تقارير وتحقيقات

نادي الشعر في إتحاد أدباء وكتاب بابل يحتفي بالشاعر المغترب ذياب شاهين

وبحضور مجموعة نوعية من الأدباء المعروفين ومنهم الشاعر جبار الكواز رئيس اللجنة الإدارية والشاعر ولاء الصواف مسؤول اللجنة الثقافية الذي قام بجهود غيرعادية من إج  إقامة المحاضرة والناقد زهير الجبوري والناقد والكاتب المسرحي عبد علي حسن وغيرهم من نخبة مثقفي المدينة المولعة بكل ما هو جديد ومغاير.

في بداية الأمسية رحب مقدم الأمسية الشاعر يحيى الربيعي بالشاعر ذياب شاهين وهو يزور وطنه العراق ومدينته بابل الفيحاء ثم قرأ  أجزاء من ورقة نقدية أعدها لهذه المناسبة ومنها قال :-

الشاعر المبدع ذياب شاهين من أولئك القلائل الذين كان انتماؤهم إلى قوة الماضي كمنجز تراث، وإلى الحاضر كموقف وإلى المستقبل كطموح، أحس بامتلاك القدرة على التكافؤ مع قوة الماضي والتمثل الدقيق مع ثقافات الأفق الإنساني الشامل، فما خاضه من هندسة دوائر العروض الشعرية واستحداث الكثير من الأوزان لدليل قاطع على تفتحه وتفاعله مع منجزات موسيقى الشعر العالمي وربط إيقاعاتها ونبراتها في هارمونيك موسيقى الشعر العربي، فهو يؤمن بأن الماضي العروبي بكل منجزاته العروضية يتحرك بقوة في المحيط الشعري مع طموحه التحديثي الذي كان تجاوزا للأصيل والمألوف إلى عوالم أوسع تضج بحركات التنوير والتثوير والتدوير فكانت الحصيلة الباهرة من أوزان موسيقية جديدة، وبقي الشاعر ذياب شاهين بدراية ودأب الفنان سليل الماء والغناء في بابل العراق فهو كما يفلسف للشعر هندسيا يموسق في الشعر ويتراءى فيه بصوره الحداثوية فلهيب الروح يخاصر الشعر بماء الخلق والإبداع

بعد التقديم شكر الشاعر اللجنة اإلإدارية للإتحاد ونادي الشعر والحضور وابتدأ الأمسية بقراءة نصين من ديوانه الذي سيصدره في العام القادم (كف تسبح فوق الماء) حيث قرأ  نص (احتمال) ومنه يقول:-

 

عندما

مررتُ على الغروب

كان سكينُ الأفق ِ

يقطعُ

 نارنجَ الشمس العليلة

إلى نصفين

كامرأة تغطي نهديها

من أسفل حتى الأعلى

وإذ يضيعُ أول نصف

في هاوية سحيقة

ينهار النصف الثاني

في بئر الظلمة

فترن الحلمتان

كخشفين خائفين

العصفور الباذخ الصوت

يرجعُ إلى عشه

محملا بالقش والأسماك

والرغبة

في العش تنقره

أفراخه الزاغبات

أنثاه بمحبة

تمسح على ريشه

تعبا جميلا

وتستلقي تحت جناحيه

ثم قرأ نص (عازف الكما ن الغجري) ومنه:-

 

الموسيقى الثلجية

تنسلُّ كأفاع

من قيثارة العازف الغجريّ

وعندما يهطلُ النور

القرمزيُّ

ملطخاً خشبةَ المسرحِ

ببقعٍ دمويةٍ باهرةٍ

تختلط ُ الألوانُ

فلا يعودُ الأسودُ

أسودَ

ولا البنيّ بنياً

إلا أن الموسيقى

كانت تشهقُ

إلى الأعلى

كأرواحٍ

أعتقتها حربٌ مجنونةٌ

وهي تركضُ للسماء

مخلفةً  وراءها

دماءَ الأرواح المتجولة

وهي تنبضُ

 من أوتارِ الكمنجات

ثم استكمل الشاعر ذياب شاهينن الأمسية بتلخيص نظريته العروضية والبحور الجديدة التي توصل إليها الباحث مع قراءة  نماذج من قصائد على البحور وتم العرض باستخدام جهاز عارض الصور وكومبيوتر لابتوب وشاشة أعدت خصيصا لهذا الغرض، لتبيان آراء المحاضر والبحور المكتشفة، وفي نهاية المحاضرة  قام الشاعر جبار الكواز وأثنى على المحاضرة والمحاضر ثم عدد نقاط الإختلاف بين ما يؤمن به وبين ما سمعه في المحاضرة، ثم عقب القاص خليل إبراهيم وقرأ ورقة نقدية عن ديوان الشاعر الصادر حديثا (كنت أنا إياه)، وفي نهاية المحاضرة عقب المحاضر على آراء الشاعر جبار الكوأز إتفاقا مع بعض الآراء واختلافا مع البعض الآخرعلى حقيقة أن الإختلاف لا يفسد  للود قضية ومن ثم  شكر القاص إبراهيم خليل ياسين على ورقته النقدية وكررشكره للحاضرين ولإتحاد أدباء وكتاب بابل لإقامتهم هذه الأمسية ولهذا الإحتفاء الثقافي النبيل.

 

ولاء الصواف

رئيس نادي الشعر في بابل

محافظة بابل/ 4/11/2009 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1222 الاحد 08/11/2009)

 

 

في المثقف اليوم