تقارير وتحقيقات

جمعية السنابل الثقافية: اختتام فعاليات الدورة الأولى لمهرجان تيغرماتين ن دادس

الأولى  لمهرجان تيغرماتين ن دادس  على امتداد إحدى عشر يوما ابتداء من يوم 27 يوليوز 2009 وانتهاء بيوم  6 غشت 2009، فترة عملت فيها إدارة المهرجان كخلية نحل  بجد وحيوية من أجل إنجاح هذا العرس الثقافي  الفني المتميز.

فبعد أن تم افتتاح المهرجان يوم 27/07/2009 على الساعة العاشرة صباحا بمقري الجمعيتين، نظم لقاء تواصلي مع الجالية المغربية المقيمة بالخارج  تحث إشراف المجلس البلدي لبومالن دادس استمر من الساعة 18:00 إلى 20:00 ، وقد عرف هذا اللقاء مناقشة العديد من المشاكل التي تعاني منها المنطقة والتي تعرقل الاستثمار والتنمية المحلية، من أهمها مشكل البنية التحتية ومشكل العقار.

اليوم الثاني للمهرجان كان مناسبة للتكوين والتدريب حيث تم تنظيم ورشتين تكوينيتين، الأولى حول التسيير الإداري بمقر جمعية السنابل  والثانية حول المقاربة التشاركية  بمقر جمعية شمس بتأطير من النادي السوسيوتربوي لجمعية السنابل الثقافية.

اليوم الثالث للمهرجان كان بنكهة رياضية فقد احتضن ملعب امزيلن  أشراحيل ابتداء من الساعة 17:00 مباراة في كرة القدم تكريما لقدماء اللاعبين ببومالن دادس هذه الدورة كرمت كل من يوسف لوطفي ويوسف الضاغور .

و تنويعا لأنشطة التدخل في اليوم الرابع للمهرجان ورشتين الأولى للفنون التشكيلية انطلاقا من الساعة 10:00 إلى 13:00 بمقر جمعية شمس والورشة الثانية حول التنشيط التربوي من الساعة 17:00 إلى 20:00 بمقر جمعية السنابل.

اليوم الخامس للمهرجان كان متميزا وتجلى ذلك في ارتسامات وتشجيعات الزوار حيث تم افتتاح معرض للصناعة التقليدية ابتداء من 10:00 بمقر جمعية شمس وتزامن ذلك مع افتتاح معرض أخر حول الموروث الثقافي المحلي والحرف التقليدية المحلية بمقر جمعية السنابل الثقافية واختتم بتنظيم ندوة حول الموروث الثقافي المحلي وإشكاليات العولمة على الساعة 17:00 ودامت إلى حدود 20:00، وقد تطرقت المداخلات إلى  التنوع الحضاري والثقافي الهائل الذي تتمتع به المنطقة  مما يشكل رافدا هاما للإنتاجية وإبداع،إلا أن ميكانيزمات العولمة تشكل تهديدا حقيقيا للتنوع والتعدد الثقافي والموروث الحضاري المحلي بشكل خاص. مما أثار العديد من الإشكالات والتساؤلات حول راهن ورهانات الموروث الحضاري المحلي.، وقد كانت الندوة من تأطير كل من : ذ.عناني ابراهيم، دة.مليكة ناعيم، ذ.كريم اسكلا،ذ.أحمد الزن،محسين ناعيم،حنان عدنان،محمد مقران.

 

في اليوم الموالي تم تنظيم عرس عرف حضورا جماهيريا ملفتا. وفي اليوم السابع للمهرجان تم عرض شريطين وثائقيين حول الحكايات الشعبية والقصبات بالمنطقة. وكذا تنظيم مسابقة لاستكشاف الموروث المحلي  نشاطين استفزا الذاكرة الجماعية وأثار العديد من الإشكالات حول توثيق الموروث والاعتزاز بالانتماء.

 

545-karima

 اليوم الثامن للمهرجان اطر نادي أصدقاء الكتاب لجمعية السنابل الثقافية  قراءة في كتاب : صناعة النخبة في المغرب للأستاذ عبد الرحيم العطري.و مساء نظمت ندوة حول العصبية القبلية وفق مجتمع مدني محلي ابتداء من تأطير الدكتور محمد فارسي أستاذ باحث في علم النفس المرضي. والدكتور لحسين أقيوح أستاذ الجغرافيا الطبيعية بكلية مولاي إسماعيل بمكناس.حيث أنه بالرغم من التراكم التاريخي للعمل الجمعوي بالمنطقة إلا أن هناك العديد من السلوكات والتمثلات الاجتماعية البعيدة كل البعد عن السلوك المدني التنويري الحداثي، بل قد نجد سلوكات تشدنا إلى العصبية العرقية والقبلية والعشائرية ...وهذا بطبيعة الحال من أهم معوقات تنمية محلية شاملة يشارك فيها الجميع للنهوض بالمنطقة.فقد شهدت الندوة نقاشا غنيا ووتوصيات واعدة بأنشطة جديدة.

اليوم العاشر للمهرجان عرف تنظيم ندوة حول مقاربة النوع الاجتماعي ورهانات المرأة بالمنطقة بمقر جمعية شمس ، وكانت من تأطير ذ.عناني ابراهيم والنادي النسوي لجمعية السنابل الثقافية.وقد أكدت أشغال الندوة على كانت ولازالت المرأة بمنطقة دادس فاعلة ومشاركة دائما في النسيج الاجتماعي والاقتصادي والسياسي... المحلي،إلا أن الواقع السوسيواقتصادي المتأزم للمجتمع يضاعف التهميش والإقصاء تجاه النساء، مما قد يجعلنا نفكر في العمل على تفعيل مقاربة النوع الاجتماعي في جميع ميادين الحياة العامة.و هذا ما دفع بجمعية السنابل الثقافية إلى تخصيص جائزة تكريمة سنوية للنساء الفاعلات في المجتمع المدني المحلي.

 

اختتم المهرجان بأمسية فنية ثقافية من تنشيط براعم جمعية السنابل الثقافية وبحضورثلة من الفنانين المتميزين من عيار الفنان القدير والراقي مصطفى الوردي،و مجموعة Groupe Amnay ، وGroupe Dades ، ومجموعة اثران ن دادس... أسدل الستار على الدورة الأولى  لمهرجان تيغرماتين ن دادس وسط ترحيب وفرح جماهيري  خاص،و وسط إعجاب العديد من المتتبعين بالمستوى الراقي من التنظيم والمقاربات المعتمدة في التنشيط وتحفيز البحث والإبداع لتنمية المنطقة دون إغفال الانطلاق في ذلك من الخصوصيات الذاتية.

    

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1136  الثلاثاء 11/08/2009)

 

 

في المثقف اليوم