تقارير وتحقيقات

الملتقى الإذاعي والتلفزيوني يحتفي بالفنان القدير سامــي عـبــد الحميــد

khoulod alhsnawiبين الفينة والأخرى يظهر شعاع ينير لنا طريقا معتما وفي كل مرة يتغير هذا الشعاع تارة نراه شعاع فن وأخرى نراه شعاع شعر وتارة أخرى نراه شعاع طرب وغناء اصيل .. وها نحن اليوم يُنير ابصارنا شعاع اخر من اشعة الثقافة والادب والفنون يبعث لنا من شمس قاعة الجواهري في اتحاد الادباء والكتاب العراقيين ..

في حضور نخبوي من ادباء واعلاميين وفنانين غصت به قاعة الجواهري كعادتها باحتفائها بالقامات الشماء من اعلام الثقافة والفن والادب في اتحاد الادباء والكتاب من قبل الملتقى الإذاعي والتلفزيوني، تم الاحتفاء بمعلم الأجيال الفنان الدكتور سامي عبد الحميد عملاق المسرح العراقي باستقبال كبير بدت على المستقبلين اسارير الفرح والغبطة بحضوره بين احبائه وطلابه وتلامذته ..

 750-sami

وفي كلمة للدكتور صالح الصحن رئيس الملتقى القاها في حفل الاحتفاء حيث قال : اليوم في محراب الملتقى الإذاعي والتلفزيوني بهذا الحضور الجميل البهي انه يوم خالد في حياة الثقافة والفن في العراق .. يوم الوفاء والانتماء لرجال الفن ومعلميه ولفوارسه ورجاله هذا الفن الجميل الذي يسمو بذائقتنا الجمالية ويتجلى في انفسنا مبارك لنا اليوم ونحن نلتقي بالفن العراقي الكبير بجنوبه وبأصالته وبمدياته الجمالية بمعلم الفن الأستاذ البروفيسور الجميل انعم الله عليه بالحياة والعمر المديد الرائع الاب الدكتور سامي عبد الحميد وجوه طيبة حرصت الى الحضور في هذه الجلسة المباركة كلكم أسماء وعناوين وامثلة الثقافة والفن ... شكرا لهذا الحضور الجميل شكرا لهذه الجلسة التي نحسبها ليست ككل الجلسات خاصة ان منتهاها سيكون موسيقيا منذ عهد السبعينات الجميل ..

وفي وقفة على بعض محطات تاريخ سامي عبد الحميد حيث تم تقليب صفحاته وتفحص ما بين سطوره من قبل الدكتور صالح الصحن رئيس الملتقى حيث قال : ثبت في وقائع المسرحية العالمية ان سامي عبد الحميد رجل مسرحي من الطراز الأول وهذا ما يدعنا نحن طلبة وباحثين وأساتذة ومبدعين ان نأخذ بعين الاعتبار انه نظر في الفكر المسرحي الجمالي من الطراز الأول واسترسل قائلا ان طلبتنا وابنائنا لازالوا يتخذون من سامي عبد الحميد هو العينة المناسبة والمثلى للتحليل واردف قائلا انه لابد من ان يقرا ما هو مثبت في التاريخ وفي الصحافة وفي الوقائع بعض المعلومات لأنها خصصت للنشر وحق من حقوقه الشخصية وما يسمى بالسيرة الذاتية :

الفنان سامي عبد الحميد الكاتب الفنان الممثل المخرج ، من مواليد السماوة العراق عام 28 أستاذ متمرس في كلية الفنون الجميلة ببغداد حصل على ليسانس الحقوق والدبلوم من الاكاديمية الملكية لقانون الدراما في لندن وماجستير في العلوم المسرحية من الولايات المتحدة ورئيس اتحاد المسرحيين العرب وعضو لجنة المسرح العراقي وعضو المركز العراقي للمسرح ونقيب سابق للفنانين العراقيين الف كتب تخص الفن المسرحي منها فن الالقاء بأجزائه الثلاث او اكثر فن التمثيل وفن الإخراج وترجم عدة كتب تخص منها العناصر الأساسية للإخراج المسرحية لأكسندر كن وكذلك تصميم الحركة والمكان الخالي، كتب عشرات البحوث من أهمها الملامح العربية في مسرح شكسبير والسبيل لإيجاد مسرح عربي متميز والعربية الفصحى والعرض المسرحي وبعد العرض للسيرة الذاتية

للفنان سامي عبد الحميد اعتلى منصة الجواهري حيث شكر الحضور الجميل وحياهم وبدأ بالحديث عن شيء من سيرته بمجال الإذاعة والتلفزيون لان الندوة قام بها مسؤولون عن الإذاعة والتلفزيون فقد بدا بالحديث عن تاريخها اذ ذكر انه بعام56 كانت هناك إذاعة اسمها الشرق الأدنى بقبرص أغلقت من قبل بريطانيا استدعت الحكومة العراقية وقت ذاك ابرز من كان فيها من العاملين فذكر منهم سميرة عزام وغيرها ليعملوا في الإذاعة العراقية وبدأوا بالفعل بإعداد برنامج خاص منعوا تدخل الإدارة او أي شخص اخر فطلبوا حينها افرادا ممن يعملوا في المسرح وكان الأستاذ سامي من ضمنهم واستر بالحديث الجميل عن الإذاعة وتحدث أيضا عن تاريخ المسرح العراقي وكيف ان المسرح هو مكان للنقد لكل ما هو سيء للمجتمع .. واذا خلت أي مسرحية من نقد للوضع السياسي او الاجتماعي فان هذا العمل لا ينتمي الى المسرح   ..

وقال أيضا : ـ المسرح يشمل على الجغرافية والتاريخ والبايولوجي والتشكيل والرسم والنحت والادب والشعر فهو يشمل كل المنظومة الثقافية فقيمته عالية تدعو الى الاهتمام بالمسرح .. وتوجه بالحديث الى وزارة الثقافة انتِ يا وزارة الثقافة اهتمي بالمسرح اذا كان المسرح متقدما فهو يدل على تقدم البلد يمنعون الميزانية عن دائرة مهمة تهتم بالثقافة والمسرح ..

كما ذكر المخرج الإنكليزي سيتيربرول : اكثر البلاد ديمقراطية سيبقى المسرح تحت صوت الرقابة لأنه يرصد السلبيات في المجتمع او العلاقات بجميع أنواعها يرصدها وينتقدها ويدعو الى تغيرها .. قبل 200 عام قبل الميلاد كان المسرح ينقد جميع أنواع المسرح التجريبي ومسرح الشمس وغيرها موضوعاتها سياسية ونقد للحكم ..

وكان من ضمن الشخصيات المميزة التي حضرت الاحتفاء الفنانة العراقية الكبيرة (ناهدة الرماحي) فكانت لها هذه المداخلة من بعض ذكرياتها وهي في بداية مشوارها الفني حيث قالت : عندما دخلت الى الوسط الفني لم اكن اعرف أي فنان ولما دخلت لأستوديو الفن كان من بين الحضور الأستاذ سامي عبد الحميد كنت خجولة ومنزوية .. كنت حينها امثل فكان يقول رايه عني (لديها بوادر فنانة) .. علموني الفن من الباء الى الياء واستطعت ان امثل الخرساء ومثلت مسرحية المقاتلون ..

سامي كمخرج، مبدع طيب حنون يعطي للممثل راحته ليعطي كل ما لديه بحب كنت ارتاح للعمل عندما يكون هو مخرجا له ازدادت علاقتي به وازدادت اكثر عندما تزوج صديقتي الفنانة فوزية عارف وأصبحت علاقتنا عائلية .. تواصلت الاعمال فسامي عبد الحميد مخرجا عالميا لتجربته الأولى (هاملت) اول من اشتغلها عربيا .. حضرت عرضا لهاملت في لندن دعتني له الصديقة سميرة المانع دخلت القاعة شاهدت العرض فوجدت اننا اكثر ابداعا منهم واكثر لدرجة اني وددت ان امثل بدلا عنهم كانت المخرجة اسبانية .. فنحن الممثلون علينا تعتيم اعلامي كبير جدا حين ذاك طلبت المذيعة القديرة صباح عباس منها مشهدا من مسرحية الشريعة فقدمت المشهد بكل سرور وجدارة وكأنها لازالت في ريعان شبابها ..

وعلى هامش الاحتفاء كان لنا هذا الحديث الجميل معها ..

*الفنانة القديرة ناهدة الرماحي ماذا تقولين عن سامي عبد الحميد ؟

**ماذا أقول قليل، بحقه مخرج، مبدع، مؤلف، كاتب، ممثل انسان، زوج، اب، صديق، متكامل .. نحن دائما نقول ليس هناك شخص ليس لديه سلبيات .. سامي عبد الحميد متكامل بكل ما موجود فنيا وعلى نطاق انساني، بالنسبة لي كبير جدا لان هو اول انسان علمني كيف اقف على المسرح علمني خُلقية الفنان قبل ان يكون فنانا وعلمني ان المسرح مرآة صافية نقية تعكس كل ما موجود بالحياة بكل صدق وامانة وعلمني ان المسرح متعة وتوعية كبيرة للناس ويساهم مساهمة كبيرة في توعية الشعوب وفي متعتهم وبالنسبة لي هو استاذي وصديقي وعزيزي ماذا أقول هو قليل كل ما اتمناه له هو طول العمر والصحة لأنه لازال معطاءً وكأنه بعمر العشرين تفكيره واعماله وابداعه سنة على سنة ابداعه يصبح اكثر وتواضعه يصير اكثر ومحبته للناس اكثر أيضا هذا الانسان اقدم له كل ما لدي من محبة وتقدير واعتزاز وابقى ادعو له بالصحة الكاملة وامد على يديه واقبله قبلة صادقة قبلة الأخت والتلميذة وصاحب الفضل عليه حبي الكبير له ولكل من يحبه .

وتحدث لنا الأستاذ هادي الناصر عضو اتحاد الادباء قائلا عن سؤال توجهنا به له وهو :

* كيف تنظر الى مسألة احتفاء الملتقى الإذاعي والتلفزيوني بهذه القمم او قامات الفن العراقي كالفنان سامي عبد الحميد ؟؟

* عن الشعر والجلسة الرئيسية يوم الأربعاء ونادي السرد فيما يتعلق بملتقى الاذاعيين باعتقادي يعد من الملتقيات المهمة لوجود التنوع به لشخصيات عملت في الإذاعة وعملت في التلفزيون وعملت في مجال الاعلام فضلا عن شخصيات مسرحية وسينمائية فالملتقى الإذاعي الذي اسسه الإعلامي والشاعر الراحل احمد المظفر كان نواة للتنوع في اتحاد الادباء ونذكر الفضل له أيضا في ملتقى الخميس الإبداعي وتأسيس اتحاد الاذاعيين والإعلاميين العراقيين اليوم هذه الفعالية من الفعاليات المتميزة وكان الاحتفاء بقامة عراقية سامقة قامة عراقية كبيرة أستاذ اكاديمي إضافة الى انه مسرحي كبير ومربي فاضل له الفضل في تخريج وتأسيس قواعد المسرح العراقي، سامي عبد الحميد من الشخصيات البارزة والمهمة في المجتمع العراقي باعتقادي اليوم هو احتفاء بالمسرح بكل تفاصيله احتفاء بالرموز العراقية الكبيرة فاحيي القائمين على ملتقى الاذاعيين واحيي اتحاد الادباء لاحتضانه هذا الملتقى ..

ثم استمر الحاضرون بإلقاء كلمات الترحيب والثناء بالمحتفى به وكان من ضمنهم د. سعد عزيز عبد الصاحب ومداخلته اذ بين ما يبذله سامي عبد الحميد كتدريسي وكيف انه لا يهمه حر او برد هدفه هو الارتقاء بفكر الطالب وتوسيع مداركه الفنية . واستمر الحضور بإبداء كل كلمات الاطراء لهذه الشخصية العالمية العراقية الفذة ومنهم المطرب الأستاذ قاسم إسماعيل اذا استحضر ذكرياته وبداياته مع المسرح العراقي وكذلك أهمية ان يكون الرجل المناسب في المكان المناسب فيما يخص الثقافة كوزارة واختيار من هم الاجدر بهذه المناصب والتركيز على احتوائهم الفكر والخلفية والعقلية الثقافية واحاطتهم بما يدور حولهم وقال أيضا انه يفتخر بحضوره بهذه الجلسة كونه موسيقيا ومطربا احتفاءً بهذه الشخصية الكبيرة وتمنى له التوفيق والعمر المديد ..

وممن تقدم بإلقاء الكلمات وسرد بعض من الذكريات الأستاذ الفنان الكبير محمد عطا سعيد والإعلامية انسجام الغراوي وغيرهم من محبي ومتابعي هذه الشخصية العالمية العراقية العملاقة .. ثم تم تقديم درع احمد المظفر للأستاذ سامي عبد الحميد وقُدمت باقة من الورد تحية له وتكريما من الإعلامية القديرة هالة عبد القادر وباقة أخرى من المذيعة هند احمد ودرع من وكالة الاعلام العراقية واستمر الاحتفاء بعزف للموسيقى والاغاني العراقية الجميلة الرائعة النكهة احتفاءً بهذا العملاق الكبير لأنه يمثل رمزا عراقيا شامخا على مدى الدهر ويستحق اكثر من ان يحتفى به كونه يمتلك العقلية الفنية الفذة وله من الوعي ما جعل منه قمة من قمم الفن العراقي التي نفخر بها أينما حللنا وكونه نبعا للعلم والمعرفة في فنون المسرح وغيرها من روائع الفن العالمي والعراقي على حد سواء فلا يسعنا الا ان نشكر إدارة الملتقى على جهودها المبذولة في إقامة هذه الجلسات الثقافية الرائعة للتعريف بهذه الرموز العراقية وتسليط الأضواء عليها جماهيريا للتعريف بكل منجزاتهم وازاحة السِتار عن اشعاعها لينير طريق الأجيال مستقبلا ونتمنى لهم كل التوفيق والتقدم في المستقبل كونهم لهم الفضل في هذه المبادرة الرائعة التي تنم عن وعي ودراية بحاجة المجتمع للتعريف بمبدعيه .

متابعة ـ خلود الحسناوي

 

في المثقف اليوم