تقارير وتحقيقات

هواجسنا الأدبية وهمومنا الثقافية .. الشواعر يرهفن الحس فماذا كتبن لسيرتا؟؟

fatimaalzahraa bolaarasعلى مدى ستة أيام متتالية استضافت عاصمة العلم قسنطينة الطبعة السادسة لمهرجان الشعر النسوي تحت شعار(أرهفت الحس .. كتبتك)

فماذ كتبت الجميلات لقسنطينة الساحرة وماذا كتبن لأنفسهن ماذا كتبن للإبداع والجمال؟؟ للوطن للعروبة للمرأة للأمومة للإنسان؟؟

نعم كتبت الجميلات وصدحن على ركح المسرح الجهوي وفي حرم جامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة وكذا في قاعة المحاضرات بجامعة العربي بن مهيدي صدحن بأشعارهن وما تحمله  مشاعرهن الرقيقة من حب للوطن .. للإنسان للطبيعة .. فتحن صدورهن في هذا الفضاء المبارك الذي فتحته وزارة الثقافة برعاية الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وبإشراف السيدة الوزيرة خليدة تومي ومن تنظيم محافظة المهرجان السيدة منيرة سعدة خلخال الشاعرة الرقيقة..

منذ ست سنوات والجزائر تفتح هذا الفضاء الثقافي للمبدعات في كل أنحاء الوطن فتنظم مسابقات وتكريمات كماتستضبف قامات عربية من الوطن العربي كما فعلت في هذه الطبعة عندما استضافت الدكتورة  مها خيربك ناصر والأستاذة نبيلة الخطيب من الأردن والشاعرتان إيمان عمارة وفوزية العكرمي من تونس الشقيقة

وتحت عنوان المرأة والحداثة الشعرية تناوبت الدكتورات الفواضل والدكاترة الأفاضل على كراسي العلم والبحث ليقدموا محاضراتهم القيمة في هذا الباب .. تحدثوا وتحدثن عن خطاب الحب في الشعر النسوي  وعن إشكالية الأدب النسوي والمرأة والحداثة الشعرية وعن أنماط التحديث في الشعر النسوي وغيرها من المحاضرات التي سأعود إليها  على حدة

كما تداولت الشاعرات على كتابة انفسهن وكتابة قسنطينة وكتابة محن الأوطان والإنسان في قصائد صدحن بها أمام الحضور

كان خريفا جميلا في مدينة الصخر العتيق عندما لوّن فصله بأوراق العلم والأدب

كان خريفا جميلا تعطّر بأريج زهرات الشعر الجميل وتزين بما رسمته أنامل المبدعات الرقيقة

التقت المبدعات إذن من مختلف أنحاء الوطن تحدّثن .. ضحكن .. تحسرن .. تعاتبن .. تجادلن .. لكنهن أيضا أبدعن وأمتعن وذرفن الدموع وهن يتفرجن على تاريخ بلادهن ومعاناة المرأة الجزائرية مع الاستعمار وقهره وعذابه وذلك في مسرحية من إبداع هذه المرأة نفسها سليلة الكاهنة ولالة فاطمة انسومر إنها المبدعة سونيا التي أبهرت جميلات الشعر بـ (الجميلات)  مسرحية من إخراجها أبكت الحاضرات وهن تستحضرن عذابات المناضلات الجزائريات ورمزهن الخالد(جميلة بوحيرد) التي لم تكن وحدها بل أصبحت الجزائر كلها جميلات قدمن شبابهن من أجل أرضها المطهرة بالدماء والدموع

آه يا سيرتا كم أنت رائعة عندما تفتحين صدرك لمطر الإبداع

كم أنت كريمة عندما توزعين شمسك على كل الحاضرات

كم أنت شامخة عندما تحضنين نبضهن

وكم تشبهين الآلهة عندما تغفرين للجميع وتثبتين على عهد الأجداد الميامين

وكم تشبهين ابن باديس وأنت ترعين جميلات الجزائر بالفهم والعلم كما فعل شيخنا الجليل في أيامه المباركات

كمن تشبهين الجزائر في شموخها وكرمها ورحابة صدرها

سلاما سيرتا التي كنتٍ من أرهفت الحس فكتبتٍنا جميعا وماذا يبقى لنا غير الصمت عندما تتحدث سيرتا

وهل يبقى لنا شئ عندما تكتبنا وقد أرهفت الحس رغم أنها قُدّت من صخر؟؟

أبيات من نشيد المهرجان

للشاعرالسوري أحمد دوغان (رحمهالله)

الثورة قالت يا امرأة                كوني كالأرض قوية

ناضلت وسطرت جهادا          وعرفت سبيل الحرية

 

المرأة فينا تكتب شعرا           يرسم دربا نشر عطرا

يصنع عهدا من وعي           يبقى زمنا يحيى دهرا

 

قالوا المرأة تبني بيتا           قلنا كاهنة العصر تكابر

قولوا ما  شئتم   عنا          المجد لنا والكل يفاخر

 

من قسنطينة

فاطمة الزهراء بولعراس

 

في المثقف اليوم