تقارير وتحقيقات

الاجتهاد والتجديد في الإسلام موضوع ندوة نظمها مركز دراسة الإسلام والديمقراطية بتونس

eljya ayshدعوة إلى تحديد معنى "المرجعية الإسلامية" وتأسيس "فكر إسلامي معاصر"

(الخطاب الإسلامي السياسي هو جوهر الأزمة التي يعيشها الفقه الإسلامي اليوم)

أصبح العالم الإسلامي في ظل العولمة في حاجة ماسة لفهم جديد للإسلام يتماشى مع العصر، فليس بالإمكان إيجاد اجتهاد حقيقي دون تحقيق مكسب الديمقراطية، التي بدونها لا يمكن الالتفات إلى مسألة التجديد  في الفكر الديني الإسلامي

"الاجتهاد والتجديد في الإسلام"، إشكالية نوقشت في إطار ندوة فكرية  نظمها  مركز دراسة الإسلام والديمقراطية  تونس تحت إشراف رئيسه الدكتور رضوان المصمودي،  شارك فيها  ممثلون عن المجتمع المدني ومجموعة من الأئمة والخطباء، تفاعلا مع ما يطرح على الساحة من قراءات فكرية وفقهية متواصلة حول مختلف القضايا العامة والشؤون الخاصة للمسلمين، وتعميق البحث حول ثلاثة عناصر أساسية  في الشريعة الإسلامية، ألا وهي "التجديد في الفكر الإسلامي، الخطاب الديني والاجتهاد في حل المشكلات الإسلامية وإصدار الفتاوى"، فقضية التجديد والاجتهاد مسألة ملحة في العصر الحالي، وهذا يعتمد على طريقة الخطاب الديني، وما يحمله من عبارات ومجازات مرتبطة بالإسلام، والمختصين اليوم في الفكر الإسلامي يفرقون بين القرآن والسنة والاجتهاد، الذي هو مصطلح شرعي أصولي له ضوابط ومعايير تلزمه أن ينسجم مع تحديات الواقع، لأن الضوابط الأصولية قد تمنع الاجتهاد  أحيانا من الانفتاح على عصره،  أما التجديد  فهو لا يتوقف عند الخطاب والفكر، بل يجب اليوم الحديث عن التجديد في التفكير الديني.

وفي هذا يرى الدكتور محمد المستيري أستاذ بجامعة الزيتونة ورئيس منتدى الزيتونة للفكر الإسلامي المعاصر، أن مسألة الاجتهاد مرتبطة بمفهوم الدين والتديّن وأوضح أن المجتمعات لم تنجح في وضع تصور ديني يتطابق مع واقعه، وأن الخلل هو في فهم الدين وفي ضعف الاجتهاد، وبين الدكتور أن التماهي بين إحياء العلوم الشرعية والتجديد في الفكر الديني اليوم هو من أهم معضلات الاجتهاد، وبذلك يكون الفقه الإسلامي اليوم هو فقه إحيائي وليس فقها تجديديا،  ولذا فهو يرى أنه من الضروري تأسيس فكر إسلامي معاصر،  واعتبر أن التجديد هو تجديد للفهم قصد التنزيل، والفهم يجب أن يكون وفقا لقياسات الواقع. وأنهى الدكتور كلامه بالتأكيد على ضرورية  تحديد معنى المرجعية الإسلامية وتصورها لمختلف الجوانب الإنسانية والاستحقاقات البشرية.

وحدد الباحثون في  الفكر الإسلامي  أربع خطابات في الفكر الديني وهي: الخطاب الشريعي المتمثل في الوهابية والسنوسية ، الخطاب النهضوي، و الإصلاحي الذي جاء في مقارنة مع الغرب، ثم الخطاب الإسلامي السياسي، وهذا الخطاب هو جوهر الأزمة التي يعيشها الفقه الإسلامي اليوم، وحسب الباحثين في مركز دراسة الإسلام والديمقراطية بتونس فإن الإشكال اليوم هو إشكال ترجمة، كما أن التراث غير قادر على تقديم أجوبة لما يعيشه المسلمون اليوم ونفس الأمر بالنسبة للحداثة، كما يرى الباحثون أنه حان الوقت لتحويل علوم الشريعة من علوم قدسية إلى علوم إنسانية، تجديد النظر في علاقة النص بالزمان، والمؤسس في علاقته بالأحكام، المصالحة بين الأحكام والقيم أي البعد التربوي الروحي وإحلال الواقع المكانة اللائقة به في تأويل النصوص، ولذلك وجب من النظر إلى النص في إطار سياقات الواقع الموضوعية، فلا يمكن في أي حال من الأحوال غلق الفكر الديني على القرون الأولى وأنه يجدر بالتأويل أن يكون كما الإسلام صالحا لكل مكان والزمان وذلك بمراعاة السياقات والظروف.

 

علجية عيش

    

في المثقف اليوم