تقارير وتحقيقات

حوار حول منتدى الحوار الثقافي في ستوكهولم

بتاريخ 25 / سبتمبر استضافت الجمعية المندائية في ستوكهولم مشكورة، الحوارية الأولى لمنتدى الحوار الثقافي. حضر اللقاء مجموعة من المهتمين بالشأن الثقافي، حيث دار حوار حول الورقة التي قدمت لتعريف الغاية من تأسيس المنتدى، وبعد كلمات قليلة تعريفية قدمها أصحاب الدعوة، وهم المجموعة المبادرة في طرح المشروع، دار حوار مفتوح أثيرت فيه العديد من الأسئلة والطروحات، صبت اغلبها في محاولة لإجلاء ما هو عسير في علاقة منتدى الحوار مع باقي الفعاليات الثقافية العراقية أو غير العراقية وأيضا الرابط الجوهري بين السياسي والعلمي والتاريخي والأدبي، وصولا لتحديد اتجاهات الحوارات المستقبلية للمنتدى وهل أن المصطلح أو التسمية تتواءم وواقع النشأة والمرتجى منه.

الشغف والمقاربة والانتقاء ومحاولة بناء الهيكل لمعنى الثقافة ومن ثم مجريات وطبيعة الحوار الذي كان على المنتدى أن يبلغه كغاية مرجوة وعلى المدى البعيد. كل هذا أعطى الكثير من الانطباع عن الفهم الصائب لمحتوى الورقة التي قدمت، وأظهر شغف الحضور واهتمامهم في تشكيل هذا المنتدى، واستعدادهم لرعايته مشاركة ودعما، متحملين مسؤولية تبنيهم لمنتدى الحوار . وانطوت الآراء في هذا المجال على مواضيع كثيرة أثير فيها نقاش حيوي، شفاف وواقعي، دون اشتراطات أو تقاطعات مسبقة .وتركزت مجمل النقاشات والملاحظات حول جوهر الثقافة والسعي لبلورة الحوار فيها ومن ثم منهجية عمل المنتدى. ولذا بادر العديد من الحضور في طرح استفساراتهم المقترنة بالرغبة في صيغ بذاتها ومسالك تراتيبية يرتجونها وعلى المنتدى أن يقاربها أو يتخذها منهجا في مسعاه لتطوير الحوار في عموم المعرفة. واسهم الحضور في بلورة أفكار في مجملها تدعم الغاية من تأسيس منتدى الحوار. وكانت أيضا بحيويتها بؤرة لتجليات مستقبلية يمكن من خلالها إنعاش أجواء لحوارات تكتسب تماسكا أساسيا في التطوير والنهوض بالمشروع الثقافي المعرفي الذي يرجى له أن يلاقي صدا كبيرا لدى أبناء جاليتنا في مدينة ستوكهولم وضواحيها وربما خارجها.

الكثير من الآراء ركزت حول علاقة منتدى الحوار الثقافي بالجمعيات والاتحادات العراقية وكان هناك اتفاق عام بأن لا تكون هناك تحفظات أو موانع تجاه مثل تلك العلاقات، ولن تكون لنا أراء مسبقة حول أي من تلك التنظيمات والتجمعات أن كانت بطبيعتها ثقافية أو مهنية وبعيدا عن صيغ التكتل والشخصنة. على أن ينفرد المنتدى بشخصية معنوية تركز على طبيعة توجهاته الثقافية المعرفية دون ارتباطات مهنية أو أيدلوجية. وفي هذا المجال اتفق غالبية الحضور على حيادية المنتدى في جميع الخلافات تحديدا( المهنية والسياسية والشخصية منها)على الساحة السويدية إن وجدت. وأكد الحضور أيضا على البعد المعرفي الثقافي للمنتدى بعيدا عن تأطيره على شاكلة جمعية أو تنظيم،مع ضرورة الوصول إلى لقاءات موسعة يستدعى لها عموم المهتمين بالشأن الثقافي وخاصة الشباب منهم،وأكد الحضور على ضرورة وجود منسق للفعاليات ومسؤول عن المالية،كشكل ضروري وأولي للهيكلة، وفي هذا الشأن اختير لهذه المهمة منسق للمراسلات والحوارات يقوم بترتيب العلاقة ما بين المهتمين والمشاركين في هذا الشأن،وكذلك أمين مالي توضع عنده مبالغ التبرعات للتسيير الذاتي دون طلب معونة مالية من جهات أو هيئات رسمية أو اعتبارية، وقد قدم بعض الزملاء تبرعا أوليا للمنتدى بلغ 2500   كرون سويدي. وفي ذات الشأن قدم مقترح لوضع صندوق للتبرعات النقدية الكيفية أثناء الحوارات. وأكد البعض على ضرورة الإعلام من خلال استخدام المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي وكذلك الصحف للنشر والدعاية لمنتدى الحوار الثقافي وفعالياته واستغلال العلاقات المهنية والشخصية للحصول على أماكن مجانية للقيام بالفعاليات الحوارية وبالذات التوجه إلى المكتبات العامة وقاعات المنظمات الثقافية السويدية.

أتفق الجميع في رؤيتهم لتفاعل منتدى الحوار الثقافي مع الطروحات السياسية وعلاقته بهذا الأمر، على إن المنتدى ورغم عنوانه التعريفي فهو في حواراته لا يمكن أن يفصل بين الثقافي الأدبي والعلمي والتاريخي من جانب والمفاهيم السياسية من جانب أخر،والتي ممكن لها التوحد في هاجس المعرفة والعلوم في مشاريع الحوارات التي يقدمها المنتدى. وهذا ما أكد رغبة الحضور بجعل الحوارات مفتوحة تعتمد صيغ تقترحها عموم الشخصيات المشاركة في المنتدى، كمشاريع لحوارات ثقافية مستقبلية. وفي هذا الآمر أتفق الجميع على قيام الراغب في تقديم حواره المعرفي ملخصا أوليا عن الموضوعة المقترحة، لتعمم على الجميع ويتم بعدها مناقشتها في حوار قادم،كنص مفتوح ومتاح للجميع لمقاربة المنجز بروح التقييم واكتشاف معاييره المعرفية لنصل سوية لمكنونه الإبداعي والهوية الأدبية أو البحثية العلمية للمعلومة التي يقدمها الشخص.

ودار الحديث عن أمكانية عدم حصر الحوارات في جوانب الانجاز والإبداع العراقي وإنما التواصل المعرفي مع المنجزات الثقافية والعلمية للشعب السويدي وباقي شعوب العالم. وقدم آخرون رؤيتهم حول ضرورة تعريف منتدى الحوار الثقافي بهويته الوطنية وجعل عنوانه (منتدى الحوار الثقافي العراقي).

وأعلن عن حوارية تقام يوم 23 أكتوبر المقبل يعلن عن ساعتها ومكانها لاحقا. يقدم فيها الزميلان دكتور رياض البلداوي ودكتور عقيل الناصري رؤيتهما في موضوعة مهمة وحيوية تتعلق بـ(صراع الهويات في العراق المعاصر بين التجاذب والتناحر) وسوف يقوم منسق المنتدى بعرض خلاصة بحث الزميلين على رواد المنتدى قبل فترة زمنية ليتسنى للراغبين بإثارة الأسئلة ومناقشة الزميلين حول متن بحثيهما .

كانت أمسية حوارية حيوية بأفكار جديدة ومنظور شامل، بعيد كليا عن المعنى الضيق للثقافة. وأعلى الحوار في معظمه من شان الشغف بروح المعرفة وقيم الحوار الحضاري. وكان هناك سعي جاد لدى الجميع ليكون المنتدى قوة تضاف إلى قوى أخرى تتماثل معه في البحث الجاد عن الوقائع الثقافية المعرفية التي تشكل غذاءً روحيا، لا يمكن أن يكون بعيدا عن طابعه الإنساني التنويري، وكانت الثقافة فيه لا تكف دائما عن تقديم ما هو جميل ونبيل وأخلاقي.

وإلى لقاء قريب قادم.

 

في المثقف اليوم