أخبار ثقافية

المركز الثقافي لمدينة تونس يحتفي بالشعر والشعراء

بمناسبة الحفل السنوي للاختتام النادي الأدبي "الطاهر الحداد" وتحت إشراف مديرة دار الثقافة  وبرئاسة الشاعرة فاطمة بن فضيلة والتي بكل براءة وبكل عفوية حضرت الطفلة فيها وغابت المرأة المثقلة بأوزار الحياة اليومية وخاصة لما تمر به البلاد والعباد من تشنج وارتباك ..بدت كالفراشة تتنقل بين الحاضرين توزع خلجاتها الطفولية وتنثر حبات ضوئها الأنثوي حتى أنها كانت تقدم حفلها بطريقة عفوية ارتجالية فتجاوزت بذلك كل ما هو معتاد وسائد ..أطلقت على هذا الملتقى الختامي "العشوية" الكلمة القريبة من قلب كل تونسي "ولد المدينة العربي" وما شدّ الانتباه وشغل اللّب هو ذاك اللّباس التقليدي الذي إرتدينه كل الشاعرات والشعراء الوافدين من كل أنحاء الوطن فنسج المساء من ضفائر الشمس سجادا منقوشا عليه بالبند الفريد تراثنا هو روح أمتنا وعنوان هويتنا فاختلط الشذى بالأريج وعبق المكان بالنرنج والياسمين وانسكب القصيد رقراقا للشوق والتوق والشحن العاطفي ..للإعلان للاحتجاج للرفض وتعرية المسكوت عنه ..لتمزيق الأغشية وسبر الأغوار وفضح الأسرار.. وبدى هنا الشاعر نبيا نهتدي بهدايته ..معلما نقتفي وميضه وندون رسالته وقاضيا نخضع لقوانين حمايته وناطقا باسم المجموعة والمتحدث إليهم والباث فيهم شرعيته ..ففي مستهل هذا الحفل حضرا توأما الآداب الرفيعة ألا وهو الشعر والغناء ومن درر معروف الرصافي أطربنا الفنان "مروان سامر " بما تيسر من شدو القيثار وصوت القصيد ومن زمرد "محمد الهادي الجزيري "وغناء جمال الشابي ارتوينا بعذب الأنغام وجميل الكلام ..ومر الوقت غير عابئ بالوقت بين المراوحات الموسيقية والقراءات الشعرية فصدحت الشاعرة  "فتحية الهاشمي" وطربت لها الآذان وتنغم الشاعر "سوف عبيد  فانتشى له المكان.. وطرّز "حسين العوري" وشاح على صدر زوجته كما إحتفى بالاُنثى إلى حدّالنخاع  الشاعر "المنصف قلالة"وعدّلت الشاعرة ماجدة غضبان ساعتها على ميقات القصيد وانسابت تغريبة الكمنجات من أنامل "الشاعرة سليمة صرايري"وبصهيل الجمر واحتراق السنابل أطلت علينا الشاعرة "خيرة العباسي"وأثثت الشاعرة "هدى الدغاري"ما تيسر لها من وجع المواويل وحاورت القلب " الشاعرة هالة بن محمد" بترجمان الريح..كما توهج الحرف لدى الشاعرة "ليلى نصراوي" وتألق القصيد بالعامية لدى "زكية الجريدي" وبأنامل مؤسس مجمع الشعراء  "المنجي بن خليفة"  قالت الاُنثى محتفية بألقها بين سطوره أنا لست كباقي النساء وختامها أسدلت الطفلة الصغيرة "ولاء عسالي"الستائر الاُرجوانية بقصيدها الثوري الخارق للممنوع  من الزمن ..وهكذا يبقى الشاعر يجادل ظله أو هكذا نحتفي بعري القصيد. وأبقى اُحبك يا وطني تطوقني من الوريد إلى الوريد... 


الشاعرة : رجاء محمد زروقي

 

في المثقف اليوم