أوركسترا

مصيرك بيدك.. كيف تحفز عقل الصغير على الإبداع

بكر السباتينمن المؤكد أننا جميعاً نحرص على تهيئة الأجواء المناسبة كي يبدع الصغار في دراستهم حتى يحصلوا على أعلى النتائج.. وفي الحقيقة أن ذلك لا يكفي.. الإبداع مسألة أخرى تعتمد على عدة عناصر:

التعلم.. التحفيز.. القدوة.. التحرر من القيود القائمة على الخوف.. والبحث عن الطاقات الكامنة في العقل الباطن وتحريرها وفق ضوابط تربوية وأخلاقية متفق عليها.. أي أن نساعد أبناءنا على التغيير والإبداع والتحرر من الخوف بواسطة البرمجة اللغوية العصبية.. والأهم من كل ذلك هو الإقبال على المعرفة المنفتحة على كافة المصادر المتاحة مع توخي المحاذير القانونية والأخلاقية كي تسهم هذه المعرفة في بناء الشخصية حتى تواجه المستقبل باقتدار.

سأركز في سياق محاضرتي على ماهية البرمجة اللغوية والعصبية.. وكيف نستطيع استخدامها في بناء شخصية الفرد في ظل الأخطار المحدقة بمستقبله في عالم يتغير بسرعة هائلة ويختلط فيه ما هو وهمي ورقمي بالواقع المليء بالصعوبات.. ليدرك من خلال التعلم مكامن تلك المخاطر الموجودة على أرض الواقع والمفترضة، وكيف يصير عالمه أسهل وإرادته أقوى.. والمرونة صفة ملازمة له دون أن تحبط طاقة التحدي لديه، أو تمنعه من انتهاج لغة الحوار وتقبل الآخر بعيداً عن الاستلاب..

فما هو علم «البرمجة اللغوية والعصبية»؟ كيف نسخره في بناء الفرد؟ وما هي المخاطر الرقمية التي تخترق العقل الباطن وما هي سبل مقاومتها لإنقاذ الفرد في مجتمع يتغير؟

شهد علم "البرمجة اللغوية والعصبية" مؤخراً نمواً تفاعلياً بين فئات المجتمع ومؤسساته، ولاقى اهتماماً لافتاً من مؤسسات المجتمع المدني ومراكز البحث العلمي والمراكز الثقافية التي ما فتئت تعقد الدورات والورشات التدريبية بغية النهوض بالطاقات الشبابية وتطوير الموارد البشرية في المؤسسات لتعزيز خطط التنمية المستدامة ورفدها بالكفاءات. ولكن هذا العلم يبدو من خلال الجهات المعنية به سلاحاً ذي حديّن.. فمقابل دوره الإيجابي في تنمية الإنسان وتحفيز طاقاته إيجابياُ، كانت هناك جهات استخبارية عالمية ومنظمات مشبوهة إرهابية تقوم باستغلال هذا العلم لمصادرة العقول وتوجيهها نحو أهداف أخرى.

علم البرمجة العصبية اللغوية علم يكشف لنا عالم الانسان الداخلي وطاقاته الكامنة ويمدنا بأدوات ومهارات نستطيع بها التعرف على شخصية الانسان وطريقة تفكيره وسلوكه وادائه وقيمه، والعوائق التي تقف في طريق ابداعه وتفوقه.

إن تحقيق هذا التغيير يحدث في أهم عناصر عملية التفكير (العقل الكلي الذي يتكون من العقلين: الباطن والظاهر، وهو معنوي نراه من خلال نتائجه الملموسة أثناء عملية التفكير، ويعمل بمثابة المراقب على عملية انتاج الفكرة، والدماغ الذي يعتبر مركز الجهاز العصبي الذي يمثل ماكنة الإنتاج للفكرة، ثم الذهن الذي يتشكل من الحواس الخمس ويقوم بإرسال الرسائل عبر الخلايا العصبية إلى الدماغ ومن ثم تلقي الرد على شكل إشارة كهربائية)، فبرمجة العقل الباطن تقوم على التكرار كأحد أهم قوانين البرمجة العصبية اللغوية، وأنه من خلال التكرار في طرح الاسئلة التحفيزية المستهدفة، يمكن التأثير على الإنسان بالخديعة لقلب الحقائق وتغيير محددات الأشياء التي تؤمن بها أو تفرض عليك. ومن أشد الأمثلة وطأة هو ما يمارسه الإعلام المضلل أو الأجهزة الاستخبارية فيما يعرف بغسيل الدماغ، والأمثلة على ذلك كثيرة.

ومن أهم إيجابيات البرمجة اللغوية والعصبية ما يلي:

تطوير الشخصية، الأداء، التربية والتعليم، التعلم الذاتي والتدريب، التحفيز على الإبداع، التفكير الإيجابي والاهتمام بهموم الإنسان وقضاياه العادلة، واعتماد المحددات السليمة من أجل تحديد البوصلة التي تأخذ الإنسان إلى الاتجاه الصحيح، ومقاومة الإشاعات في كافة القضايا الفكرية والثقافية والسياسية والحقوقية مثل قضايا حقوق الإنسان والقضية الفلسطينية على سبيل المثال.

المؤثرات السلبية وسبل انقاذ الإنسان وتحصينه منها:

الإنسان كائن مكشوف للمؤثرات الخارجية التي تعتمد على مؤثرات معنوية مرتبطة بالطاقة الكهرومغناطيسية والاستحواذ على إرادة العقل الباطن وطاقاته والإيهام بأنها عمليات تجرى لصالح الإنسان دون أن يستيقظ هذا العقل من غيبوبة الاستلاب إلا بعد فوات الأوان ليكتشف هذا الإنسان مدى حالة الدمار التي أصابته معنوياً ومادياً، وسندرج هذه المؤثرات على النحو الآتي:

أولاً: - تأثير الأبراج والطاقة الكونية:

إنه الإيمان بتأثير الأبراج وتحكمها بمصائرنا.. فالإنسان عبارة عن حقل كهرومغناطيسي بسبب الحركة الدائمة لأعضائه الداخلية التي تتحرك لا إرادياً كالمعدة والقلب وغيرهما فينتج عن ذلك توليد طاقة كهربائية، هذا بالإضافة لوجود طاقة دلتا (ألفا وبيتا وجاما وسجما ودلتا) في دماغه، كذلك السيال العصبي الذي ينقل الرسائل (الإشارات الكهربائية) من وإلى الدماغ؛ لذلك تحيط بالإنسان هالة كهرومغناطيسية متصلة بالطاقة الكونية.. ومن هنا ينشأ التخاطر.. ويكمن السبب في تأثير الطاقة الكونية الممتدة على الإنسان..

وبما أن الأبراج السماوية تختلف فيها تموضعات الكواكب والنجوم من برج لآخر فإن ذلك يعني بأن هناك اختلاف في حجم الطاقة الكونية ما بين برج وآخر ما يعني أن تأثير الطاقة الكهرومغناطيسية في مواليد برج ما يختلف من شخص وآخر، وذلك من خلال اختراق الطاقة الكونية للحقل الكهرومغناطيسي للإنسان وصولاً إلى الدماغ والتأثير على انتظام الإشارات الكهربائية التي يرسلها الدماغ عبر خلاياه العصبية إلى الحواس، بالإضافة لتأثير موجات دلتا التي تتحكم بالدماغ حيث ستنعكس على العقل الباطن والطاقات الكامنة فيه وتحدد طبيعة المزاج العام للإنسان.

من هنا يجب أن نخلص أبناءنا من الصفات المرفوضة المرتبطة بهذه الأبراج، وذلك من خلال التأثير على العقل الباطن بطريقة التكرار وإيهامه بالصفة الإيجابية المرغوبة من أجل التغير إلى الأفضل فالإنسان ابن البيئة التي تؤثر عليه سلباً أو إيجاباً.. والتعلم من خلال التدريب يساعد على ذلك.

ثانياً- استلاب الوعي (غسيل الدماغ):

يعرف هيغل استلاب الوعي على أنه ما يتحقق في لحظة انغماس العقل مع الطبيعة، إذ بذلك يفقد الوعي حريته.

وهو أن يتماهى الشخص مع فكرة تسيطر على عقله وذهنه (حواسه) وتستنفد لديه طاقة التحدي وتولد في عقله الباطن طاقة الرفض للآخر وتحاصره في إطار التعصب للفكرة.. وهذا بدوره يحد من قدر العقل على الإبداع..

ونزعة الاستلاب هي نزعة تميل إلى تملك الأشياء بالقهر والقوة دون وجه حق.

أي أنه بوسع الأجهزة الأمنية في كثير من دول العالم من خلال مبدأ التكرار أن تقنعك بسياسة حكومة ما يستحوذ عليها الفاسدون لتمرير برامجها المشبوهة، لا بل بوسعها تحويل صورة الفاسد في نظرك إلى بطل قومي حتى لو شهد عليه التاريخ بأنه عكس ذلك.

ثالثاً: انتظار المنقذ الخارق

فنحن ننتظر مثلاً أبطالنا التاريخيين من باب أنهم يمتلكون مفاتيح الحل، فانتظار الأبطال لتحقيق أهدافنا وحمايتنا قد امتلأت بها مناهج التربية والتعليم، وهي تدرسنا بطولات العظماء كالناصر صلاح الدين الأيوبي الذي حرر القدس عام 1187م، ووحد الأمة الإسلامية لتنهض من جديد، وكان الأولى بتلك المناهج أن تمكّنَ صفات هذه الشخصية التاريخية لتبرمج عقول التلاميذ الصغار الباطنية كي تشع فيهم طاقة إيجابية لتحرير ذواتهم من التردد والخوف، فلا يمكثون خائفين بانتظار المنقذ الخارق لهم، لذلك لا بد من التركيز على تفاصيل السير الذاتية لأولئك الأبطال التاريخيين ليتعلم الطفل كيف صار الواحد منهم منقذاً؛ من أجل أن تتولد لديه طاقة التحدي.. ولعل من أكثر القصص العالمية تحفيزاً قصة الطالب الغبي أديسون الذي صار بجهوده الذاتية من أعظم المخترعين عبر التاريخ.

رابعاً: اختراق العقل والعبث بالقناعات من خلال التقنيات الحديثة

حينما فكر العلماء بحل مشاكل البشرية كان هناك من ينتظر النتائج للاستحواذ عليها لإدخالها في المواجهات والتجاذبات الإثنية والحروب الاستخباراتية للسيطرة على الإنسان بالدرجة الأولى تحت الشعار الذي وضعه الأمير الإيطالي في عصر النهضة ميكافللي والقائل بأن الغاية تبرر الوسيلة.. فهل يقبل الإنسان أن يكون الضحية! بالطبع من خلال التعلم والبرمجة اللغوية والعصبية سيحقق الإنسان المعجزات ويستطيع بالتالي الاستفادة من ذات التقنيات التي وظفت للاستحواذ عليه وبرمجته كي ينضم إلى القطعان فلا يملك حينذاك من أمر نفسه شيئاً.. من هنا يتوجب علينا معرفة أهم هذه التقنيات ما دمنا مقتنعين بالقدرة على مواجهتها. وهي كما يلي:

أ- الإدمان الرقمي

عبارة عن ذبذبات صوتية تتراوح أمواجها ما بين ألفا ثم بيتا وثيتا وصولاً إلى دلتا. إذْ يؤدي الاستماع إليها لفترة طويلة عدة أحاسيس كالنعاس أو اليقظة الشديدة أو الدوخة أو الارتخاء أو الصرع والانزعاج.

باختصار شديد، المخدرات الرقمية هي ملفات صوتية وأحياناً تترافق مع مواد بصرية وأشكال وألوان تتحرك وتتغير وفق معدل مدروس تمت هندستها لتخدع الدماغ، عن طريق بث أمواج صوتية مختلفة التردد بشكل بسيط لكلّ اذن. ولأن هذه الأمواج الصوتية غير مألوفة يعمل الدماغ على توحيد الترددات من الأذنين للوصول إلى مستوى واحد بالتالي يصبح كهربائياً غير مستقر، وحسب نوع الاختلاف في كهربائية الدماغ يتم الوصول لإحساس معين يحاكي احساس أحد أنواع المخدرات أو المشاعر التي تود الوصول إليها كالنشوة.

مثلاً لو تعرضت الأذن اليمنى إلى موجة 325 هيرتز واليسرى إلى موجة 315 هيرتز فإن الدماغ سيعمل على معالجة الموجتين لتشكيل صوت وموجة جديدة لتكون موجة 10 هيرتز وهي نفس الموجة التي ينتجها الدماغ أثناء الارتخاء والتأمل في حالة موجات ألفا في الدماغ.

ففي عام 1839 اكتشف العالم الفيزيائي هنريتش دوف أنه إذا سلطت ترددين مختلفين قليلاً عن بعضهما لكل اذن، فإن المستمع سيدرك صوت نبض سريع. واستخدمت هذه الآلية لأول مرة عام 1970 من أجل علاج بعض المرضى النفسيين لاسيما الاكتئاب الخفيف والقلق وذلك عند رفضهم العلاج الدوائي حيث كان يتم تعريض الدماغ إلى تذبذبات كهرومغناطيسية تؤدي لفرز مواد منشطة ك(الدوبامين) و(بيتا أندروفين) بالتالي تسريع معدلات التعلم وتحسين دورة النوم وتخفيف الآلام وإعطاء احساس بالراحة والتحسن. ويمكن استخدام هذه التقنية لعلاج القلق.

لقد تم استغلال المخدرات الرقمية من قبل عدة مواقع انترنت لتسوقها على أنها آمنة وشرعية. ربما لا يوجد قانون يجرم الاستماع إلى ملفات صوتية في أي دولة حول العالم. إلا أنها على عكس المخدرات الحقيقية فإن تلك الرقمية توفر لك دليل مكتوب يشرح لك خطوة بخطوة الإجراءات التي يجب أن تقوم بها حتى تحقق الفاعلية المطلوبة حيث أن أكثر من 80% ممن جربوها وفق الدليل حققت الهدف المنشود منها حسب دراسة أجراها الموقع وكأنهم يستنشقون المخدرات الكيميائية.

وقد بين أضرارها مستشار اللجنة الطبية في الأمم المتحدة طبيب الأعصاب الدكتور راجي العمدة الذي يرى بأن هذه الذبذبات والأمواج الصوتية تؤدي إلى تأثير سيئ في المتعاطي على مستوى كهرباء المخ كونها لا تشعر المتلقي بالابتهاج فحسب، بل تسبب له ما يعرف بالشرود الذهني وهي من أخطر اللحظات التي يصل إليها الدماغ حيث تؤدي للانفصال عن الواقع وتقليل التركيز بشدة. ويحذر في أن التعرض لهذا التغيير في اختلاف موجة الكهرباء في الدماغ وتكراره يؤدي إضافة للحظات الشرود إلى نوبات تشنج عند المرء. وهذا ما يمكن أن نؤكده لكم أيضاً من خلال مطالعة بعض مقاطع الفيديو القديمة التي تظهر شباباً يتعاطونها فذهبت بهم إلى حالات من الهلوسة والارتجاف والتشنج وتسارع التنفس ونبض القلب.

من هنا لا بد من محاصرة هذه الظاهرة قانونياً واجتماعياً من خلال إظهار مخاطرها، لابل ومنعها قانونياً إذ لا توجد فيها جوانب مفيدة على الإطلاق.

ب- ظاهرة الرقائق الجلدية الإلكترونية أو ال RFID

وتعني تحديد الهوية باستخدام موجات الراديو وهي مصنوعة من السيليكون ومحمية بالراتنجات وبها جهاز لاستقبال وإرسال البيانات.. والنوع الأخطر هو الذي لا يحتاج إلى مصدر كهربائي حتى يعمل.

ويستطيع قارئ البيانات أن يتتبع أماكن تواجد الشريحة مثل ال GPS، وهذا سهل لأي مبرمج.

كما ويستطيع المخترق أن يقوم بتخليق نسخة أخري من رقاقتك مطابقة لها تمامً وبنفس البيانات.. والخطير في الأمر هو إذا أخترقها فيروس مما يؤدي إلى حدوث اختلال في تردداتها وفي نهاية المطاف يؤثر على حاملها.

وذكر (بيل جيتس) مالك شركة (آبل) في أحد لقاءاته مع وكالة الأسوشيتيد برس أن هذه الرقاقات ستساعد المكفوفين على الرؤية والصُم على السمع، وقد يتم تطويرها حتى يتم شحن الذكريات عليها والتحكم في الأطراف الصناعية.

والجدير بالذكر أن أكثر من 60 دولة ومعهم الإتحاد الأوروبي كاملاً يصدرون جوازات سفر بها رقاقات RFID حتى يتم تتبع حاملها عند السفر خارج حدود البلاد ويعرف باسم جواز السفر البيومتري

يقوم الجيش الأمريكي حالياً بتطوير هذه الرقائق لزرعها بجنوده ويقال إن هذا حدث بالفعل ويتم تطوير هذه الرقاقات من قبل شركة (دارب)، وتسمى بالحساسات النانونية وسيكون هناك قاعدة شاملة يتم ربطها بهذه الرقاقات وتسجيل كافة بيانات الجنود عليها مثل البيانات الطبية والموقع.

إن عمليات التطوير لهذا النوع من الرقاقات تتسارع حيث وصلوا إلى القدرة علي إدخالها في جسم الإنسان دون الشعور بشيء فيتم قذفها من خلال مسدس أو ما شابه، وهي مغطاه بماده معالجه بالهندسة البيولوجية تمنع الشعور بالألم أو تعمل كمخدر موضعي للمكان الذي تخترقه.

ج- الهولوغرام

وهو جهاز الصورة ثلاثية الأبعاد باستخدام العواكس الخادعة

د- النيروفون والهولوغرافي

جهاز اخترعه الأمريكي " باتريك فلاناغان " في سن المراهقة (قصة تحفيزية)، في الستينات من القرن الماضي.

وهو عبارة عن جهاز إلكتروني يستطيع إدخال الإيحاءات إلى دماغ الإنسان عن طريق لمس الجلد! (أي إدخال الصوت مباشرةً على الدماغ، دون المرور من الأذن!).

أما الموديلات التي ابتكرها فيما بعد، فكانت تتألف من دارات إلكترونية معقّدة تمكن الجهاز من إطلاق الترددات الصوتية المناسبة (تضبط أوتوماتيكياً) من خلال الجلد، مما يساعد الشخص الأطرش على سماع كل كلمة تقال له، في دماغه، بكل وضوح!

تعاقد فلاناغان في إحدى الفترات مع البحرية الأمريكية، لإقامة أبحاث تتمحور حول تواصل الدلفين مع الإنسان. وهذا العمل أوصله إلى ابتكار النظام الصوتي الهولوغرافي، الثلاثي الأبعاد! أي أنه يستطيع وضع أصوات معيّنة في أي مكان يريده! مهما توارت أو بعدت! وليس بالطريقة التقليدية التي نألفها (موجات صوتية متواصلة).

و ابتكر فلاناغان موديلاً حديثاً للنيروفون ، يمكّن الشخص من تخزين كميات هائلة من المعلومات في ذاكرته الخفية (الذاكرة الطويلة الأمد) !. أي أنه يمكن للشخص أن يحفظ في ذاكرته الملايين من الكتب والمراجع دون أي مجهود منه! وقد سماها عملية التعليم الخفي! وبعد تقديم هذا الجهاز إلى مكتب براءات الاختراع، تعرّض للمصادرة من قبل وكالة المخابرات العسكرية! وصنف كإحدى أسرار الدولة الاستراتيجية! ومنعوه من متابعة البحث في هذا المجال! أو حتى التكلّم عنه لأحد، لمدة خمس سنوات كاملة!

في المحصلة يجب أن يستعيد الإنسان هذه الاختراعات ويوظفها لما جاءت لأجله بعد أن يتفهم خطورتها للوقاية من جوانبها السلبية، من خلال الابتعاد عن استخدامها في غير صالح البشرية كتدمير الذات.. وبالتالي تطوير طاقة التحكم برغباتنا كي لا نندفع باتجاه المهالك.. وليكن شعارنا في تربية أبنائنا: "التعلم الذاتي والسيطرة على طاقاتنا في العقل الباطني من أجل التغيير".. ولا بد من أجل تحقيق أهدافنا السامية أن نمتلك المحبرة المليئة بالحبر لأنه بدونها لا يصبح للقلم معنًى، وبدون التغيير والعمل على برمجة ذواتنا لا يصبح للطموح أي معنى ما دامت تعترضها الإحباطات الكامنة فينا قبل أن تنتشر كالأشواك في دروب حياتنا.

 

الباحث والمدرب الدولي بكر السباتين

 

في المثقف اليوم