تقارير وتحقيقات

بيت الشعر العراقي يحتفي بالشاعر رعد مشتت في شارع المتنبي ببغداد

 تبث هذه الفتنة التي يأتي عليها رعد من الطبيعة الخاصة، تلك التي أغرتني في اشعاره وهي تحتفظ بقاموس بيئي وانساني خاص وعلاقات شعرية أالفها في شعر آخر سواه من أقراننا في السبعينات.... يبدو مقتصدا باللغة والتفاصيل على حد سواء، انه ياخذ للقصيدة كفايتها ومن جمل قصيرة او تفاصيل مختزلة تكتفي للإرتباط ببعضها بإشارات أكثر من احتياجها الى اواصر عملية".

 

(شاعر الصورة والكلمة)

فيما تحدث الكاتب احمد المهنا في شهادة له عن تجربته مع مشتت في مجال التلفزيون، بوصفه "شاعر الصورة، كما هو شاعر الكلمة"، وقال:كان السبب في انتقالي من ديسك الصحافة الى "ديسكو" التلفزيون.

وبعد تحدث مشتت عن تجربته و رؤيته الى الشعر قرأ بعضا من قصائده، ومنها قصيدة (ملاحظاتٌ لها كي أنسى):

أية حرب؟

… صرختْ اُمي فزعة حين سألتها

دفنتْ

رحمَها

في

أنقاضٍ مهجورةٍ

إتهمت أبي

بالجنون

547-mshatat2وقرفصتْ

في

شرايين أبناءها

أية حربْ؟

 

إنفعلت جارتي

ووضعتْ مكانَ

زوجها

عصاه

أية حربْ؟

 

إستهجنَ الأبُ

ولامَ النساء

......

......

 

أية حربْ؟

إهتزَّ صاحبُ المطعم

ووضعَ على مائدتي

رئة دبَّابة"

 

(قصيدة نثر مثالية)

ومن ثم قدم الناقد محمد غازي الاخرس ورقة بعنوان (رعد مشتت:متى يطلق سراحك أيها السجين!)، وذكر فيها:مشتت مهجوس دائما باعادة نحت سيرته الحياتية شعرا، بل انك لتكاد وانت تقرأ قصائده تنظر الى أطياف تلك الاحداث والمواقف واللقطات الغائمة ...ألم نقل انه يكتب قصيدة نثر مثالية...أجل انه غير معروف بعد ولن ينفع استقتال شاكر لعيبي من اجل وضعه في المكان الصحيح، ولعلنا اليوم احوج مانكون الى رثائه وليس الى الاحتفاء به بشكل متأخر".

 

(بيان تضامني)

ووزع بيت الشعر العراقي خلال الاصبوحة بيانه التضامني مع رئيسه الشاعر احمد عبدالحسين، وورد فيه: نحن في بيت الشعر العراقي ومعنا سائر مثقفي العراق، نجد لزاما علينا الوقوف متضامنين مع الزميل أحمد عبدالحسين وحريته في التعبير عن رأيه التي كفلها له الدستور العراقي، كما ندعو الجهات السياسية كافة الى وعي حقيقة ان المثقفين ليسوا أعداءهم بل هم السند المقوّم للعملية السياسية برمتها، فلايمكن لإحد أن يتخيل العراق الجديد الذي نطمح اليه جميعا، دون وجود هذه النخبة من المثقفين ودون ازدهار الثقافة النقدية.

 

لتختتم الاصبوحة بقراءة الشاعر مرة اخرى لبعض النماذج من شعره.

ورعد مشتت، شاعر عراقي ولد في بغداد ودرس الأدب الانجليزي ثم غادر العراق الى المنفى عشية حرب الخليج الأولى وتنقل في العديد من الدول قبل استقراره في لندن التي درس فيها الإخراج السينمائي.خلال الخمسة والعشرين سنة التي قضاها في المنفى نشر ثلاث مجموعات شعرية "الجنود"، "السجين السياسي" و "قصيدة تشبه اليوم". كما ظهرت كتاباته الشعرية في العديد من الصحف والمجلات الادبية العراقية والعربية.

قادته تجربته في العمل المرئي الى الطواف في العديد من بلدان العالم لإخراج سلسلة من الأفلام الوثائقية منها "بين زمنين"، "الساعة الخامسة والعشرون"، "على الأرض"، التي عرضت على الفضائيات العربية.ثم عاد الى العراق عام 2003 واخرج العديد من الافلام "ثورة الأصابع البنفسجية"، "الجحيم"، "المأزق" "أفول الأصنام" بالإضافة الى استمرار اشتغاله على مشروعه الشعري.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1140  السبت 15/08/2009)

 

 

في المثقف اليوم