تقارير وتحقيقات

برعاية مؤسسة (آفاق للثقافة والفنون والرياضة)، أقيم في سيدني – استراليا عرضا مسرحيا بعنوان: الخط الأحمر، تأليف واخراج الاستاذ عباس الحربي. تمثيل الفنانة فاطمة الوادي والفنانة فريال الخميسي، اشراف الاستاذ منير العبيدي، وذلك على مسرح: school of arts في منطقة Fairfield

في بداية العرض قامت مؤسسة آفاق بتكريم عدد من مبدعي الجالية العربية في مدينة سيدني، حيث كرّم الدكتور خلف المالكي رئيس المؤسسة في اليوم الأول الأديب اللبناني شربل بعيني، وفي اليوم الثاني تم تكريم الناشط الاجتماعي: ايميل شيبا.

وعلى ضوء مأساة اللاجئين العرب في أوربا ألقى الشاعر العراقي حيدر كريم في اليوم الثاني قصيدة شعبية ألهبت مشاعر الحاضرين.

لاقت المسرحية صدى كبيرا خلال يومي العرض، 4 و5 / 9 / 2015. وحضرها مجموعة من المثقفين والادباء من ابناء الجالية العربية، حيث رحب بهم المشرف العام منير العبيدي، خلال كلمة الافتتاح في كلا اليومين.

شاركت في المسرحية الممثلتان العراقيتان الفنانة (فاطمة الوادي والفنانة فريال الخميس). وفاطمة الوادي: خريجة اكاديمية الفنون الجميلة قسم المسرح. لها مشاركات فنية ضمن المسلسلات السورية: (ميليشيا الحب، غرباء الليل، حكاية حب). كما شاركت في عدة أفلام وثائقية في العراق. ثم انتقلت الى استراليا منذ سنتين لتلتحق بالمسرح العربي.

لعبت الفنانة فاطمة الوادي عدة أدوار في مسرحية الخط الأحمر، لأربع شخصيات: (المرأة المضطهدة، الممرضة، الفراشة والضابط). حيث ابدعت في جميعها، خاصة الانتقال من دور الى آخر بسرعة بديهية. لقد كانت رسالتها واضحة بكل الأدوار التي شاركت فيها، فحظيت باعجاب الجمهور. وكان معها في التمثيل الممثلة القديرة فريال الخميس، التي وصلت استراليا منذ ما يقارب ست سنوات، شاركت خلالها في ست مسرحيات من تأليف الفنان عباس الحربي، منها:(عشاء جلجامش، امرأة ذات ثلاث وجوه والخط الأحمر).

ومثّلت الفنانة فريال الخميس في مسرحية الخط الأحمر ستة أدوار: (امرأة مهجّرة غارقة في البحر، ممرضة، جندي، ضابط، زوجة ضابط، معاناة جندي في الحرب ودور الشاعر). وقد ابدعت هي الأخرى في ادوارها الست. وكان ابداعها متميزا في الانتقال من دور الى دور أخر بسرعة تلقائية، وكانت بارعة بنقل الصورة الموجهة للجمهور بشكل واضح.

هدف مسرحية الخط الأحمر؟

تتحدث مسرحية الخط الأحمر عن معاناة الشعب العراقي بشكل عام والفساد المستشري الذي ادى الى دمار بلد وشعب بالكامل. كما تتحدث بوجه خاص عن العنف الأسري بكافة الطوائف وخاصة تعنيف المرأة واضطهادها سواء كانت مسلمة، صائبة، مسيحية، ام ايزيدية، عربية او كردية او تركمانية. وتشير المسرحية ايضا الى العنف والقسوة التي كان يعانيها الشعب العراقي من جراء ظلم واستبداد السلطات الحاكمة آنذاك. وهو يعاني الآن من خطر سرطاني اسمه (داعش)، الذي تمدد داخل العمق العراقي وما زال يحتل مناطق واسعة منه. لهذا تشير المسرحية بوضوح للثورة والدم والانتقام، وتشير الى وجود خط أحمر في جميع هذه التناقضات، خط احمر هو العراق كدولة ووطن وسيادة، يجب ان يقاوم ويستعيد شخصيته.

مسرحية الخط الأحمر عالجت الواقعين: الاجتماعي والسياسي. ووجهت خطابها الى كل الاجيال، بجميع الاعمار والطوائف وخاصة الجيل الاسترالي البعيد كل البعد عما يحصل ويدور في دولهم العربية.

أراء المشاهدين

كانت صحيفة المثقف حاضرة في استعراض مسرحية الخط الاحمر، فقد التقيت في اروقة المسرح بالاستاذ الأديب جمال الحلاق وسألته عن رأيه بالمسرحية فاجاب مشكورا: كان النص المسرحي من الاختزال بحيث كان اداء الممثلتين رائعا. اثبتتا فيه قدرتهم على تقمص شخصيات عديدة ومختلفة ومتقاربة في ان واحد. لقد كان العمل رائعا حقا.

كما التقيت بالاستاذة ندى شيبا وسألتها: بعد مشاهدتك المسرحية هل كان الهدف واضحا منها؟ فاجابت: الاستاذة ندى شيبا: كان عرضا جميلا وامكانيات رائعة. مؤثرة. والهدف كان واضحا جدا.

كما سألت أحد الحاضرين: ما رأيك بالمسرحية وأداء الممثلات خاصة، وما تنصح أن يكون المسرح العربي في استراليا مستقبلا؟

فاجاب مشكورا: تهدف المسرحية الى معاناة الشعب العراقي المهاجر وعدم احترام الانسانية للشعب العراقي. أما الاداء فكان جيدا على رأي الحضور ويعكس القدرة الرائعة للسيدتين .. عمل جاذب يدعو للتواصل مع هذه الأعمال. وكل ما اقتربت هذه المعاناة من الشعب الاسترالي كلما كان الهدف واضحا أكثر.

لقد سجلت مسرحية الخط الأحمر نجاحا باهرا، في الأداء والاخراج، نتمنى للقائمين عليها مزيدا من العطاء

جمانة نصوّر طنانا - صحيفة المثقف

سيدني - استراليا