزاب ونوّه بهدفها الثقافي المعرفي.

الميعاد يكرم في اليوم العالمي للشعر الشاعرة والفنانة سليمى السرايري بشهادة شكر وتقدير وهدية قيّمة تمثلت في كتاب للرّسام والفنان التشكيلي علي بن سالم يضم لوحاته وابداعه في فن الرّسم

الميعاد الثّامن كان عرسا ثقافيا تمتع فيه الحاضرون بسماع الشّعر والغناء بين أطباق الحلوى والمشروبات وتصفّح الدواوين المعروضة.

***

سُوف عبيد ـ تونس

في المثقف اليوم