تقارير وتحقيقات

فيصل عبدالوهاب: أمسية عن النقد اﻷدبي

أقام اتحاد أدباء وكتّاب صلاح الدين أمسية ثقافية عن النقد اﻷدبي في 24/6/2023، وكانت بعنوان ”فيصل عبد الوهاب ناقدا“، تحدث فيها اﻷساتذة؛ د. سامي الزهو أستاذ الاستشراق في جامعة تكريت والناقد الدكتور باسل التكريتي والشاعر الدكتور ذر الشاوي عن الكتابين النقديين لكاتب السطور "بلورات من الحكمة" 2014 و"قراءات أدبية" 2019 الصادرين عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام في القاهرة. كما تحدث اﻷستاذ إسلام شمس الدين مدير مؤسسة النشر عن تجربته في النشر بشكل عام ومع اﻷدباء العراقيين على نحو خاص. وتحدث د. سامي الزهو عن غنى التجربة اﻷدبية لكاتب السطور، وأشار إلى مقالة ”في الاستشراق اﻷمريكي“ التي نشرت في أحد مواقع النت؛ ومن ثم في كتاب “بلورات من الحكمة” وهي عن مناقشة رسالة الماجستير للمتحدث نفسه. وقال إن هذه المقالة كان لها اﻷثر الكبير في انتشار رسالته. ثم أعقبه الناقد د. باسل التكريتي الذي أشار إلى كتاب هو أحد مؤلفيه ”نجوم زاهرة في سماء تكريت في العصر الحديث“ والذي يضم السيرة العلمية واﻷدبية لكاتب السطور، وأورد مقتطفات عن هذين الكتابين وعن أهم مميزات الكتابة لدى الناقد حيث يقول إن كتاباته تتميز بجمال الشكل والمضمون إضافة إلى جمال الروح، وأنه أثّر في جيله، وتعلم منه وعرف كيف يبدع على المستويين الأكاديمي والثقافي. كما أضاف أن منهج كاتب السطور يتصف بالذوق وهي صفة مكملة للموهبة، ويتمثل ذلك في حسن اختيار النصوص والتمييز الدقيق في المعاني والصور والألفاظ وأصواتها وإدراك التناسق والتنافر في ترتيب الكلمات في الجملة. وهذه الموهبة في التذوق النقدي قد ساعدته في تذوق الأعمال الأدبية ونقل ذلك للقراء. وهذا ناتج من إلمامه بأصول النقد وطرقه وبالتراث النقدي العربي والحركات النقدية المعاصرة واتجاهاتها. وأضاف بالقول إن الناقد يتصف بالإنصاف في نقده حيث يقدّر ثمرات الكتّاب، أو يوصي بالتعديل والتصحيح. وختم كلمته بالقول إن هذه العجالة لا تكفي للإحاطة بالموضوع قيد الدراسة.3473 امسية تكريت الادبية

ثم استخلص الشاعر د. ذر الشاوي ملاحظاته عن الكتابين النقديين بجمل قصيرة، وقال إن تلك المقالات التي قرأها تتصف بالتكثيف وتشذيب القول وبلوغ الهدف بجلاء. وأنها تتصف بالمرونة في تداول الأفكار المختلفة والانفتاح على الثقافات وطرح وجهة النظر دون استبدادية الفكرة. وأكد الشاعر الشاوي على أن هذه المقالات لها امتداد أفقي في دراسة الأجناس الأدبية والاهتمام بالجماليات وامتداد عمودي تاريخي في دراسة تشكيل وتطور الآداب والفنون ودراسة السياقات المتتابعة والمترابطة في الوصول إلى النتاج الأدبي حتى العصر الحالي. كما أنها تراعي شروط التحليل المنهجي مع الرؤية الانطباعية بتوازن تجاه تحليل ونقد النصوص الأدبية. كما أكد على أن هذه المقالات تُعنى بدراسة العوامل الأساسية لإنتاج النص الأدبي أو العمل الفني وتحليل مسببات وبواعث النص ومراعاة أخذ الكاتب على محمل السياق الاجتماعي والأدبي والسياسي والتاريخي، وعلى أرضية الموهبة والفرادة في تكوين نص أدبي أو فني مميز. وأضاف أنها تستلهم الفكر الإنساني بأسلوب الفهم المعمق لا النقل المباشر، وتنتخب موضوعات محورية وحساسة لسبر أغوارها والإحاطة بها. وأشار الشاعر الشاوي أن تلك النقود تتسم بأنها نقد حيادي لا يوجد فيه تحامل على الكاتب بقدر ما هو وضوح وصراحة منطقية تشير إلى موضع الملاحظة، وتمتاز بالتخصيص دون التعميم. وقال إنها تواكب التنوع الأجناسي والأسلوبي وعدم اعتماد لون واحد في الكتابة، بل وشمول السينما والمسرح وبقية الفنون. كما أنها توثق المؤتمرات، وتسهم في تقويم نتائجها وتعيين السلبيات وطرح المقترحات. وختم الشاوي ملاحظاته بالقول إن تلك المقالات تركز على أهمية الثقافة ودور المثقف في المجتمع بطروحاته ومواقفه وتأثيراته الإيجابية والسلبية.3474 امسية تكريت الادبية

ثم شرح الأستاذ إسلام شمس الدين مدير مؤسسة شمس للنشر المصاعب المادية والمعنوية التي تواجه مهنته حيث التكاليف الباهظة لمعارض الكتب وارتفاع تكاليف الطباعة ومستلزماتها، ولكنه أشار إلى جانب مضيء في الثقافة العراقية وإقبال الكتّاب في العراق على النشر في مؤسسته حيث نشر ما يزيد على 200 عنوان لهؤلاء الكتّاب. ومن الجدير بالقول أن مؤسسة شمس تساهم إلى حد بعيد في انتشار الكتّاب بعلاقاتها الإعلامية الواسعة مع وسائل الإعلام العربية ومنصات الترويج الإلكترونية، حيث تجد الكتاب معلنا عنه على نطاق واسع فيها، وهذا ما يشكل عامل جذب قوي لهؤلاء الكتاب للنشر فيها.

وفي ختام الأمسية تحدث كاتب السطور عن تجربته في النقد الأدبي، وتناول بداياته في نشر مقالاته في الصحافة العراقية والمواقع الأدبية الإلكترونية العربية وخاصة منتدى القصة العربية برعاية القاص السعودي جبير المليحان، إضافة إلى المواقع الأخرى مثلاً؛ من المحيط إلى الخليج والفينيق ومرافئ الوجدان ولغتي الخالدة وسواها. كما تحدث عن إشكاليات الكتابة النقدية، وأشار إلى معضلة إيجاد النص المميز الذي يجذب الناقد، ويغويه للكتابة عنه. وختم كلمته بالقول إنه لم يكن يهتم بشهرة الكاتب، وإنما جودة النص لذلك كانت مقالاته تهتم بالمشاهير من الكتّاب والمغمورين منهم على السواء.

***

فيصل عبدالوهاب

في المثقف اليوم