تقارير وتحقيقات

أمسية ثقافية في ويلزعن "كلية بغداد"

عامر هشام الصفارعقدت الجمعية العربية للثقافة في مقاطعة ويلز البريطانية ندوة تربوية دارت حول المدرسة الثانوية العراقية المشهورة والمعروفة بأسم "كلية بغداد". وقد جاءت الندوة من خلال أمسية الجمعية الثقافية ليوم السبت المصادف الخامس والعشرين من شهر كانون الثاني 2020 وذلك في مركز الثقافة والفنون العالمي في مدينة كارديف عاصمة ويلز. وقد شارك في الندوة خريجان من خريجي كلية بغداد وهما الدكتور الطبيب نعمت بني والدكتور الفيزيائي شيروان المفتي. وفي بداية اللقاء ذكّر الدكتور عامر الصفّار رئيس الجمعية العربية للثقافة في ويلز الحضور بأهمية المدرسة ورقي منهاج تعليمها للأجيال ولمسيرة التطور العلمي والحضاري للبلدان. وفي أشارة منه الى المستوى الراقي الذي كانت عليه كلية بغداد، أشار الصفار الى أن المدرسة الثانوية النموذج أنما هي المدرسة التي تخرّج طلبة بمستويات علمية عالية تمكّنهم من المنافسة في الحصول على مقاعد في كليات وجامعات رصينة، فتساهم في رفد المجتمع بطاقات علمية وفكرية متميزة، يكون لها اليد الطولى في عملية التنمية والبناء. وهكذا كانت كلية بغداد والتي تأسست عام 1932 على يد الآباء اليسوعيين من أنجح المدارس الثانوية في العراق.

تذكر المصادر العلمية أن كلية بغداد كانت قد بنيت في شارع يسمى بأسم شارع الأخطل نسبة الى الشاعر العربي القديم، حيث احتلت جانبا من الضفة الشرقية من نهر دجلة الخالد من جانب قضاء الأعظمية ببغداد. وذكر الدكتور نعمت بني في محاضرته عن المدرسة أنها تميزت بمناهجها العلمية التي كانت تدرّس باللغة الأنكليزية أضافة الى تميّزها بأهتمام مدرسيّها بطاقات الطلبة الشباب الموهوبين وبمهاراتهم وأبداعاتهم، حتى أن الطلبة وبأشراف مدرسيهم كانوا يحرصون على تحرير مجلتهم الخاصة بالمدرسة والتي وضعوا أسما لها فجاءت بأسم "العراقي".. كما أستعرض د. بني طبيعة الحياة الطلابية في ثانوية "كلية بغداد" وكيف ان الأقسام الداخلية كانت تسودها روح الأنضباط والدقة في المواعيد والحرص على أداء الواجبات، وقال من هنا عنونت محاضرتي ب " كلية بغداد.. العلم والأنضباط".

وقد كتب أحد طلبة كلية بغداد في مجلة الكلية "العراقي" واصفا الحياة المدرسية في الكلية: ساحات واسعة وحدائق غنّاء، تريح البال وتجلب الفرح والسرور والطمأنينة الى قلب كل من يجلس فيها فيحس كأنه في عالم جميل جديد. ولكن حين يدق الجرس ينتهي كل شيء وتبدأ حياة جد وعمل، ويجمع كل صنف ابناءه ليعلمهم ويعدهم رجالا للمستقبل، رجال حضارة وتقدم ومجد عظيم. حياة جميلة نحياها بين جدران كليتي، حياة تلمذة وحياة عمل يسودها الحب والوئام والعمل المتواصل. حياة ستبقى ذكراها الى الأبد، حياة أجتماع وصداقة وتعاون، حياة لن تنسى فألف تحية وشوق لها ولذكراها.

وقد تطرق الدكتور شيروان المفتي الى النشاطات الرياضية التي تميزت بها كلية بغداد وطلبتها  النجباء، فأشار الى الجوائز التي كانت تحصل عليها فرق الكلية الرياضية ومنها فريق البيسبول وكرة القدم و كرة السلة.. كما أشار الى نظام الثواب والعقاب في المدرسة وكيف كانت العقوبة للطالب في كلية بغداد أنما الهدف منها تربويا بالدرجة الأولى وليس  غير ذلك. كما أشار المفتي الى أن اللغة الأنكليزية كانت هي اللغة السائدة في كلية بغداد وهي لغة العلوم والرياضيات حينذاك..

تشير الدكتورة سعاد خليل أبراهيم رئيسة مجلس أدارة كلية بغداد في عام 1971 الى أن الأمة تعهد الى المدرسة –والجامعة- بأغلى ما عندها- أطفالها وشبابها- أمانة مقدسة تتعهدها بكل رعاية وأهتمام.

وقد أحسن الدكتور نعمت بني عملا فسجّل لقاءا على السكايب مع أحد أساتذة كلية بغداد من الأباء اليسوعيين المؤسسين، حيث تم بثّه بشكل حصري خلال الأمسية الثقافية في ويلز فنال أستحسان جمهور الثقافة من الحضور.

 

د. عامر هشام الصفّار

 

في المثقف اليوم