أخبار ثقافية

البيان الختامي لمهرجان (الجواهري) التاسع

تحت الخيمة الوارفة لمهرجان (الجواهري) التاسع الذي التأم بحضور المئات من الشعراء والادباء والمثقفين وعشاق الكلمة المسؤولة الذين توافدوا زرافات ووحدانا ليؤكدوا للعالم أن الثقافة العراقية كانت ومازالت وستظل أمينة على مسيرة الحياة والامل والابداع وانها الفصيل الاجمل والاروع في مسيرة العراق نحو شواطئ الديمقراطية ودولة المؤسسات الدستورية الراسخة بعد أن اجتاز وطننا سنوات النار والعنف والاحتراب الطائفي والاحتلال والانظمة الشمولية والتسلطية..

وليقف اليوم وبثقة أكبر على مشارف مرحلة جديدة من تأسيس عراق ديمقراطي بعيدا عن فخاخ التعصب والتطرف والطائفية والشوفينية والتدخل الاجنبي..

 وليغذ السير في طريق التنمية المستدامة واحترام مقومات الحرية الفكرية والثقافية ومبادئ حقوق الانسان..

ويؤكد المشاركون في الدورة التاسعة لمهرجان (الجواهري) ـ دورة الشاعر عبد اللطيف بندر أوغلو ـ على ارادتهم التي لا تقهر، والتي هي جزء من ارادة شعبهم، للسير قدما في طريق تجذير الديمقراطية، ممارسةً وآليات ومؤسسات، والتي بوأت الثقافة العراقية ولم تزل مكانة رفيعة في مسيرتها..

وهم يؤكدون بالقول والعمل انه لا رجعة عن الديمقراطية خيارا الى أيّ من الانظمة الدكتاتورية والتسلطية والفردية والاوتوقراطية تحت أية لافتة كانت أو أيّ مسمى كان، لان هذه هي الارادة الحقيقية لشعبنا العراقي..

وهم يهيبون بجميع قوى شعبنا السياسية، داخل السلطة وخارجها، لتوحيد صفوفها، ونبذ الخلافات الثانوية والفئوية، والعمل باخلاص من أجل بناء ماخربته الحروب والمحن والاجندات الداخلية والخارجية..

فالشعب العراقي ينتظر بفراغ صبر ارادة حقيقية من لدن جميع أبناء شعبنا ليفوتوا الفرصة أمام المتصيدين بالماء العكر للعودة ببلادنا الى المربع الصفر، والعودة عن مسار العملية السياسية التي تحتاج الى التقويم والتصويب من أجل اعادة ترتيب البيت العراقي..

كما يؤكد أدباء العراق وكتابه ومثقفوه أنهم لن يتهاونوا مع من يكنّ للثقافة العراقية وللحقوق المدنية للانسان العراقي..

وانهم يطالبون بفتح ملف الثقافة العراقية الذي ظل مغلقا بالختم الاسود من قبل أغلب المسؤولين في الدولة العراقية الذين ينظرون الى الثقافة بمنظار الريبة والتربص والتأثيم، والتكفير أحيانا، انطلاقا من مسلمات ومفهومات عفا عليها الزمن..

فالثقافة العراقية هي صنو للتقدم والديمقراطية والابداع، وهي من خلال تنوعها اللغوي والاثني تناضل من أجل تعزيز لحمة مكونات شعبنا على أسس متينة جديدة قابلة للحياة في المرحلة الجديدة..

ولذا فهم يطالبون بتقديم دعم حقيقي للابداع العراقي بكل تنوعاته واصدار سلسلة من التشريعات القانونية التي تحمي حرية الابداع والمبدعين، وفي مقدمتها تأسيس المجلس الاعلى للثقافة، واطلاق جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية، ووضع تشريعات لتكريم العلماء والرواد والمبدعين، وتوفير الحصانة الادبية لهم لحمايتهم من هجمات بعض الاجهزة الامنية التي تنتهك قدسية عملهم لاسباب مسيسة ومؤدلجة غير مبررة ولا تتماشى مع روح العصر والحداثة..

ويعبر المشاركون في هذه المهرجان عن عزمهم على أن يظلوا العين الرائية لشعبهم وسينيرون الدروب اذا ما اظلمت، وسيقولون قولة الحق ليكونوا دائما أمل شعبنا ورأسماله الرمزي الخلاق..

ومعا من أجل ربيع دائم للثقافة العراقية...

 

بغداد في 13 تشرين الأول 2012 

في المثقف اليوم