تقارير وتحقيقات

الإعلان عن اللائحة القصيرة لجائزة البوكر العربية

بل وذهب البعض الى القول إن "الإعلان عن النتائج" يوم الثلاثاء، بل واعلان الفائز في شهر مارس/آذار المقبل صوري، فالنتائج "مرتبة سلفا" حسب ما ردد البعض.

وكان من ابرز الاصوات التي شككت بنزاهة وشفافية الجائزة الكاتب المصري جمال الغيطاني، ويربط البعض ذلك باستبعاد إحدى رواياته من القائمة الطويلة.

وكان الغيطاني كتب في افتتاحية جريدة أخبار الأدب أنه «معروف لكل من له علاقة بالواقع الثقافي أن الجائزة مقررة هذا العام للروائية اللبنانية علوية صبح»، بينما هاجم الكاتب الروائي إبراهيم عبد المجيد الجائزة ولجنة التحكيم بضراوة، معتبرًا - في مقال بأخبار الأدب - أن اقتصار القائمة الطويلة علي روايتين فقط من مصر (ما وراء الفردوس - منصورة عز الدين، يوم غائم في البر الغربي - محمد المنسي قنديل) هو اختيار يعبر عن نية مسبقة في حرمان الكتاب المصريين من المنافسة الجدية علي جائزة البوكر في دورته الثالثة، كما ذكرت جريدة الدستور على موقعها الاكتروني.

حين أعلن طالب الرفاعي رئيس لجنة التحكيم اليوم الثلاثاء في إحدى قاعات معرض بيروت الدولي للكتاب عن أسماء الفائزين الستة كانت المفاجأة أن علوية صبح لم تكن ضمنهم أصلا.

وعندما سألته بي بي سي العربية إن كان غياب إسم علوية جاء بهدف قطع الطريق على الشائعات، أجاب الرفاعي أن عملية الاختيار لا تحكمها الشائعات وإنها خاضعة لمعايير أدبية ونقدية صرفة متفق عليها مسبقا، وإن الروايات الست الفائزة هي الخيار الحر لأعضاء لجنة التحكيم.

أما الشاعرة جمانة حداد المديرة الإدارية للجائزة والتي ربطت الشائعات اسمها بالصفقة المزعومة فقالت إن موقعها الإداري الصرف في هيئة الجائزة يجعلها بعيدة عن التأثير على قرارات اللجنة، وأنها لا تشارك في نقاشاتها ومداولاتها، بل تعد المذكرات أثناء الاجتماعات لمقتتضيات الضرورة الإدارية.

 

الفائزون

جمال ناجي، ربعي المدهون، ربيع جابر، عبده خال، محمد المنسي قنديل ومنصورة عزالدينهم الكتّاب الستة الذين اختيروا ضمن اللائحة القصيرة لـِ"الجائزة العالمية للرواية العربية" لسنة 2010.

وقد اختيرت الأعمال الستة من اصل 115 عملاً تأهلت للمشاركة .

وعلّق رئيس لجنة التحكيم طالب الرفاعي قائلاً: "جرى نقاش حرّ وموضوعي، وكان الهدف الأهم الوصول الى قائمة متوافق عليها من جانب جميع أعضاء لجنة التحكيم. هذه القائمة تمثّل رأي المحكّمين، مع الاحترام والتقدير لجميع الروايات المشاركة في هذه الدورة".

وقد أذيعت اليوم أيضاً أسماء الأعضاء في لجنة التحكيم ، الذين ينتمون الى البلدان الآتية: الكويت وتونس وعُمان ومصر وفرنسا. وهم طالب الرفاعي، روائي وقاص كويتي؛ رجاء بن سلامة، أستاذة محاضرة في كليّة الآداب والفنون والإنسانيات في منوبة، من تونس؛ سيف الرحبي، شاعر وكاتب عُماني؛ شيرين أبو النجا، أستاذة أدب انكليزي ومقارن في جامعة القاهرة، من مصر؛ وفريدريك لاغرانج، باحث أكاديمي ومترجم ومدير قسم الدراسات العربية والعبرية في جامعة السوربون (باريس 4) من فرنسا.

خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد اليوم، قال جوناثان تايلور الذي يرأس مجلس الأمناء: "الجائزة العالمية للرواية العربية هي جائزة رائدة في عالم الأدب العربي. تأثيرها بات لا يقبل الجدال، مع اعتبار الفائزين بها وكتّاب اللائحة القصيرة من أهم الأقلام في الأدب العربي المعاصر. والكثر منهم وصلوا إلى العالم اليوم عبر ترجمة أعمالهم، وذلك بفضل الجائزة".

تأهل للجائزة هذه السنة 115 كتاباً من 17 بلداً عربياً هي: مصر، سوريا، لبنان، الأردن، فلسطين، العراق، الإمارات العربية المتحدة، الكويت، المملكة العربية السعودية، اليمن، البحرين، عمان، المغرب، ليبيا، السودان، تونس، والجزائر. وكانت أعلنت اللائحة الطويلة من 16 عملاً في القاهرة خلال تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت.

يذكر أن كلا من المرشحين الستة النهائيين يحصل على 10000 دولار، أما الرابح فيفوز بـ 50000 دولار إضافية. وينعم كتّابها بالقدرة على الوصول الى جمهور واسع من القرّاء على الصعيدين العربي والعالمي في آن واحد، وعلى تأمين عقود ترجمة لأعمالهم. الفائزان السابقان بالجائزة، بهاء طاهر عن "واحة الغروب"، ويوسف زيدان عن "عزازيل"، لم يُنشر عملاهما بالإنكليزية فحسب في بريطانيا، في داري "سبتر" و"أتلانتيك"، بل حصلا على عدد كبير من عقود الترجمة العالمية جرّاء الجائزة".

يذكر أخيرا أن هوية الفائز بالجائزة النهائية سوف تعلن خلال حفل رسمي في ابو ظبي، مساء الثلاثاء 2 آذار 2010، وهو اليوم الأول من "معرض أبو ظبي الدولي للكتاب".

 

نبذة عن الاعمال الفائزة 2153

يختار الروائي الفلسطيني الأردني جمال ناجي تقنية تعدد الوجوه والأصوات، فينسحب الراوي ليفسح المجال أمام شخصيات متعاقبة، تروي أحداثا ومشاهد تتكرر وتختلف وتتنامى من شخصية إلى أخرى.

رواية تصور الهشاشة البشرية والتداخل المعقد بين الجنس والدين والسياسة، وتقدم لوحة حية عن عوالم الوعاظ والجمعيات الخيرية والساسة، وأسرار الارتقاء الاجتماعي من الحارات الفقيرة إلى مراكز السلطة والثراء في عمان.

الشخصية الرئيسية في الرواية لا تتكلم وتبقى لغزا رغم انكشافها الجزئي.

 

يتناول الكاتب الفلسطيني ربعي المدهون في روايته قضية الصراع الفلسطيني/ العربي/ الاسرائيلي ويختار لحظة مشحونة بالهواجس والتوتر والريبة حدَّ الانفجار.

البطلان هما وليد دهمان العائد من مغتربه الاوروبي بعد سنين طويلة لزيارة أهله في غزة عبر مطار بن غوريون في تل أبيب، والاسرائيلية دانا أهوفا التي تشاء المصادفات أن تجلس في المقعد المجاور لمقعده.

هكذا يبدأ التماس بينهما، وما يشبه الحوار المتقطع الذي يأخذ القارئ الى أصقاع نائية في الذاكرة والتاريخ والذات البشرية. رواية تحاول مقاربة الحقيقة في تعقدها ولبسها وغموضها، ولا تركن الى أحكام ايديولوجية جاهزة.

تستحضر رواية اللبناني ربيع جابر ملحمة هؤلاء الذين دفعهم الفقر وروح المغامرة الى ترك سوريا الكبرى في السنوات الأولى من القرن العشرين ليجربوا حظهم في أميركا الناشئة، حاملين "الكشة" عبر السهول والجبال، يندمجون تدريجيا في نسيجها الاجتماعي ويشاركون في حروبها.

يركز السرد على سيرة مارتا التي تقرر الذهاب وحدها إلى نيويورك من أجل العثور على زوجها بعدما انقطعت عنه الأخبار.

تأتي الرواية تحيةً من الباقين إلى الذين رحلوا في أراضي المهجر، متخطين ما كانت ظروفهم تقدّره لهم من مصير، حتى يصنعوا هوياتهم الجديدة بأيديهم وعزيمتهم.

يأتي قص الكاتب السعودي عبده خال حاملا تكملة لعنوان الرواية: ترمي بشرر "كالقصر".

قصر بهيج هو جنة جحيمية، ترمي بشررها على جحيم الحارات البائسة في جدة، فيمتد الحكي جسرا بين عالم سيد القصر ومن تحولوا دمى بشرية وعبيداً، من اجتاحهم القصر وسلبهم بحرهم وقوارب نجاتهم.

رواية ساخرة فاجعة تصور فظاعة تدمير البيئة وتدمير النفوس بالمتعة المطلقة بالسلطة والمتعة المطلقة بالثراء، وتقدم البوح الملتاع لمن أغوتهم أنوار القصر الفاحشة فاستسلموا إلى عبودية مختارة من النوع الحديث.

 

يحيي الروائي المصري محمد المنسي قنديل فترة الاكتشافات الأثرية والنضال الوطني في مصر، ويضمنها ملحمة فتاة تهرب بها والدتها من زوجها المغتصب، وتودعها ديرا في أسيوط بعد أن تغير اسمها وتدق على ذراعها الصغيرة صليبا.

ثم يتداخل مصير الفتاة وقد أضحت مترجمة، مع مسيرة شخصيات تاريخية مثل هوارد كارتر واللورد كرومر وعبد الرحمن الرفاعي.

ويتداخل القص الشيق مع التوثيق الدقيق في وصف الأمكنة والأزمنة.

تتناول رواية الكاتبة المصرية منصورة عز الدين الطبقة البورجوازية في الريف، وذلك من خلال شخصية سلمى التي تعمل محررة في جريدة أدبية وتحاول أن تتخلص من ماض طويل محمّل ذكريات أليمة وصوراً سلبية عن الذات، مما شجعها على كتابة رواية خاصة بها، تسرد فيها تاريخ العائلة، تاريخ الحب، تاريخ الجسد، تاريخ الحراك الطبقي داخل القرية، تاريخ الجنون، تاريخ الكتابة: وكأن الذات قد انشطرت قسمين، قسماً يراقب ويسرد والآخر ينقب بهستيريا عن مكنونه لتخرج الرواية.

بي بي سي

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1258 الاربعاء 16/12/2009)

 

 

في المثقف اليوم